دائما وبمناسبة ومن غير مناسبة أحاول أن أذكر أصدقائي بأنني الكاتب الأعلى أجرا في المنطقة، وأن مقالاتي توضع في بريد جميع الوزراء والوكلاء، وفي الفترة الأخيرة أصبح اسمي يتردد في مجلس الوزراء على اعتبار أنه يجب التعامل مع ما أكتب على أنه خارطة طريق لسياسة الدولة وللخروج من كل أزمة.ودائماً أيضا أقول لأصدقائي أنني لم أتوقع أن أصل إلى هذه المرحلة خلال هذه الفترة القصيرة من الكتابة، وكيف أن بعض قيادات الدولة تستشهد ببعض العبارات التي أكتبها، بل إنني ولله الحمد وصلتني رسائل تقول إن المقالات العشرة الأخيرة التي كتبتها قد تم تدريسها في قسم الصحافة بالجامعة.ودائماً أذكر أصدقائي أنني الكاتب الأعلى قراءة، وأن أي موضوع أكتب عنه فإن وسائل الإعلام تتلقفه، وتقف استديوات الدولة على قدم وساق من أجل الاتصال بي لكي أعلق على الأحداث.وفي الجلسة الأخيرة ذكرت أصدقائي كيف أن الزملاء الكتاب في الدولة قبل أن يكتبوا أي مقال أو يتناولوا أي قضية، فإن أول خطوة يقومون بها قبل الإمساك بالقلم هي أن يبحثوا في مقالاتي وكيف تناولت الموضوع، وحتى الجريدة نفسها تقل نسب مبيعاتها في الأيام التي لا أكتب فيها، ويستحيل أن يتأخر لي مقال أو أن يوضع بدلا منه إعلان عن... وجبة طعام دسمة.كم أنا سعيد بهؤلاء الأصدقاء الرائعين الذين يصدقون كل ما أقول لهم، وهذه هي الصداقة الحقيقية، حيث يهز لك الصديق رأسه كلما هززت أنت له لسانك.ولكن ما يفسد سعادتي ويعشعش سحاب الحزن فوق رأسي هو أن جميع الناس الذين أعرفهم عندما يمرون بي وأنا جالس مع أصدقائي فإنهم دائماً يقولون لي (لماذا تجلس وحدك ؟!).عموماً يبدو أن وجه الشبه بيني وبين الحكومة هو أن كلينا يجلس وحده ولا يسمع إلا نفسه، دون أن نلاحظ أن الأجراس عندما تقرع فإن الجميع سيشترك في سماعها.قصة قصيرة:قال له: ألا تلاحظ أن ...فقاطعه قائلاً:لا... لا ألاحظ !كاتب كويتيmoh1alatwan @
مقالات
خواطر صعلوك
عندما تقرع الأجراس!
06:16 م