على الرغم من حالة التراجع التي تعيشها الرياضة الكويتية في الحقبة الأخيرة، من حيث المستويات او النتائج وصولاً إلى ما يمس جوانب أخلاقية في اللعبة مع أحاديث تحولت من السر إلى العلانية عن دخول مباريات في نفق المراهنات المظلم، إلا أن هناك ومضات أمل تبزغ بين فترة وأخرى تدفع المتابع الى ان يستشعر بعضاً من أمل بمستقبل أفضل.في الأنظمة الديموقراطية، يبرز دور لافت لما يعرف بـ «مؤسسات المجتمع المدني» وهي كيانات أهلية غير حكومية ينشئها أشخاص تعمل لنصرة قضية مشتركة وتتميز بالاستقلالية التي تساعدها على ان تضطلع بأدوار مهمة.في الكويت، تنشط مؤسسات للمجتمع المدني في مجالات النفع العام وحقوق الإنسان وحقوق العمال وحماية المستهلك وجودة التعليم وغيرها من المجالات على الرغم مما تواجهه من انتقادات حول أدائها، بيد أن تطوراً لافتاً شهدته الساحة الرياضية في الآونة الأخيرة أسفر عنه ظهور مؤسسات أو كيانات مشابهة لكن في المجال الرياضي.وبعيداً عما يعرف بـ«النقابات الرياضية» التي يعلن عن تأسيسها ثم يفقد القائمون عليها حماسهم قبل ان يخبو بريقها تدريجياً، شهدت الفترة الماضية نشاطاً ملحوظاً لما يمكن أن يعرّف بـ«مؤسسات المجتمع الرياضي».«ديوان قدساوي» و«ديوان كويتاوي»، لا يحتاج المتابع للكثير من الفطنة ليتعرف على هويتهما وانتمائهما إلى ناديين كبيرين هما القادسية و«الكويت» على التوالي.لم يقتصر دور «ديوان قدساوي» و«ديوان كويتاوي» على الفكرة النمطية التي تتعلق بتشجيع ناد معين وتوفير مكان يتجمع فيه محبو هذا الفريق أو ذاك وإنما تجاوز ذلك إلى آفاق وأدوار أكبر عجز أو «تعاجز» عن القيام بها مسؤولون في اندية واتحادات يمتلكون من الأدوات والصلاحيات ما لا يتوافر لدى القائمين على «جمعيات النفع الرياضي».هذا الموسم سطر «ديوان قدساوي» ملحمة في الوفاء لـ «القلعة الصفراء» عندما تداعى إلى تنظيم حملة تبرع جماهيري غير مسبوقة انتهت إلى توفير المبالغ اللازمة لتسديد مستحقات محترفي فريق كرة القدم الذين كانوا على وشك الرحيل احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم من قبل إدارة النادي التي كانت تمر بأزمة مالية.أيام معدودة كانت كافية لجمع المبلغ المطلوب وإعادة الاستقرار إلى الفريق الذي استأنف نشاطه بذهنية جديدة وتمكن من تحقيق أهم لقب للدوري في مسيرته والذي منحه زعامة السجل الذهبي.لم تتوقف نشاطات الديوان عند هذا الحد، بل ان القائمين عليه يعدون العدة لتنظيم حفل تكريم لفرق «الأصفر» كافة التي حققت إنجازات في الموسم الحالي، كما ساهموا في حملة المركز الإعلامي في القادسية لبناء مسجد باسم المشجع وعضو الجمعية العمومية عبدالرحمن شمس الدين الذي وافته المنية غداة التتويج بلقب «دوري فيفا»، وأعلنوا عن اطلاق اسمه على الحفل.من جانبه، ينشط «ديوان كويتاوي» الذي يحظى بدعم من رجالات «العميد»، ويقوم بتكريم فرق النادي المنجزة بحضور رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، وينظم عملية دعم ومساندة الفرق في مبارياتها بمختلف الألعاب.يقدم «ديوان قدساوي» و«ديوان كويتاوي» صورة مشرفة للعمل التطوعي الرياضي البعيد عن التكسب أو الوصولية، وهما فعلاً نموذجان يفترض أن تحتذي بهما البقية.قد يكون النادي العربي قد سبق الجميع في هذا المجال من خلال ما يعرف بـ«الخيمة العرباوية» لكن الخلافات التي يشهدها النادي عصفت بالخيمة التي كانت في يوم من الأيام تضطلع بدور ريادي.