عندما كنت أدرس للثانوية العامة، كنت أختار أماكن على الشوارع الرئيسية لأجلس فيها مع بعض زملائي للدراسة، ولكن التشويش على الدراسة كان كثيراً بسبب إزعاج السيارات وزيارة الزملاء الآخرين ناهيك عن خطورة الجلوس على الرصيف في الشوارع المزدحمة!!لكن الأمر الذي مازلت أتذكره تماماً وله ذكريات جميلة في مخيلتي هو توجهي إلى «حديقة الحزام الأخضر» في وسط العاصمة طمعاً في المذاكرة، وكانت الحديقة أشبه بالغابة من كثرة الأشجار فيها، وهي شبه خالية من الزوار، والمشكلة فيها هي ضعف الإضاءة التي كانت تجعل المذاكرة فيها صعبة للغاية، ولكن ذكراها كانت جميلة في خاطري.قبل أيام دعتني ابنتي الصغيرة لزيارة حديقة الشهيد، التي هي نفس حديقة الحزام الأخضر ولكن بعد التعديل، وفعلاً ذهبت معها، وقد شعرت بالاستغراب من حجم الجهد الذي بذلته الحكومة لتطوير هذه الحديقة وجعلها حديقة عصرية في مستوى مشاريع التطوير في البلاد المتقدمة!أولاً: لاحظت بأن الحكومة خصصت السرداب من أجل إنشاء مواقف للسيارات بتنظيم دقيق يشابه تنظيم مجمع الأفنيوز، أما داخل الحديقة فقد تم تنظيمها بطريقة علمية دقيقة وملؤها بالزهور من شتى الأنواع، ويحيط بالحديقة ممشى على طولها يستغرق ساعة كاملة للمشي فيه!! والإضاءة جميلة وتحيط بالحديقة!وهنالك مشاريع مهمة يجري الانتهاء منها مثل مسرح لعرض صور شهداء الكويت وتاريخهم وسيرتهم العطرة، ومشروع متحف وغيره!!أما الأهم في الحديقة فهو تواجد المشرفين وحراس الأمن بكثرة للمحافظة على النظام ومنع تواجد الشباب المشاغب، فقد رأينا كيف يساهم هؤلاء المستهترون في تدمير كل المرافق المهمة في البلد!إن شعب الكويت شعب متحضر وراقٍ ويستحق مثل تلك المشاريع التي تليق بمكانته وتظهر وجهه الحضاري، بدلاً من أن ينفق الملايين للسفر إلى دول الغرب ليشاهد مثل تلك المشاريع ويحلم بها.