انتقل من تخصصه كمهندس كيميائي، إلى ساحة الإعلام، ليصبح واحداً من أبرز المحاورين العرب على شاشة التلفزيون!إنه الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم الذي التقته «الراي»، في زيارته للكويت أخيراً، فأكد حرصه على هذه الزيارة سنوياً، للتواصل مع أصدقائه وإنهاء بعض الأعمال.وبصراحة المُحب أوضح كرم، صاحب مبادرة «تكريم» التي تحتفي بالمبدعين العرب، أنه يرى «التغيير بطيئاً في الكويت بالرغم من أنها تُعتبر قلب منطقة الخليج العربي بما تحمله من عمق ثقافي»، مشيراً إلى «أنها يتعين أن تتبوأ الصدارة».كرم، العربي الوحيد ـ بين الإعلاميين - الذي التقى بيل غيتس، أعرب عن انبهاره ببساطة الرجل المتناهية، مع أنه أغنى رجل في العالم، وعرَّج على ما يحدث في سورية، كما تطرق إلى مرض ابنه بالسرطان الذي غيّر حياته كاملة... إلى جانب مواقف أخرى تأتي تفاصيلها هنا:• ما سبب زيارتك للكويت؟- كل سنة أكون حريصاً على الحضور إلى الكويت، وأحرص على أن تكون زيارتي دائماً قبل شهر مضان، والسبب هو حبّي للتواصل مع أصدقائي هنا، إلى جانب إنهاء بعض الأعمال التي لا تخلو منها أي رحلة أقوم بها.• هل ترى تغييراً يطرأ على الكويت في كل زيارة؟- التغيير بطيء، وهذا طبعاً من النظرة الخارجية، وأنا أرى أن الكويت قلب الخليج العربي، وهي صاحبة العمق الثقافي والتاريخي في المنطقة، ومن المفترض أن تكون في الصدارة، لذلك أتساءل: لماذا الكويت ليست كما ينبغي أن تكون! وأتأمل الكويت هذا البلد الطيب مستقبلاً حاملاً صورة مختلفة أكثر إشراقاً وسرعة.• من كان ملهمك في انبثاق فكرة مبادرة «تكريم» التي تبحث عن قصص النجاح الأبرز في عالمنا العربي؟- أعتقد أن برامجي التلفزيونية هي التي ألهمتني، وكانت دافعي الأساسي بانبثاق وانطلاق فكرة مبادرة «تكريم»، إذ كنتُ قبل عشرين عاماً أول من قدّم على شاشات التلفاز قصص النجاح اللافتة وجهاً لوجه بين طرفين، في حين لم تكن في ذلك الوقت موجودة بهذه الكثافة مقارنة باليوم.• على أي أساس تم اختيار اللجنة التحكيمية في مبادرة «تكريم»؟- أقوم شخصياً باختيار المجلس التحكيمي في كل عام، وأسعى إلى أن يكون منوعاً لناحية الجنسيات العربية أو يكون خليطاً في الثقافة، والحلاوة الأجمل في لقاءاتنا هو ذلك النقاش الذي يمتد إلى ثلاث ساعات، إذ منه نخرج بالعديد من الآراء والأفكار المثمرة، حتى نصل إلى مرحلة التصويت، حيث يتم التوقيع من كل أعضاء المجلس التحكيمي على النتائج، وللعلم كل لقاء لنا يكون مسجلاً بالكامل حتى يكون العالم مطلعاً على ما يحصل.• هل يجب أن يكون المرشحون من المشاهير؟- حرصنا منذ البداية على أن تكون «تكريم» جديدة لناحية الشكل والمضمون، وأن تكون الوجوه التي تحتفي بها عربية ومبدعة، وبعيدة عن الأضواء وقرع الطبول، وأن تكون ممن يعمل في صمت، وواجب علينا تسليط الإضاءة عليها لأنها إضافة إلى المجتمع العربي. وطبعاً هناك أشخاص حاربوا الفكرة بقولهم إن بها كثيراً من الغباء، وأنا أرى أنهم يقولون ذلك، لأنها ليست فكرة تجارية مستهلكة أو مبتذلة.• هل تقوم بشكل شخصي بتمويل مبادرة «تكريم»؟- تعيش «تكريم» من القطاع الخاص والشركات الكبرى العربية، وهم معروفون حيث وضعت أسماءهم داخل موقعنا الرسمي، لكن هذا المشروع في حاجة إلى دعم من الحكومات العربية، وهو ما تناقشت فيه مع عدد من الوزراء العرب المعنيين، وبعضهم أثنى على عملنا، وآخرون لم يفهموه، والبعض الثالث - مع التحفظ على الأسماء - طلبوا وجود مغنين وفنانين، وأن يتم تكريمهم أيضاً ليدعموا المبادرة، وهو أمر يُشعر بالحزن أن مثل هؤلاء الأشخاص ممن يتقلدون مناصب مهمة يفكرون بهذه الطريقة.• كيف تتم عملية الترشيح واختيار الشخصيات المكرّمة؟- العملية منقسمة إلى جزأين، الجزء الأول يضطلع به المجلس الاختياري المؤلف من تسع لجان، لكل جائزة لجنة من 8 إلى 10 أعضاء يمثلون مختلف الدول العربية، ومتخصصين، وكلّ منهم يرشّح أسماء من دولته، بالإضافة إلى أن الموقع الرسمي يقبل أي إنسان يرشح نفسه، أو يرشحه صحافي أو ناقد لهما رؤية، ثم تجتمع كل تلك اللجان معاً في الجامعة الأميركية في بيروت على مدار يومين، ويتم اختيار الثلاثة الأفضل من كل فئة. وفي الجزء الثاني يتم إرسال القوائم إلى اللجنة التحكيمية حيث يجتمعون في العاصمة البريطانية أو الفرنسية من كل عام في شهر أبريل لاختيار الفائز، وتبقى هذه المعلومات طيّ الكتمان حتى الإعلان النهائي عنها في الحفل السنوي الذي يقام في شهر نوفمبر في إحدى الدول العربية.• كيف أقنعت أغنى رجل في العالم بيل غيتس بلقائك؟- أعتقد أن سيرتي الذاتية كانت جواز المرور لاختياري من قبل العديد من طلبات اللقاءات التي يتلقاها مكتبه يومياً، وأيضاً أعتقد أن مسيرتي الخاصة والخط الذي رسمته هما اللذان حملا كل ضيوفي على الموافقة. وفعلاً اجتاحتني السعادة عندما جاءتني الموافقة على مقابلة بيل غيتس.• ما الذي جذبك في شخصية هي الأغنى في العالم بحجم بيل غيتس؟- بساطته اللامتناهية وثقافته وفكره الراقي، وشخصياً أرى أنه يجب أن يكون قدوة لأصحاب الثروات الكبيرة في الوطن العربي، وأتمنى منهم أن يتعلموا ماذا تعني خدماته الإنسانية وحسه الاجتماعي ودأبه على فعل الخير، وأن يتعلموا كيفية استثمار المال بصورة ذكية ومفيدة للمجتمع، لأن فعل الخير بالنسبة إليه ليس توقيع شيك وإرسال المال فحسب، بل يعتبر الأمر ثقافة. وأقل مثال على ذلك تلك المؤسسة التي أسسها باسمه واسم زوجته، والتي تتوجه إلى ثلاثة مجالات في عملها «التعليم، الصحة، التكنولوجيا».• وهل من شخصية تتطلع إلى اللقاء بها ومحاورتها؟- من أهم الشخصيات التي أطمح إلى لقائها هي الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين لأنه يمشي عكس التيار، وأيضاً لأفهم تركيبته وأفسره، وليكون واضحاً أمامي أكثر، فالذي أعرفه عن الشعب الروسي أنه صعب وعنيد وعندما تنظر إليه لا تفهمه، وهذا ما أعتبره تحدياً بالنسبة إليّ في فهم الضيف الذي أمامي.• كيف ترى الربيع العربي وما يحصل اليوم في سورية؟- الربيع العربي جمع كل الفصول، لكن المهم أن الشعوب العربية قد قالت كلمتها «لا». أما ما يحصل في سورية اليوم فهو ضربة كبيرة للكيان العربي، لأن سورية هي رئة العالم العربي، ولا أعتقد أن المنطق أو القلب يمكن أن يتقبل ما حلّ بها. والسؤال الذي يطرح نفسه: من يريد أن يرى سورية هكذا؟ ومَن وراء ذلك التنظيم الداعشي ومَن الذي يسلّحه؟ فاختيار سورية لم يأتِ عبثاً، بل جاء وفقاً لأسباب مدروسة وبعناية.• ما الذي تغيّر فيك بعد تعرّض ابنك للمرض؟- مرض ابني غيّر كلّ حياتي، وفعلاً في تلك الظروف لا شعورياً تشعر مدى أهمية الصحة، وبصدق وأمانة، كنت مستعداً للتخلي عن كل شيء أملكه والتفريط بكل النجاح الذي حققته في سبيل أن يُشفى ابني من إصابته بالسرطان، وبحمدالله هو بات اليوم أفضل حالاً.