كثّف الرئيس سعد الحريري جولاته الميدانية في بيروت بهدف ضمان فوز كامل أعضاء لائحة «البيارتة» في الانتخابات البلدية في بيروت الأحد المقبل، بما يحفظ المناصفة المسيحية - الاسلامية التي كان أرساها والده الرئيس الراحل رفيق الحريري، وبما يؤكد ايضاً استمرار إمساكه بزمام القرار ضمن شارعه، الأمر الذي يمنحه استطراداً ورقة قوة بالغة الأهمية على صعيد الصراع السياسي المستعر في البلاد.وحرص الحريري في الساعات الماضية على زيارة مناطق عدة في بيروت لتزخيم الحماسة الانتخابية وتثبيت دلالات الاستحقاق البلدي و«خطوطه الحمر»، في موازاة جولات على مرجعيات دينية مسيحية وضعها في أجواء المناخ عشية الانتخابات في العاصمة الى جانب ما يقوم به في ملف رئاسة الجمهورية.ومن محلة الطريق الجديدة، اكد الحريري امام حشد كبير من مناصريه «ان الانتخابات البلدية، لا سيما في بيروت، لها معنى سياسي، وأوله هو الجواب عن سؤال هل ما زال خط رفيق الحريري هو مَن يمثل قرار أهل العاصمة؟ وكي يكون الجواب عن السؤال واضحاً علينا أن نشارك بكثافة يوم الانتخابات ونعطي أصواتنا بكثافة للائحة(البيارتة)»، واضاف:المغزى السياسي الثاني هو تأكيد أن أهل بيروت وأهل الطريق الجديدة تحديداً باقون عند وصية رفيق الحريري للمحافظة على المناصفة في بلدية بيروت، لأنها خط الدفاع عن العيش المشترك والوحدة الوطنية في كل لبنان، أي مشروع رفيق الحريري لكل لبنان. وكي نجيب بوضوح عن كل المشككين بإرادة الطريق الجديدة يجب أن نقفل الباب في وجه الخرق والتشطيب وننزل لائحة البيارتة في الصندوق «زي ما هي».وبعد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس الياس عودة أكد زعيم «المستقبل» أهمية فوز كامل لائحة «البيارتة» بما يحفظ المناصفة، موضحاً انه أطلع عودة على الجهود التي يبذلها التيار لا سيما في ملف رئاسة الجمهورية، ومعتبراً أن روسيا، التي كان زارها قبل نحو شهر، لها دور مهم في ما يحصل في سورية، ومؤكداً الحرص على علاقة مميزة معها.ورأى أن ما يحصل اليوم لا سيما في حلب «جريمة كبرى بحق حلب والمواطنين والأطفال والنساء الذين ينتشلونهم أشلاء»، وقال: «أعلم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حريص جداً على الحل السياسي، ولكن النظام السوري يقوم بمحاولات لضرب هذا الحل، لأنه يعرف جيداً أن أي أمر يتعلق بتعديل الدستور أو مرحلة انتقالية أو انتخابات مبكرة في رئاسة الجمهورية في سورية سيؤدي إلى عدم بقائه في سورية»، مشدداً على «أن العمليات الإجرامية الحاصلة اليوم في حلب هي ضرب للجهود التي تقوم بها روسيا ضمن الحل السياسي».