أمسية أوبرالية عريقة، يضوع عبقها من قصور النبلاء والعهد الأوروبي القديم، قدمتها جوقة الأحمدي الموسيقية، وهي أقدم الفرق الكويتية وأكبرها على الإطلاق، قدمتها مساء أول من أمس، على مسرح عبد الحسين عبدالرضا، وتحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث استحضرت من خلالها أوبرا «دون جيوفاني»، التي تعد أحد أعظم مؤلفات الموسيقار النمسوي موتسارت في القرن السابع عشر.شهدت قاعة المسرح، حضور حشد جماهيري غفير، يتقدمهم الأمين المساعد لقطاع الفنون بدر الدويش والأمين المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، إلى جانب عدد من الديبلوماسيين وكوكبة من عشاق الفن الأوبرالي.في البداية، أدّت مجموعة من راقصات الباليه فقرة استعراضية مبهرة، على أنغام الموسيقى الكلاسيكية لموتسارت، والتي ضربت هي الأخرى أوتار المشاعر بقوة، قبل أن تقدم الفرقة بقيادة ريتشارد باكمان عرضها المنتظر لأوبرا «دون جيوفاني»، والتي تنتمي إلى الميلودراما الممزوجة بالكوميديا.يروي العمل الأوبرالي قصة شاب ثري من طبقة النبلاء، وهو وسيم ولبق وقوي الشكيمة، لكن ما يعيبه أنه زير نساء بكل ما للكلمة من معانٍ، فقد دأب على حرق قلوب عشيقاته بعد أن ينال مبتغاه منهن، فهو دائم الشبق، لا يكل ولا يمل، ومخادع كلاعب القمار إن لم يحالفه الحظ في ورقة ما، فلا يتوانى عن سحب الورقة الأخرى.إنه «دون جيوفاني»... الذي بدا في مطلع العرض الأوبرالي كلص يتسلل خلسة إلى منزل «دون آنا» وهو يغطي وجهه بلثام لكي لا تتعرف عليه، قبل أن ينقض عليها خلسة ليلحق العار بها، ولكن عندما تكتشف نواياه المشينة تصيح بأعلى صوتها وتطارده، وبينما هو يهم بالخروج يصحو والدها العجوز من سباته، متفقداً مصدر الضوضاء، فما أن رأى «دون جيوفاني» في منزله حتى جن جنونه، فدعاه إلى مبارزته، غير أن العجوز الهرم لم يصمد طويلاً أمام براعة ذاك الشاب الفتي سوى بضع دقائق، الأمر الذي أثار غضب «دون آنا» فتعهدت بالثأر لوالدها ولو بعد حين.«دون آنا» ليست الضحية الوحيدة، فهناك عاشقة أخرى تدعى «دونا إلفيرا»، وهي أيضاً إحدى ضحايا «دون جيوفاني» التي أسقاها الوهم في الحب والزواج، فيما لم تسلم أيضاً فتاة الريف «زيرلينا» من خداع «جيوفاني» حيث حاول إغواءها بالرغم من أنها مخطوبة وتتهيأ للزواج من الفلاّح «ماتيو». ولأن ( حبل الكذب قصير)، كما يقول المثل، فإن «دون جيوفاني» يقع في شر أكاذيبه، عندما تقرر «دون آنا» و«دونا إلفيرا» و«زيرلينا» مواجهته، إلا أنه يحاول إقناع خادمه الوفي «ليبيريللو» أن يرتدي قناعاً ويؤدي دوره ليقابلهن بدلاً منه، حتى يتمكن هو من الفرار.قام مايلز هورنر بدور «دون جيوفاني» الشاب الثري من طبقة النبلاء، الذي يكرس حياته لإشباع ملذاته الجسدية، أما كريستوفر فوستر فأدى دور «ليبيريللو»، وهو الخادم الوفي لجيوفاني، فيما أدت ايفا فيتشر دور «دون آنا»، وهي آخر الضحايا، في حين تقمصت ماود ميلر دور «دونا إلفيرا»، وآنا كراديمتروفا دور «زيرلينا»، بينما جسد جوليان ديبريول شخصية «ماتيو» خطيب «زيرلينا» إضافة إلى أدائه لدور والد «دون آنا» الذي قتل على يد «جيوفاني».جدير بالذكر، أن فرقة الأحمدي الموسيقية تأسست في العام 1955، وتتألف من عشرات الموسيقيين والمؤدين، فضلاً عن المغنين والاستعراضيين من الكويت وجنسيات أخرى.
فنون - مسرح
فرقة الأحمدي الموسيقية استحضرت «موتسارت» على مسرح عبدالحسين عبدالرضا
أوبرا «دون جيوفاني» حلّقت بالجمهور الكويتي ... إلى قصور النبلاء!
07:26 ص