تقع جزيرة «سان لوسيا» في شرق البحر الكاريبي بالقرب من المحيط الأطلسي. تأسس اتحادها الوطني لكرة القدم في العام 1979، وانضم إلى الإتحاد الدولي في 1988، وتحتل حالياً المركز 139 عالمياً في آخر تصنيف أصدره «الفيفا».اخترنا هذه المعلومات الخاصة بتلك الجزيرة ومنتخبها لتكون مدخلاً للحديث عن التصنيف الأخير لمنتخب الكويت (الأزرق) الذي انحدر به الحال إلى أن بات في المركز 140 عالمياً، يسبقه 139 منتخباً من مختلف القارات، من بينها... «سان لوسيا».في أواخر 1998، أصدر الإتحاد الدولي تصنيفه للمنتخبات الوطنية، ووقتها حل منتخب الكويت في المركز 26 في انجاز توقعت جماهير الكرة الكويتية بأنه سيكون البداية لاستعادة أمجاد الثمانينات، قبل ان يخيب هذا التوقع وتبدأ رحلة الإنحدار التي بلغت مبلغاً هو الأسوأ هذه الأيام.اعتمد الإتحاد الدولي نظام تصنيف المنتخبات منذ العام 1993، وقبل ذلك لم يكن هناك نظام رسمي لترتيب الفرق، وكان شائعاً الاعتماد على المسابقات الكبرى مثل كأس العالم لتصنيف المنتخبات المشاركة بحسب نتائجها، وبالتالي يأتي البطل في المركز الاول، وهكذا دواليك وصولاً إلى المنتخبات التي خرجت من الدور الأول والتي تصنف بحسب نتائجها في المجموعة.وعلى هذا الأساس صنف المنتخب الجزائري كأفضل الخاسرين في الدور الأول لمونديال 1982 في اسبانيا واحتل المركز 13، فيما جاء منتخب الكويت في المركز 21 من أصل 24 فريقا خاضوا غمار تلك النسخة من المونديال.وخلال أكثر من 20 عاماً، أجرى «الفيفا» العديد من التعديلات على نظام التصنيف واجراءات احتساب نقاط كل منتخب لكن وفق مبدأ ثابت هو أن «كل فريقٍ يقدم أداءً جيداً في عالم كرة القدم، ينال نقاطاً تمكّنه من التقدم في التصنيف العالمي».هذه التعديلات جعلت من احتساب النقاط عملية مركبة ومعقدة تعتمد على مجموعة من القراءات التي ينظر فيها خلال 4 سنوات من بينها: متوسط عدد النقاط التي نالها الفريق من المباريات خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة، مضافاً إليها متوسط عدد النقاط التي نالها من المباريات التي يعود تاريخها إلى ما قبل اثني عشر شهراً (مع التقليل من قيمتها سنوياً).ويعتمد في عملية احتساب النقاط لمباراة واحدة يخوضها أي منتخب مصنف على 4 عوامل هي عدد النقاط التي يمكن الفوز بها (فوز- تعادل - خسارة)، أهمية المباراة (تبدأ بمباراة ودية وتنتهي بلقاء ضمن كأس العالم)، مدى قوة الخصم في ما يتعلق بمركزه في التصنيف العالمي، وأخيراً قوة الاتحاد القاري الذي ينتمي إليه.ويتم احتساب نقاط المباراة واضافتها إلى رصيد المنتخب المستهدف عبر ضرب نواتج العوامل الأربعة.لا تتوقف تأثيرات التراجع في التصنيف على أي منتخب بحسابات الترتيب، وانما يتعلق الأمر بصعوبات أخرى خاصة بخوضه بطولات دولية وقارية وتصفيات تأهيلية لهذه البطولات.فالمنتخب الذي يأتي في مركز متأخر في التصنيف، يكون تلقائياً في مستوى متأخر أيضاً عند إقامة قرعة لبطولة او تصفيات تأهيلية، وهذه الجزئية بالذات عانى منها منتخب الكويت سواء في التصفيات المؤهلة الى كأس العالم أو كأس آسيا أو حتى بعد تمكنه من بلوغ النهائيات، فهو غالباً ما يأتي ضمن مجموعات صعبة لأن المستوى الذي جاء فيه متدن وبالتالي يرى نفسه مجبراً على أن يواجه منتخبات التصنيف الأعلى في مجموعته.ولا شك في ان خوض المنتخب للمباريات الدولية (ودية أو رسمية) يؤثر في تصنيفه، وكمثال على ذلك خاض منتخب الكويت في «عامه الأفضل» 22 مباراة دولية حقق الفوز في 11 منها وتعادل في 6 وخسر 5، فيما لم يخض أية مباراة دولية منذ أكتوبر 2015 جراء ايقافه من قبل «الفيفا»، وبالتالي فإن عدد نقاطه لا يمكن أن يزيد ولكن في المقابل قد يتحسن مركزه - كما حدث في تصنيف مارس الماضي - لسبب بسيط وهو أن المنتخبات القريبة منه في التصنيف تراجعت.لو قدّر لـ«الأزرق» العودة إلى المنافسات الدولية، فسيحتاج وقتاً طويلاً لتحسين ترتيبه في التصنيف وبالتالي الحصول على وضعية مريحة في قرعة أي بطولة يقدم على خوض غمارها.من جهة أخرى، هناك ثمن آخر يدفعه المنتخب المتراجع في التصنيف الدولي، وهو الثمن الفني، وآخر مالي.الثمن الفني يتمثل في أنه لن يكون متاحاً له اللعب مع منتخبات متقدمة في التصنيف، لأن الأخيرة تدرك بأن مواجهة منتخب ضعيف ومتأخر في التصنيف لن تضيف له في الجانب الفني، ولا في النقاط حتى ولو حقق الفوز.اما الثمن المالي فيتمثل في أن القائمين على المنتخبات المذكورة يمكن ان يقدموا تنازلات «فنية» ويقبلوا بمواجهة منتخب متأخر في الترتيب لكن بمقابل مالي كبير قد يتجاوز ميزانية اتحاد هذا المنتخب السنوية.تراجُع «الازرق» إلى هذا المركز المتأخر هو نتاج مجموعة من العوامل من بينها التخبط الإداري، وعلى مدار سنوات وفي ظل الأوضاع الحالية فإنه من الصعب توقع «قفزة» منتظرة للمنتخب في التصنيف اذا ما عاد للمشاركات الدولية. أما العودة الى مركزه الأفضل... فتبدو مهمة مستحيلة.
رياضة - رياضة محلية
«الأزرق» وتصنيف «الفيفا»: قفزة صعبة... وعودة مستحيلة
10:10 ص