منذ فترة والممثل والمخرج اللبناني روجيه عساف لم يقدّم جديداً، حاصراً اهتمامه ببرمجة وإدارة مسرح دوار الشمس، وإذا به يُجري بروفات لعمل جديد، لكن كممثل في مسرحية لارا قانصو «عشق»، حيث يجسد دور بستاني عجوز يقع في غرام الأميرة الشابة التي تحتفل بعيد ميلادها الـ18 ومطلبها الوحيد تأمين عشرة آلاف وردة، تؤمن لها رائحة الياسمين الدائمة من حولها مع سعادة لا تتوقف.عساف أعطى المسرحية ثقلاً نوعياً خدم العمل، من خلال أسلوب تجسيده الدور كمحب للأرض ونباتها يتعاطى معها كأنها عنصر حي، وحين يجيء مرة ويفاجأ بأن اليباس والجفاف ضربا التربة وعطاءاتها سقط جثة هامدة، في حادث لم تسامح الأميرة (سارة وردة) نفسها من كونها أهملت المشاعر المتقدة في قلب هذا البستاني، وهي نهاية مغايرة للأصل الياباني الذي أبدعه المؤلف زيامي موتوكيو، الذي أراد الانتحار للعجوز في ظل عدم قدرته على الفوز بالأميرة، لأن قانصو مزجت عمل موتوكيو مع روح أشعار «منطق الطير» لفريد الدين العطار.المتنفس اللافت في المسرحية هو صوت دالين جبور الجميل والقادر على التأثير في الوجدان، إذ غنت مقاطع من أغنيات لأم كلثوم، أسمهان، وفيروز، بثقة وشفافية وهدوء بال، فكانت الرابط العاطفي النموذجي لإعلان عشق من نوع خاص يستحق الاحترام.روزي اليازجي في دور المربية التي تتحرك في كل الاتجاهات لإرضاء الأميرة المفترض أن سنها الآن حساس جداً، فيما «عشق» كعمل فني أسهم في التنويعة التي تعرفها خشبات بيروت هذه الأيام.