رأى المستشار بالديوان الأميري رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية مبعوث الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق، أن ما يرتكب في سورية أكبر جريمة انسانية في التاريخ ترعاها دول للأسف الشديد، لافتاً إلى أن العمل الانساني ليس بديلا عن العمل السياسي، وعلى المجتمع الدولي ان يدفع باتجاه حلول حقيقية للازمة.وقال المعتوق، في الاجتماع السابع لكبار المانحين لدعم الاوضاع الانسانية في سورية والمنعقد في الكويت امس، ان المؤتمر الرابع للمانحين، اسفر عن تعهدات بلغت اكثر من 10 مليارات دولار، حيث تعتبر نقطة تحول مهمة في العمل الاغاثي من اجل الشعب السوري.و تابع «شهدنا خلال الايام القليلة الماضية المعركة وهي تنتقل الى مدينة حلب، حيث حول القصف المجنون بالبراميل المتفجرة بياض التربة الى مشاهد دامية، وقد استهدفت آلة القتل والتخريب الاسواق والمستشفيات، وابرزها مستشفى القدس الذي دمر على رؤوس اطبائه ومرضاه، وتابعنا استغاثة الضحايا وحشرجات المكلومين تحت الانقاض، في مشهد من مشاهد الخزي والعار والخجل الذي يفوق قدرة البشر على الاحتمال».و ذكر المعتوق «لن نكف عن المطالبة بضرورة وضع نهاية لاعمال القتل والتشريد والتفجير التي ترعاها دول للاسف الشديد، فنحن بصدد اكبر جريمة انسانية في التاريخ راح ضحيتها اكثر من 300 الف قتيل»، مؤكدا على ان «العمل الانساني ليس بديلا عن العمل السياسي، وعلى المجتمع الدولي ان يدفع باتجاه حلول سياسية حقيقية للازمة، وتفعيل جميع الاوراق القانونية لحقن الدماء».واكد المعتوق على ان «الوضع الانساني في سورية يزداد سوءاً، فهناك 13.5 مليون شخص من المشردين، وهؤلاء نصف الشعب السوري للاسف. وعلى صعيد الأمن الغذائي هناك 9.8 مليون شخص يعانون نقصا حادا في الغذاء وحوالي نصف سكان سورية لديهم فقط الحد الادنى المقبول من الاستهلاك الغذائي واسعار الغذاء ارتفعت بنسبة 40 في المئة في عام 2015».واضاف «اما نظام الرعاية الصحية في الدولة حدث ولا حرج، فحوالي 60 في المئة من المستشفيات العامة والعيادات الطبية لا تعمل بكامل كفاءتها، وهناك 11 مليون شخص بحاجة الى مساعدات صحية. يأتي ذلك في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة الامراض المعدية كالتهاب الكبد الفيروسي وغيره».و بين ان «ربع مدارس سورية خارج الخدمة التعليمية، حيث تم تدمير نحو 5 آلاف مدرسة او تم استخدامها كملاجئ جماعية لاغراض غير تعليمية»، موضحا ان «ملف الخدمات الاساسية يمثل تحديا كبيرا بفعل الهجوم المتعمد على المرافق العامة والبنية التحتية، حيث ان هناك مليوني شخص لا يجدون ماء صالحا للشرب في مدينة حلب وقد تم قطع الامدادات عنهم في منتصف يناير الماضي».و بدوره، قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، ان العالم يتابع بقلق شديد الآثار المفزعة والمشاهد المروعة التي خلفتها الهجمات الوحشية المدمرة لقوات النظام السوري على مدينة حلب السورية.واشار الى انه «بتوجيه سام من امير البلاد قائد العمل الانساني، فقد استجابت الكويت لطلب الأمين العام للامم المتحدة لاستضافة الثلاثة مؤتمرات الاولى الدولية للمانحين، التي بلغت قيمة التبرعات المعلنة خلالها ما يفوق الـ 7 مليارات دولار، اسهمت بوضع اسس بعيدة المدى للدعم الدولي الانساني لهذه الازمة، ممهدة الطريق نحو انعقاد مؤتمر دعم سورية والاقليم المجاور في العاصمة البريطانية خلال فبراير الماضي، والذي قامت الكويت بالمشاركة في ترؤسه وتنظيمه. وقد كان مجموع مساهمات الكويت في المؤتمرات الاربعة 1.6 مليار دولار».واوضح ان «الكويت أصدرت القرارات المتعلقة بتنفيذ التزاماتها في مؤتمر لندن الاخير، والبالغة 300 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، حيث سيباشر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية هذه السنة بالتنسيق مع دول الجوار في كل من لبنان والاردن ومصر وتركيا، لتحديد المشاريع واوجه صرف التزامات الصندوق للسنة الاولى، إضافة الى تحويل التزام جديد لصندوق الائتمان الاعادة اعمار سورية، وبما يعادل 8 ملايين دولار، يمثل القسط الاول لهذا العام. وكذلك فقد قرر مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تخصيص مبلغ 50 مليون دولار لتغطية التزامات قطاع التعليم في دول الجوار».و ختم الجار الله قائلا «ونحن على ابواب انعقاد اول قمة عالمية للعمل الانساني في مدينة اسطنبول التركية خلال مايو الجاري، فإن المسؤولية الانسانية امامنا تتعاظم وعلينا التوصل لحلول مبتكرة وافكار خلاقة لدعم وتعزيز النظام العالمي الانساني وتمكين ادواته من الوصول الى المتضررين والمنكوبين بأقصى سرعة وكفاءة».وقال الجارالله في تصريح للصحافيين، حول التطورات الاخيرة في حلب، وهل هناك مبادرات كويتية لتقديم المساعدات لهؤلاء المنكوبين ان «المساعدات الكويتية موجودة ومستمرة والبرامج الاغاثية موضوعة، وهناك التزامات سابقة والتزمات مستقبيلة».وردا على سؤال حول الجهود الكويتية للوساطة بالافراج عن المحتجزين القطريين في العراق، أكد الجارالله أن الجهود الكويتية مستمرة منذ بداية احتجازهم، ولن نتوانى عن اي جهد يسهم بالافراج عن الاشقاء القطريين، وبذل المزيد من الجهد مع جميع الاطراف المعنية، لإطلاق سراحهم، معربا عن الامل أن يتم ذلك في القريب العاجل.
محليات
الاجتماع السابع لكبار المانحين لدعم الأوضاع الإنسانية
المعتوق: في سورية أكبر جريمة إنسانية يشهدها التاريخ وترعاها دول
المعتوق والجارالله خلال الاجتماع (تصوير جلال معوض)
05:15 م