أدراج الرياح تذهب صرخات السينمائيين المصريين، فيما تتواصل معاناتهم من قرصنة الفضائيات التي باتت تهدد الصناعة بأكملها. فرغم تحركات المنتجين لدعم سوق السينما بأعمال متنوعة بين الأكشن والكوميديا والدراما، رافعين شعار «كسر الأزمة وخلق مواسم سينمائية جديدة»، إلا ان شبح القرصنة يطاردهم ويهدد صناعتهم، مستخدماً طرقاً حديثة في السطو على الأفلام في عقر دور العرض بطرق جديدة ومبتكرة.وأصبحت فضائيات تخصصت في السنوات الأخيرة في السطو على الأفلام السينمائية من بينها «أبلة فاهيتا،ألوان، حلاوة روح، البيت بيتك» وغيرها، تدخل في تحدٍ مع دور العرض السينمائي على عرض الأفلام السينمائية الجديدة بعد أقل من أسبوع من طرحها في دور العرض السينمائي وبتقنية عالية في التصوير.وشهدت الأيام الأخيرة عرض ثلاثة أعمال سينمائية على تلك القنوات، في نفس توقيت عرضها في دور العرض السينمائي، هي أفلام «حسن وبقلظ» للمنتج أحمد السبكي، وفيلم «اللي اختشوا ماتوا» للفنانة غادة عبدالرازق، وأخيرا فيلم «فص ملح وداخ» للفنان عمرو عبدالجليل.وفي التوقيت نفسه، تقوم هذه القنوات بالترويج لعدد من الأعمال التي ستتم إذاعتها خلال الفترة المقبلة، منها فيلم «هيبتا» للمخرج هادي الباجوري، و«كنغر حبنا» للفنان رامز جلال، وكل هذه الأعمال تعرض حاليا بدور العرض السينمائي في مصر ودول أخرى. وفيما حذّر المنتجون على أن هذا الأمر يشكل خطراً كبيراً قد يؤدي إلى امتناع المنتجين عن الإنتاج مرة أخرى، إن لم يجد جهاز المصنفات الفنية حلاً جذرياً تلك الأزمة المتفاقمة منذ سنوات، قال المنتج أحمد السبكي لـ «الراي» إنه يعلم مَن وراء تلك القنوات، وأن هدفهم الرئيس والأساس هدم صناعة السينما لتحقيق ربح إعلاني ضخم، خصوصا أن حجم الإعلانات التي توجد لديهم كبير ويتجاوز مدته ساعة تقريبا على الشاشة، واصفاً عرض تلك القنوات لأفلامه دون أي إذن مسبق بأنه يعتبر جرما بيّنا وسرقة «عيني عينك» ـ على حد قوله، مهيباً بجهاز مباحث المصنفات الفنية، باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذا الجرم ومعاقبة المسؤولين عنه قبل أن تهدم الصناعة.من جانبه عبّر الفنان الشاب علي ربيع عن استئائه بشدة مما يحدث، واصفاً تعرض فيلمه «حسن وبقلظ» أو أي فيلم آخر للقرصنة بأنه أمر في غاية الخطورة بالنسبة للمنتج الذي يتكبد خسارة كبيرة، ومستغرباً أن يتعرض ما يقوم به فريق العمل من تعب وعناء للسرقة بمنتهى السهولة.وأكدت الفنانة غادة عبدالرازق أن جريمة القرصنة مستمرة في حق السينما منذ سنوات وتمت مناقشتها أكثر من مرة، معتبرة ان الحل الجذري لتلك القنوات هو تعقب القائمين عليها ومعاقبتهم دون رحمة. وقالت: «نجتهد لتقديم سينما جيدة لامتاع الجمهور، ونقوم بالجهود الذاتية بتقديم أعمال جادة ومهمة لاستمرارية السينما، إلا أن القائمين على تلك القنوات يسلبون كل جهودنا دون وجه حق ودون معاقبة حاسمة من الدولة».