تجري شركة البترول الوطنية حالياً أعمال الصيانة الدورية المجدولة لأربع وحدات رئيسية في مصفاة ميناء عبدالله.وخلال اللقاء الذي جمع مسؤولي الصيانة وعددا من ممثلي الصحف المحلية التي طلبت الاطلاع على مستجدات الصيانة وكلفتها خلال جولة ميدانية، كشف نائب الرئيس التنفيذي لمصفاة ميناء عبدالله في شركة البترول الوطنية الكويتية المهندس أحمد الجيماز ان كلفة الصيانة المجدولة للوحدات الأربع وعدد من الوحدات المساندة التابعة لها، تبلغ 5.25 مليون دينار، والانتهاء منها بنهاية الشهر الجاري على ان تعود تلك الوحدات الى الخدمة اعتبارا من بداية يونيو المقبل.وأكد الجيماز خلال الجولة الميدانية على أهمية الالتزام بعناصر الصحة والسلامة والبيئة والدقة في التخطيط والتجهيز للوصول إلى أفضل النتائج، موضحاً أن هناك عملا ضخما يسبق الصيانة وهو التنسيق والتجهيز موضحاً ان عمليات ايقاف التشغيل لبعض الوحدات الرئيسية مجدول والاستعداد له قبل عام تقريبا على اعتبار أنها صيانة رئيسية وتم إغلاق بلوك كامل من الوحدات لعمل الصيانة الدورية لها وهذه الوحدات الرئيسية منها: وحدة التكسير الهيدروجيني، ووحدة إنتاج الفحم، ووحدة الهيدروجين، ووحدة إنتاج الكيروسين.وأشار الجيماز إلى ان عمليات صيانة المصفاة تمت جدولتها ووضع خطتها الشاملة بالتنسيق مع مؤسسة البترول الكويتية ودائرة التسويق العالمي، مشيراً إلى أن مصفاة ميناء عبدالله تعمل حاليا بطاقة تكريرية تبلغ 270 ألف برميل يومياًّ، وتنتج عدة مشتقات بترولية منها البنزين، والكيروسين والديزل والنافثا وغيرها.وأضاف ان «البترول الوطنية تحرص دائماً في أعمال الصيانة الرئيسية على الامتثال والتطبيق الدقيق لإجراءات الصحة والسلامة والبيئة، والتي نأمل من خلالها أن نحافظ على أرواح العاملين، وكذلك الحفاظ على المعدّات، والتحكّم في أي انبعاثات قد تحصل»، مضيفاً: «يأتي بالدرجة الثانية الالتزام بالوقت المحدّد في الجدول للإيقاف بحيث لا يتعدّى الفترة المحددة للإغلاق والصيانة. ومن ثم تأتي مراقبة الميزانية المقررة للإغلاق والتحكم والسيطرة عليها بحيث لا تتعدى المصروفات المبلغ المحدّد لها».وقال الجيماز إن لدى مصفاة ميناء عبدالله مهندسات ومهندسين أكفاء كويتيين يقومون بتنفيذ هذه الأعمال بشكل متواصل على مدار الساعة ليلاً ونهاراً، إذ يتطلب العمل أن يستمر 24 ساعة لمدة 35 يوماً، فهذه فرصة للشباب المهندسين لإثبات وجودهم وصقل خبراتهم وزيادة تحصيلهم الفني والمهني للترقي لأعلى المناصب في المستقبل، قائلاً «نحن ننتهز في مثل هذه المناسبات ونحرص من خلال العمل في مجال الصيانة ان نعطي الفرصة للجميع للتعلّم واكتساب الخبرة والتطّور».العجميمن جانبه، قال مدير دائرة الصيانة في مصفاة ميناء عبدالله المهندس محمد منصور العجمي ان حجم العمالة المستخدمة في عمليات الصيانة اليومية يزيد على ألف شخص بين مهندسين وفنيين وعمالة مهارة في أعمال الصيانة الميكانيكية والكهربائية وصيانة الآلات الدوارة والدقيقة وأجهزة التحكم وغيرها من أعمال الصيانة.وأوضح العجمي أن دائرة الصيانة في مصفاة ميناء عبدالله لها مهمة مهمة وحيوية في منظومة عمل المصفاة ألا وهي صيانة أصول المصفاة على الوجه الأمثل لتلبية احتياجات الإنتاج على مدار الساعة مع مراعاة شروط السلامة والحفاظ على البيئة وذلك من خلال العمل الدؤوب عبر تحسين مهارات العاملين وكذلك استخدام أفضل التقنيات المتاحة عالميا.وأكد العجمي انه تم انجاز ما يعادل 13.76 ساعة تدريب للموظف في حين أن المعيار المعمول به هو 6 ساعات، مشيرا الى ان المصفاة تشترط الحفاظ على صحة الموظف من خلال الفحص الطبي الدوري حيث وصلت نسبة حضور موظفي الدائرة الى نسبة 96 في المئة.وبخصوص الدورات التدريبية الداخلية بمركز التدريب البترولي او الدورات الخارجية قال العجمي تم انجاز ما يعادل 64.46 ساعة تدريب للموظف في حين أن المعيار المعمول به هو 42 ساعة.وأشار العجمي إلى انجازات الدائرة في مجال الصيانة وترشيد المصروفات التشغيلية بدائرة الصيانة بلغ 10 في المئة في دائرة الصيانة خلال السنة المالية 2015-2016 عبر اتباع أنشطة الصيانة المثلى وتطبيق أساليب تكنولوجية حديثة.واضاف العجمي ان الصيانة الدورية لوحدات المصفاة يتطلب التخطيط الجيد والذي لابد ان يسبق وقت الصيانة بوقت كاف حتى يتم تذليل جميع الصعوبات والحد من المفاجآت التي قد تطرأ، مشيرا الى ان الصيانة الدورية الحالية للوحدات تصاحبها هذه المرة عمليات ربط بين المصفاة ومشروع الوقود البيئي وتحويل غرف التحكم وربط الخطوط وكذلك وضع الجهوزية للمستقبل مع مشروع الوقود البيئي.وأوضح العجمي ان هناك 7 أقسام في دائرة الصيانة هي الصيانة الميكانيكية، وتخطيط الصيانة، صيانة الورشة الميكانيكية والأعمال العامة، صيانة الكهرباء، صيانة الآلات الدقيقة، صيانة المعدات الدوارة، وهذه الأقسام جميعها يكمل احدها الآخر ويعمل معنا مقاولون متخصصون في أعمال الصيانة للمصفاة. مؤكداً أن هناك عملا جماعيا وفريقا واحدا يعمل بشكل متواصل بالليل والنهار وحريصا على التقيد والتدقيق بكل إجراءات الصحة والسلامة والبيئة والحرص على حياة العاملين وكذلك حالة المعدات والمنشآت.وأضاف أن هناك مقاولين متخصصين عدة تم التعاقد معهم لإنجاز بعض الأعمال التي تتطلب وسائل ومعدات خارجية أو تكنولوجيا عالمية.من جانبه قال رئيس فريق الورش صالح المغوار ان ابرز التحديات هو التجهيز العمالة الفنية الماهرة وتوفير المواد اللازمة للصيانة بحيث لا ينعكس أي تأخير على اعمال الصيانة، مؤكداً أن هناك تنسيقا تاما مع المصافي الزميلة وهناك نحو 7 أو 8 مقاولين في جميع التخصصات.وأضاف المغوار ان هناك انسجاما تاما في عمليات الصيانة وانها تتم بسلاسة ويتم التعامل خلالها مع جميع الجنسيات العاملة في الصيانة بما فيها لغاتهم المختلفة، مرجعاً ذلك إلى قدرة ادارة الشركة والمصفاة على الاستعداد جيداً لأي عمل بالتنسيق والتحضير المسبق وبشكل دقيق.ومن جانبه قال رئيس فريق الكهرباء جاسم المهنا ان الصيانة مجدولة وتتم فيها صيانة 4 وحدات رئيسية وإجراء الفحص الشامل وهناك تنسيق تام بين جميع الفرق، ومن المقرر عودة المصفاة 1 يونيو 2016. واضاف أن هناك عددا من المشاريع التي تتم خلال الصيانة منها تغيير الفلاتر وخطوط توزيع جديدة وإجراء عمليات ربط مع مشروع الوقود البيئي، لافتاً إلى أن العمل مستمر 24 ساعة يومياً على ورديات. وأكد المهنا انه خلال تنفيذ الصيانة الدورية للمعدات الكهربائية يجري تنفيذ المشروعات الكهربائية المرتبطة بمشروع الوقود البيئي، مضيفاً ان ضمان وتوفير قطع الغيار يعتبر من الاولويات الاساسية وايضا في بعض الحالات نقوم بالتعاقد مع شركات خارجية و محلية لتنفيذ بعض الاعمال ذات الطابع المتخصص مثل لف المولدات وفحصها، معتبراً أن الصيانة فرصة كبيرة جدا للتدريب والتطوير للمهندسين والمهندسات بالقسم.

كفاءات نسائية في صيانة المصفاة

قالت مهندسة تخطيط الصيانة في مصفاة ميناء عبدالله المهندسة ندى المنصور إنه «على الرغم من صعوبة وضغط العمل خلال الصيانة في المصفاة إلا أننا كمهندسات لم نشعر بالفرق ونعمل جنباً إلى جنب مع المهندسين وبالكفاءة نفسها بشهادة مسؤولي المصفاة»، موضحة أن نطاق عملها في وحدات الشعلة والتي تعد قلب المصفاة.وأوضحت المنصور أن التحدي خلال الصيانة هو ضرورة الالتزام بالجدول الزمني المقرر لتنفيذ أعمال الصيانة وعودة الشعلة خلال 10 أيام، قائلة انها الصيانة الثانية التي تحضرها منذ عملها بالمصفاة.من جانبها أكدت مهندسة تخطيط الصيانة في مصفاة ميناء عبدالله المهندسة زينب ششتر أن عملها في صيانة وحدة الفحم قائلة «إنها من الوحدات النادرة في الشرق الأوسط وتتطلب صيانة دقيقة ومختلفة عن بقية الوحدات نظراً لأنها تعتبر مدرة للدخل وأي تأخير فيها هو خسارة مادية، وتم التنسيق مع بقية الوحدات قبل الإغلاق للصيانة».وأوضحت ششتر أنه «على الرغم من حاجة الصيانة لمجهود مضاعف وتصل فترات العمل فيها لما بين 10 إلى 12 ساعة في الوحدات المختلفة إلا ان المهندسات يعملن بكل جهد ممكن كما الزملاء المهندسين».