رأى قياديان من الجامعة الأميركية في بيروت «AUB»، أن الجامعة لا تزال الأفضل في العالم العربي، نتيجة استمرارها في المحافظة على تميزها الاكاديمي والمعرفي منذ عام 1866، مستشهدين بأن الكثير من خريجيها أصبحوا من الشخصيات العربية والاسلامية المؤثرة جداً في العالم، ومعيدين إلى الأذهان أن ثمة امبراطوريات ودولاً نشأت منذ تأسيس الجامعة سقطت وظهرت صراعات وحروب دولية واحداث سياسية كبرى هزت العالم، ومع ذلك لا تزال الجامعة محافظة على مكانتها وتألقها، باعتبارها واحة للفكر وحرية التعبير.وفي وقت وصف فيه العلاقات بين الشعبين الكويتي واللبناني بالتاريخية والعريقة، كشف رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري عن مساع لزيادة وجذب المزيد من الطلبة الخليجيين في المرحلة المقبلة، باعتبار ان الجامعة ليست لبنانية كما يعتقد البعض، وانما جامعة عالمية، وذلك بعد التراجع الذي شهدته أعداد الطلبة الخليجيين، نتيجة تردي الاوضاع السياسية التي يعيشها لبنان منذ فترة، مضيفا أن «العلاقات اللبنانية مع دول الخليج، خصوصا مع الكويت والسعودية والامارات وثيقة وقديمة لا يمكن ان تتأثر باي حال من الاحوال، ونحن بكل تأكيد نريد ونرحب بعودة أبنائهم من جديد إلى لبنان».وقال خوري في لقاء خاص مع «الراي» بمناسبة زيارته للبلاد، ان هناك فريقاً اداريا تابعا لقسم التسجيل والقبول يقوم بشكل سنوي بزيارة دول الخليج لاستقطاب الطلبة المتميزين القادرين على التفوق والريادة، من خلال عرض كل البرامج والتخصصات التي تتميز بها الجامعة، خصوصا ان العالم العربي ولبنان يحتاجان قيادات قادرة على الابداع وصنع التغيير وبناء افضل مستقبل لمجتمعاتهم.ولفت إلى أن هدف الزيارة، التي تتزامن مع مرور 150 عاما على تأسيس الجامعة، هو من أجل الالتقاء بالطلبة الكويتيين ممن درسوا وتخرجوا في الجامعة، قائلاً ان «عدد الكويتيين الذين تخرجوا في الجامعة منذ انشائها يقدر بحوالي 400 كويتي»، موضحا في الوقت نفسه انهم يسعون ايضا لاجراء مباحثات مع المسؤولين في وزارة التعليم العليم العالي، من اجل ايجاد المزيد من الفرص للتبادل الثقافي والتعليمي بين الكويت والجامعة.واعتبر خوري ان اكثر ما يميز الجامعة الأميركية في بيروت عن بقية الجامعات في المنطقة، هو «عراقتها وتاريخها الذي يمتد لـ 150 عاما، خصوصا انها من أُول الجامعات في العالم العربي التي تهتم بالعلوم الانسانية والطبية»، ويرى ان «الجامعة لا تزال هي الافضل في العالم العربي، بالرغم من ازدياد عدد الجامعات في دول المنطقة، وذلك نتيجة استمرارها في المحافظة على تميزها الاكاديمي والمعرفي منذ عام 1866»، لافتا ان هناك الكثير من خريجي الجامعة اصبحوا من الشخصيات العربية والاسلامية المؤثرة جدا في العالم.واشار ان عدد الطلبة المقيدين حاليا في مقاعد الدراسة يبلغ 8700 طالب وطالبة، حيث يمثل الطلبة الاجانب منهم ما نسبته 22 في المئة، معتبراً ان الاوضاع السياسية المتقلبة التي يشهدها لبنان من حين إلى آخر، كان لها تأثير وانعكاس مباشر على اعداد الملتحقين والمسجلين بالجامعة، خصوصا بعد قرار دول مجلس التعاون الخليجي، بعدم سفر مواطنيها إلى لبنان.واكد خوري ان الجامعة الأميركية في بيروت تضم افضل الكليات العلمية على مستوى الشرق الاوسط، والتي منها كليات التمريض والصحة العامة، وكشف ان الجامعة بدأت خلال العام الحالي بطرح تخصصات جديدة في مجال الهندسة البترولية والعلوم الاجتماعية والرعاية الصحية والتغذية، في اطار تحقيق الارتقاء والتطور الذي يتماشي مع متطلبات العصر، لافتاً إلى مباحثات خلال العام الحالي مع عدد من اهم الجامعات الأميركية، من اجل تنفيذ برامج تتعلق بالتبادل الثقافي والاكاديمي، مؤكدا في الوقت نفسه ان «الجامعة الأميركية في بيروت لا تزال تضم افضل الاساتذة على مستوى العالم».ومن جانبه، اكد نائب الرئيس المشارك للانماء في الجامعة الدكتور عماد بعلبكي، ان الكويت كانت دائما تقدم الدعم والمساندة للجامعة الأميركية في بيروت ولمشفى الحرم الجامعي، الذي يقدم كل الخدمات الضرورية للمرضي في لبنان وخارجها، مشيدا في الوقت نفسه بـ «الجهود الخيرية التي تقدمها بعض الشخصيات الكويتية، من اجل دعم طلبة من الوطن العربي للدراسة في الجامعة».وقال بعلبكي «نحن نفتخر بان تكون الشخصيات والقيادات المؤثرة في العالم والمجتمعات من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت، والذين منهم رئيسا افغانستان والمالديف، وفي الكويت هناك شخصيات مهمة في المجتمع الكويتي تركت بصمتها ابتداء بالدكتور احمد الخطيب، الذي يعتبر من أوائل طلبة المنطقة الذين درسوا الطب ومارسوا مهنة الطبابة والسياسة والعمل الاجتماعي معا، وصولا إلى محافظ البنك المركزي السابق الشيخ سالم الصباح ومحمد الغانم».وأشار بعلبكي ان «الجامعة الأميركية في بيروت، هي لكل مواطني المنطقة وليست حكراً على اللبنانيين فقط»، واضاف «من هذا المنطلق فان رسالتها العلمية والثقافية موجهة لكل المجتمعات العربية»، مشيرا إلى ان «النسبة الكبرى من طلبة الجامعة هم دائما من الدول العربية، ابتداء من سورية والاردن والى الكويت ودول الخليج وصولا إلى اليمن».وقال «المنطقة العربية والشرق الاوسط شهدا منذ تأسيس الجامعة الأميركية في بيروت، العديد من التغيرات والتطورات السياسية المختلفة، ومنذ تلك الحقبة ظهرت وسقطت امبراطوريات ودول، وظهرت صراعات وحروب دولية واحداث سياسية كبرى هزت العالم، ومع ذلك لا تزال الجامعة محافظة على مكانتها وتألقها، وهذا ما جعلها بالفعل الجامعة المتميزة في المنطقة»، مضيفا أن «ما يميز احتفالية مرور 150 عاما على تأسيس الجامعة، تزامنها مع اختيار اول رئيس للجامعة من اصل لبناني وايضا اول رئيس درس وتخرج في الجامعة نفسها».ووصف الجامعة الأميركية في بيروت بانها «واحة للفكر وحرية التعبير، خصوصا انها تقع في اجمل البقع الجغرافية في العاصمة اللبنانية»، واوضح ان هناك اقبالا وصفه بالكبير على الدراسات العليا من قبل الطلبة الغربيين على تخصصات الدراسات المتعلقة بتاريخ الشرق الاوسط، ولفت ان الجامعة انتخبت كاحدى اجمل الجامعات في العالم، واكد ان «عدد الطلبة غير اللبنانيين، والذين كانت نسبتهم في الماضي 50 في المئة من اجمالي المسجلين انخفض إلى 22 في المئة، بسبب تردي الاوضاع السياسية التي شهدها لبنان في الآونة الاخيرة»، معتبرا في الوقت نفسه ان هذه الزيارات إلى المنطقة والى خريجي الجامعة تهدف إلى جذب الطلبة والاهالي من جديد إلى لبنان.وكشف بعلبكي عن تعاون وثيق مع عدد من الجهات الخاصة والحكومية في المنطقة، من اجل عقد دورات وبرامج تدريبية للموظفين، بالاضافة إلى عقد ورش ومعارض تعليمية في المدارس، من اجل تعريف الطلبة على اهم ما تقدمه الجامعة الأميركية لهم من مواد ومناهج علمية عالية المستوى، لافتا إلى ان «اهم شرطين لقبول الطلبة هما تقديم كشف درجات لآخر سنتين دراسيتين، بالاضافة إلى اختبار الـ SAT».وأوضح ان «الطلبة غير القادرين على تحمل مصاريف الدراسة وتمويل ذاتهم، يمكنهم بعد اكمال التسجيل الاكتروني، التقدم بطلب منحة دراسية»، وكشف ان الجامعة تكفلت العام الماضي بتقديم دعم ومنح مالية لجميع الطلبة الذين يحتاجون إلى تمويل اثناء دراستهم، وصل إلى 45 مليون دولار، مضيفاً ان «الدعم المالي للمنحة يتراوح ما بين 20 إلى 100 في المئة، وذلك حسب القدرة على الدفع من قبل الأسرة والمانحين والجامعة على حد سواء»، مؤكدا في الوقت نفسه ان «80 في المئة من المتقدمين يحصلون على منح مالية اثناء الدراسة».واعلن انه تم «رصد ميزانية تقدر بـ 450 مليون دولار، لتطوير مستشفى الجامعة، ليواكب التطور الذي يشهده القطاع والصحي والطبي في العالم، وايضا بهدف زيادة القدرة الاستيعابية، من خلال بناء مبان جديدة وتحديث المعدات والاجهزة»، واوضح ان «غرفة الطوارئ في المستشفى تمثل 60 في المئة من استيعاب جميع غرف الطوارئ في مشافي لبنان»، ولفت إلى انه يتم «تقديم جميع العلاجات الضرورية والخدمات اللازمة إلى الجاليات السورية والفلسطيينية والعراقية وايضا اللبنانية على حد سواء»، مؤكدا ان «اي مريض لا يملك المال اللازم او تأمينا أو ضمانا صحيا لتغطية مصاريف العلاج والدواء، فان هناك برنامجا خاصا لدعم المحتاجين، من خلال صندوق خيري خاص لتقديم المساعدات والادوية إلى المرضى، خصوصا الاطفال منهم»، كاشفاً عن «صرف 10 ملايين دولار العام الماضي من هذا الصندوق».وأعلن بعلبكي ان من الخطط المستقبلية تطوير البرامج الخاصة بالبحث العلمي، خصوصا في مجال الابحاث الطبية المتعلقة بالامراض التي بدأت تنتشر في المجتمعات العربية مثل امراض السمنة والسكري، لافتا إلى ان «الهدف من هذه البرامج التي جاءت بتوجيهات من قبل مدير الجامعة فضلو خوري، هو ان تكون هناك عناية صحية متكاملة للوقاية من الامراض قبل وقوعها وليس فقط ان تكون العناية بالتداوي».
محليات - جامعة
فضلو خوري أول لبناني يرأس «الأميركية» في بيروت منذ 150 عاماً
«AUB» الجامعة التي شهدت سقوط إمبراطوريات ودول وبقيت واحة للفكر والتعبير الحر
08:11 ص