* بعد 9 سنوات بالتمام والكمال على مواجهة «الأبيض» و«الأصفر» في 2007... ما زال لاعبو الأول الذين خاضوا تلك المباراة يتذكرون اللحظات التي خرج فيها لاعبو الثاني وهم يحتفلون بتعطيلهم تتويج «العميد» باللقب.كالأيام هي كرة القدم تمنح «هذا» سعادة لفترة قبل ان تنتقل إلى «آخر» حاملة معها فرحة الأول.في كرة القدم، تتكرر الأحداث أحياناً بتفاصيل تقترب من التطابق، وفي أحيان أخرى يعيد التاريخ نفسه بصورة معكوسة.في «عصر القادسية والكويت» وهيمنتهما على منصات التتويج في المسابقات المحلية منذ عقد ونيف من الزمان، تتكرر القصص والمواقف بين الفريقين الكبيرين.في المراحل الأخيرة من الموسم 2006-2007، كان «الكويت» الباحث عن تتويج ثانٍ على التوالي وتاسع في مسيرته في الدوري، يمضي بثقة متصدراً الترتيب ومتقدماً على كاظمة والسالمية، فيما القادسية «المشتت بين 7 بطولات محلية وخليجية وعربية وآسيوية» يقبع في المركز الرابع ولا امل له في اللحاق بالصدارة.وصلت البطولة إلى أمتارها الاخيرة، وشاءت الصدف أن تشهد الجولة الختامية مواجهة ثقيلة بين «الأبيض» و«الأصفر»، مصيرية بالنسبة الى الأول، وبلا قيمة في حسابات المنافسة بالنسبة الى الثاني.كان حافز «الكويت» أكبر، فمجرد خروجه بالتعادل كان سيتوجه بطلاً على حساب كاظمة المنتظر. كانت الضغوط عليه أكبر من منافسه.وفي ظل غياب عدد من لاعبيه الأساسيين، قام بدلاء القادسية بالمهمة على أكمل وجه وعكّروا أجواء الاحتفال التي كانت معدّة في استاد الكويت، فسجل المهاجم الصاعد حمد العنزي (20 عاماً آنذاك) هدفين في الشوط الاول في مرمى الحارس المخضرم خالد الفضلي قبل ان يكمل البوركيني سيدو تراوري ثلاثية الفريق في الأنفاس الأخيرة من اللقاء.في الوقت نفسه، كان كاظمة قد تغلب على التضامن بثلاثية أيضاً، فتعادل الفريقان برصيد 32 نقطة وأحيلت أوراق المنافسة على اللقب إلى مباراة فاصلة هي الثالثة في تاريخ المسابقة.في آخر فصول القصة، حقق «الكويت» اللقب بجدارة واستحقاق وحمل قائده عادل عقلة الدرع بعد الفوز في المباراة الفاصلة، على ملعب القادسية بالتحديد، بهدفين للأنغولي اندريه ماكينغا والدولي وليد علي من تسديدتين عجز عن التصدي لهما حارس كاظمة احمد الفضلي.بعد 9 سنوات بالتمام والكمال على مواجهة «الكويت» والقادسية (في 14 إبريل 2007)، رحل ماكينغا، واعتزل وليد علي، وانتقل حمد العنزي إلى السالمية، وبات أحمد الفضلي حارساً للقادسية، لكن لاعبي «العميد» الذين خاضوا تلك المباراة وما زالوا ينشطون مع الفريق مثل فهد عوض وحسين حاكم وخالد عجب ومصعب الكندري ومديرهم عادل عقلة والإداري أحمد صبيح ما انفكوا يتذكرون تلك اللحظات التي خرج فيها لاعبو القادسية وهم يحتفلون بتعطيلهم فوز «العميد» باللقب، واجبارهم على خوض «الفاصلة» بكل ما يكتنفها من مشاق وضغوط.اليوم، تتكرر القصة لكن مع تبادل الفريقين للأدوار، فالقادسية هو من يرغب بالتتويج المبكر، و«الكويت» هو من يريد تأجيل أفراح جماهير «الأصفر» بالانفراد بالرقم القياسي لجهة عدد الألقاب في مسابقة الدوري حتى الجولة الاخيرة التي يواجه فيها الجهراء. حتى في ظل ترجيح كفة القادسية على الجهراء، يكفي لاعبو «الكويت» وجمهورهم الاستمتاع بمراقبة «القدساوية» ينتظرون أسبوعين قبل أن يحسموا أمرهم وهم يرددون: «هذه... بتلك».
رياضة - رياضة محلية
«هذه... بتلك»
10:10 ص