غيرت مهندسات إدارة مركز الحاسب الآلي، كغيرهن من بقية مهندسات وزارة الكهرباء والماء العاملات في قطاعاتها المختلفة، النظرة المجتمعية الضيقة تجاه المرأة الكويتية، حيث أثبتن جدارتهن في مجال عملهن المحفوف بالمخاطر، فاستحققن مقولة «أخت الرجال».في الجولة التي نظمها مدير إدارة مركز الحاسب الآلي عبداللطيف أشكناني، لقطع التيار الكهربائي عن الشقق الاستثمارية المخالفة لشروط ايصال التيار، لم تقف الأنوثة عائقا أمام المهندسات اللاتي رافقتهن «الراي» في جولتهن، لإنجاز التكليف العملي، مدفوعات بإصرار على اقتحام المجالات العملية التي كانت مقتصرة حتى وقت قريب على الذكور، حيث كان مجرد التفكير في شغل مثل هذه المواقع يعد ضربا من الخيال، رافعات شعار «المرأة الكويتية... تقدر».حضورهن المبكر إلى موقع العمل في منطقة السالمية وانخراطهن في العمل حتى انتهاء المهام المكلفين بها، رغم ارتفاع نسبة الرطوبة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، ان هؤلاء المهندسات إنما جئن ليبرهن عن قدراتهن، متحديات كل من يحاول تثبيط همة مهندسات الكهرباء من خلال الترويج بعدم قدرة المهندسة على القيام بمثل هذه المهام.تقول مهندسة اختصاص الكهرباء طيبة داود «رغم خطورة طبيعة عملنا، إلا اننا تعودنا على القيام بمثل هذه المهام الخاصة بقطع التيار الكهربائي عن البيوت والعمارات المخالفة، وبالنسبة لنا باتت مسألة طبيعية».وتؤكد داود على عدم وجود فرق بين الرجل والمرأة، خصوصا في الأعمال التي تتطلب استخدام العقل أكثر من الاعتماد على العضلات.من جانبها، تقول المهندسة شيماء الغضبان «ان مسؤولي الوزارة يقدرون جيدا عمل مهندسات الوزارة، لاسيما العاملات في مواقع خارجية، وهذا يدفعنا إلى بذل المزيد من الجهد».وتضيف الغضبان «نحن ولله الحمد باتت لدينا خبرة طويلة في مجال عملنا تؤهلنا لتنفيذ أعمالنا الموكلة لنا على أكمل وجه».بقفزات بلاستيكية بيضاء ودون خوف أو وجل، كانت مشرف الكهرباء احلام محمد، تواصل قص الاسلاك الكهربائية المخالفة «تدربنا جيدا على كيفية القيام بمثل هذه المهام»، هكذا كانت تردد محمد مقولتها كلما تقص كيبلا مخالفا.وتوضح مهندسة الكمبيوتر آسيا الشطي «ان العصر الذي نعيشه عصر علم ومهارة ومعرفة، وأعتقد ان المهندسة الكويتية لا ينقصها شيء، فهي تمتلك المهارة والمعرفة بما يؤهلها للقيام بواجبها على أكمل وجه».شهادة رجلوشهد عدد من المهندسين والفنيين الذين رافقوا فريق المهندسات في جولتهن، وهم فني الكترونيات حمد الفزيع، وفني ميكانيكي محمد بولند، وضابط قضائي المهندس مشعل المطيري، على نجاح المهندسة الكويتية في إثبات جدارتها على كافة المستويات.وأضافوا «ان المهندسة الكويتية أصبحت لديها بصمة واضحة لا يمكن اغفالها أو التقليل منها»، معتبرين ان «مسألة اقتصار مهن معينة على جنس معين انتهت صلاحيتها، بعدما أثبتت المرأة الكويتية في جميع مجالات العمل قدرتها على الانجاز وقبولها التحدي، بأن تكون على قدر المسؤولية في أي موقع يتم وضعها فيه».اكتساب خبراتوقال مدير إدارة مركز الحاسب الآلي التابع لقطاع شؤون المستهلكين عبداللطيف أشكناني «ان مثل هذه الضبطيات التي نقوم بها بشكل دوري لضبط سراق التيار الكهربائي، من انجع الوسائل التي من خلالها يمكن القضاء على مثل هذه الأعمال المخالفة للقانون».وأوضح أشكناني «تم إسناد أعمال قطع التيار الكهربائي إلى فريق مهندسات يعملن في إدارة مركز الحاسب الآلي، حيث يقوم هذا الفريق بشكل شبه يومي بتنفيذ أعماله على أكمل وجه»، مؤكدا ان «هؤلاء المهندسات تم تدريبهن بشكل جيد، للتعامل مع مثل هذه الأعمال واكتساب الخبرات المطلوبة».وشدد على ان الوزارة حريصة على دعم ومساندة المهندسة الكويتية والاستفادة من خبراتها في جميع مواقع الوزارة المختلفة، الأمر الذي من شأنه ان ينعش الوزارة بمزيد من الكفاءات الوطنية.
محليات
مهندسات الوزارة غيّرن النظرة التقليدية رافعات شعار «المرأة الكويتية ... تقدر»
الأيادي الناعمة... تقطع الكهرباء عن المخالفين
01:57 ص