«من أجل المسرح أترك كل شيء»...هكذا أعلنتها بجزم الفنانة اللبنانية حنان الحاج علي خلال حوارها مع «الراي»، لافتة إلى أنها ترى استسهالاً غير طبيعي في الذهاب بعيداً عن المسرح بعناصره الرئيسية في وقتنا الحالي، ومعتبرة أن من يقدمون يعتقدون أن المعاصرة تستوجب طي صفحات الماضي تماماً على حسابات بناء صروح حديثة ترى العالم بشكل مختلف.الممثلة والمخرجة والمدربة والباحثة، التي تحمل العديد من الشهادات الأكاديمية (ماجستير في إدارة المسرح، دبلوم دراسات عليا في التمثيل) والعضو المؤسس في مؤسسة المورد الثقافي، هي زوجة المخرج روجيه عساف، الذي تعتبره أستاذها، وتشير خلال اللقاء إلى أنها تعمل حالياً مع عنصر الشباب، الذين سبق لعساف أن عمل معهم. وعن هذا تقول: «عندما عمل مع الشباب (عساف) بدا رائعاً لأنه أعطاهم من خبرته، وأخذ من طموحهم وأفكارهم المعاصرة وبين مسرحيات مختلفة عن السائد، وهذا الذي نريده في أيامنا الراهنة بعيداً عن عصبيات عدد من الفنانين المخضرمين الذين يرفضون ضخ خبرتهم وتقديمها على منبر الشباب».الفنانة حنان الحاج علي، التي وزّعت نشاطها بين المسرح «من حكايات 36»، «جبران والقاعدة» ليعقوب الشدراوي، «بوابة فاطمة»، «السواتر» لجان باتيست ساتر و«جنينة الصنايع»، ولها فيلما «عائد إلى حيفا» لقاسم حول و«باب الشمس» ليسري نصرالله، تتحضّر في المدى المنظور لمسرحيتين إحداهما مع المخرج عساف. وكان اللقاء معها من وحي انطلاقة مهرجان ربيع 2016 في بيروت وتونس في آن واحد (في 28أبريل) وحتى (26 مايو).• ماذا تخبريننا عن مهرجان ربيع 2016؟- بزخم انطلقنا في بيروت وتونس.• ولماذا تغيب القاهرة؟- شيء مؤسف. ظروف خاصة تحكم الأوضاع في مصر من تداعيات الأزمات المتلاحقة على مدى السنوات الخمس الماضية.• مؤسسة المورد الثقافي سحبت مكاتبها من هناك؟- نعم، وهناك العديد من الفنانين والعروض المصرية باتوا عندنا في بيروت، جاؤوا لتعويض غياب المهرجان عن القاهرة.• شهر من النشاطات والضيوف والتنظيم والميزانيات، أي فريق كبير يعمل لإنجاح المهرجان من دون أخطاء؟- لن تصدّق، نحن فريق صغير متواضع ومع ذلك الأمور كلها مضبوطة.• كلما سألنا عنك عرفنا أنك مسافرة. وآخر مرة في تونس؟- لقد قطعناها وزرنا مناطقها على مدى أسابيع. كل هذا من أجل تعميم الفن المسرحي على كل البلاد. وأنت تعرف أن تونس لطالما كانت من أبرز الأقطارالعربية في العطاء المسرحي.• لقاءات، أبحاث، مهرجانات، وورش عمل. هل تحل هذه النشاطات مكان العروض؟- طبعاً لا. سيبقى للعروض المسرحية مكانها ومكانتها المتقدمة في مجال الفن المسرحي. وإذا كنت تعنيني أنت تدرك أنني ولا مرة شاركت في أعمال هابطة أو لا قيمة لها، لذا فالتأخر سببه فني فقط.• أيعني هذا وجود مشاريع جديدة؟- من دون شك. هناك عمل جماعي جديد نعمل عليه الآن مع مجموعة من الشباب. ورشة نحاول إطلاقها منذ ثلاثة أعوام إلى أن تيسرت الأمور أخيراً. ومشروع آخر مع روجيه.• كأنك تلعبين دور زوجك المخرج روجيه عساف، في تفضيل التعاون مع الشباب؟- روجيه أستاذي. وصحيح أنه عندما عمل مع الشباب بدا رائعاً لأنه أعطاهم من خبرته، وأخذ من طموحهم وأفكارهم المعاصرة وبين مسرحيات مختلفة عن السائد، وهذا الذي نريده في أيامنا الراهنة بعيداً عن عصبيات عدد من الفنانين المخضرمين الذين يرفضون ضخ خبرتهم وتقديمها على منبر الشباب.• ألا ترين أن المسرح لا يأخذ حقه وسط معمعة رهيبة من تداخل الفنون الأخرى الحاضرة؟- أنا أرى استسهالاً غير طبيعي في الذهاب بعيداً عن المسرح بعناصره الرئيسية، معتقدين أن المعاصرة تستوجب طي صفحات الماضي تماماً على حسابات بناء صروح حديثة ترى العالم بشكل مختلف. وهذا خطأ.• كانت لك محطات سينمائية عدة، لم تكثري منها؟- أنا أحب السينما جداً، ربما ليس بقدر المسرح الذي أترك من أجله كل شيء، والسبب أن السينما اللبنانية تسعى إلى أن تكون صناعة والمشاريع قليلة، لذا عندما يكون لنا فيها حصة نسعد.• لكن أبرز فيلمين لك كانا عربيين؟- عندي أشرطة لبنانية حازت جوائز وتقديرات من مهرجانات عدة.• وتعتقدين بإمكانية تقديم عمل ذي شأن؟- أعود إلى الشباب، أنا أراهن عليهم وأعتبرهم خشبة الخلاص دائماً لأن فيهم روح العصر ونبضه المتدفق.
فنون - مشاهير
حوار / تتحضّر لعملين مسرحيين... أحدهما مع زوجها روجيه عساف
حنان الحاج علي: أترك كل شيء... من أجل المسرح
حنان الحاج علي
10:46 ص