تحمّل وفاة الرموز الدعوية الإسلامية والسماع لتاريخهم وانجازاتهم، الأجيال اللاحقة مسؤولية كبيرة لما لهذه الإنجازات والصفات الحميدة من أثر عميق في الواقع، وهذه الصفات والإنجازات الكبيرة لا شك أنها بُنيت في سنوات كثيرة مليئة بالصبر والعمل والإخلاص. وسنكون في هذه المقالة البسيطة على أحد أطراف موائد الكرام خالد الزير «بو بدر» والمربي الشيخ أحمد يوسف الفيلكاوي «بو يوسف» رحمهما الله، لنتناول أشياء بسيطة من سيرتهما العطرة ووصفاتهما الطيبة وانجازاتهما الخالدة.وقلت أطراف موائدهما لأن تناول هاتان الشخصيتان لا تكفيهما هذه المقالة البسيطة في أسطرها وكاتبها، لقد حزن الدعاة الى الله تعالى وأهل الخير بوفاتهما رحمة الله عليهما في هذه الأيام، وكأن وفاتهما ووفاة غيرهما هي أجراس متتالية تعلمنا الوفاء للكبراء بذكر فضلهم وتاريخهم وتنبهنا لتقصيرنا في حق أنفسنا ودعوتنا.ومن أهم صفات وإنجازات «بو بدر»، المعلم البارز في العمل المؤسسي الإسلامي وكيل وزارة الأوقاف السابق:- تواضعه الكبير مع الناس عموماً والعاملين معه خصوصاً، فقد كان مستمعاً جيداً، وساعد الكثيرين ممن كانوا يشتكون اليه، من دون ان يشعرهم بحاجز المكانة والمنصب.- تميّزه الإداري، وزارة الأوقاف، حيث كانت في ايامه في عصرها الذهبي، وتطورت في هياكلها وعملها خصوصاً في قطاع المساجد الذي ساهم في ريادته وتوسعه وكذلك تطويره للوقف الى أن أصبح مستقلاً عن الوزارة.- عدم تمييزه بين العاملين في الوزارة سواء من خلال «الجنسية» أو الانتماء الفكري والحزبي، وجمع بين حسن الإدارة وسمو التعامل والأخلاق.- تميزه ومكانته في البيئة الأسرية، وسمعت الكثير من المقربين منه عن خلقه الطيب وأفضاله، وكذلك مكانته في منطقة الروضة حيث انه كان هو وعائلته من أوائل من سكنها.- مساهماته الخيرية هو وعائلته المعلومة والخاصة التي لا يعلم بها الا المقربون منه في بناء المساجد والأعمال التطوعية والخيرية الكثيرة.أما «بو يوسف»، فكان أحد أعلام الدعوة في جزيرة فيلكا، وتميز في العمل الدعوي التربوي، وكذلك العمل المدرسي التربوي ومن صفاته وانجازاته التي سمعت عنها:- عمله الدعوي في جزيرة فيلكا في السبعينات بعد تخرجه في «معهد المعلمين»، فقد عُرف بالتزامه الخلقي والديني، والتفت حوله مجموعة من الشباب المحبين للدعوة والعمل الإسلامي، وأنشأ حلقات تحفظ القرآن ودروس دعوية وشرعية لهم خصوصا في مسجد شعيب وأيضاً مسجد الأمير.- كان له أثر دعوي عميق في المدرسة في جزيرة فيلكا، حيث انه كان مدرساً للغة العربية وعرف بحسن تعامله وتدريسه حتى بعد الغزو في المعهد الديني الذي عمل فيه لاحقاً.- تأسيسه مع بعض الدعاة، فرع جمعية الإصلاح الاجتماعي عام 1980 بحضور العم عبدالله العلي المطوع رحمه الله، وشهد هذا الفرع بإدارة المربي «بويوسف» تطوراً كبيراً في البرامج والأنشطة الى بعد الغزو حيث استمر الفرع في احتضان بعض الرحلات لجزيرة فيلكا.- سخّر بيته و«الشاليه» الذي يملكه للرحلات الدعوية والبرامج والدروس وكان مكاناً يجتمع فيه الدعاة الى الله بالعمل الإسلامي.- تميزه في الجانب الإيماني من خلال كثرة جلوسه في المسجد وقراءة القرآن وحرصه على الصيام والصدقات، وكذلك بره في أهله وتحمله المسؤولية بعد وفاة شقيقه وحبه وحرصه لصلة الرحم، وكما عرف عنه الهدوء في الكلام والاستماع.رحم الله الزير والفيلكاوي، وهكذا هي رموزنا الدعوية تحملنا مسؤولية تقصيرنا مثلما أشرت في البداية، فالوفاء لهم بالعمل والاقتداء بصفاتهم الطيبة والعمل على تحقيق انجازات تشبه ما فعلوه وأفضل.bomo6ar@gmail.com