«مشغول بالتراث الفلسطيني... وحفظه هو رسالتي، ولا أعبأ بجمع المال»! هكذا كشف المطرب الفلسطيني ماهر العتيلي عن دوافعه الفنية وأحلامه التي يسعى وراء تحقيقها، موضحاً حزمة المشروعات التي سيبدأ تنفيذها مع مطلع الصيف المقبل.«الراي» التقت العتيلي، الذي ترعرع في الكويت، قبل أن يغادرها العام 1991 إلى الأردن للالتحاق بالجامعة، وبعدما عاد في 2008 للعمل والفن أسس فرقة لرقص «الدبكة» سماها «ميجانا»، فبيّن أن وطنيته العالية هي التي دفعته إلى التعلق بالتراث الفلسطيني، مؤكداً: «أنا لا أمسك سلاحاً إلا هذا الفن الذي أسعى إلى إبرازه دائماً حتى لا يندثر»، ومتابعاً: «المغتربون في البلاد الأجنبية شديدو الاشتياق إلى هذا النوع من الغناء الذي يعيدهم إلى الوطن».• فلنبدأ من الجديد الفني الذي ربما تحضّر له في الفترة المقبلة؟- أتأهب بدايةً من مطلع الصيف لإحياء عدد من المهرجانات الخارج ية، منها ما سيكون في كندا ومنها في النمسا، بالإضافة إلى عمل جديد سيجمعني مع الشاعر نزار العيسى، وأعمل على إعداد «ميني ألبوم» يضمّ ستّ أغنيات متنوعة من ضمنها «ثوب مطرز»، «في غربتي موال»، «بيطلع لك» و«غرّد يا طير الحمام»، وإن كنتُ إلى الآن لم أجد الجهة التي تتولى إنتاجه، وفي حال لم أعثر على دعم أو رعاية من جهة ما فسأضطر إلى إنتاجه باجتهاد شخصي من جيبي الخاص.• هل يعني ذلك أن كل ما قدمتَه في السابق كان من جيبك الخاص؟- بعض الأعمال الفنية التي قدمتُها من قبل دأنتجتُها من جيبي الخاص، كما هناك أعمال تكفّل بها أشخاص مهتمّون بالفن الذي أقدمه. وللعلم، في كل عمل جديد أحضّر له أعمل على إيجاد «راعٍ» يدعمني، لكنني لا أتوقف عن المضي به في حال لم يتوافر هذا الراعي أو المنتج.• ما المردود الذي قد تحصل عليه بعد إنتاجك أعمالك من جيبك الخاص؟- أنا متخصص في اللون الوطني التراثي، لذلك في حال عدم وجود المردود المادي الذي يطمح إليه كل شخص يجتهد، يكفيني أنني أحقق رسالتي في المحافظة على الموروث التراثي الفلسطيني، فهذا هو هاجسي الأول والأخير، وأن أجد المردود المعنوي من خلال سعادة الناس بما يسمعون، وأن أكون راضياً عن نفسي وعن العمل الفني الذي أقدِّمه، ويكفي أنني أقدِّم عملاً وطنياً لبلدي فلسطين، فأنا لستُ أمسك سلاحاً أحارب به، بل أحارب من خلال صوتي وفنّي، لكي يبقى هذا التراث العزيز.• منذ متى بدأت رحلتك في الغناء؟- الحقيقة أنني بدأتُ رحلتي مبكراً جداً، منذ عمر السادسة، وكنتُ بدأت بالعزف على آلة «الشبابة» والناي كهواية لا أكثر، بعدها تعلمتُ العزف على العديد من الآلات الموسيقية، خصوصاً التراثية الفلسطينية، ثم عندما وصلتُ إلى المرحلة الثانوية تعلمتُ العزف على آلة العود وأتقنتُه جيداً، ومع حلول العام 2008، وهو التاريخ نفسه الذي عدتُ فيه مجدداً إلى أرض الكويت الحبيبة، بدأتُ حينها بالغناء رسمياً، وطبعاً كان ذلك بعدما درستُ «صولفي» الصوت، وبذلك أتقنت الغناء.• خلال إقامتك في الأردن... هل صقلت موهبتك الفنية؟- لقد غادرتُ الكويت في العام 1991 مع أفراد أسرتي، ما عدا والدي الذي بقي في الكويت، متوجهين إلى الأردن، وهناك حاولتُ قدر المستطاع ممارسة هوايتي الفنية وإشباع رغبتي في النهم من التراث الفلسطيني، وهناك التحقتُ بفرقة تُدعى «الحنونة»، وهي من الفرق الكبرى التي تمثل بلاد الشام عموماً، والتراث الفلسطيني خاصةً، والتزمتُ بالعمل معهم على مدى سبع سنوات، وعندما التحقتُ بالجامعة متخصصاً في دراسة العلوم الطبية المساندة، انتسبتُ إلى التفوق الموسيقي، وسافرت معهم في العديد من الرحلات للمشاركة في مهرجانات خارجية بقيادة المايسترو الدكتور محمد واصف.• هل ترى نفسك فناناً جماهيرياً؟- لا يمكنني تصنيف نفسي إن كنتُ فناناً جماهيرياً أم لا، لكنني قلتُ في البداية إن الغناء بدأ كهواية، لكن مع مرور الأيام وتعدد مشاركاتي في كثير من المهرجانات بدأتُ أشعر بأن تلك الهواية بدأت تتحول إلى ممارسة فعلية، وأحس أنني أمتلك قبولاً كبيراً من الجمهور الذي يقابلني بالحب والتقدير بمجرد ظهوري على خشبة المسرح، أو عند حضوري في أي حفل سواء أكان خاصاً أم عاماً. وفعلاً هذ الحب الذي أتكلم عنه وجدتُه بشكل كبير في الكويت التي أحييتُ فوق أرضها العديد من الحفلات والتي كان آخرها «كويتيون من أجل القدس» في «الجمعية النسائية الثقافية»، وقد حاز إعجاب الجمهور الذي فاق عدده الألف شخص، وفي حفل آخر أيضاً أحييتُه قبل فترة في «دار الآثار الإسلامية»، وكان الحضور كبيراً إلى درجة أن القاعة ضاقت بهم، ولم يجد الكثيرون مقاعد للجلوس.• أنت شاب ويمكنك تقديم لون غنائي يتماشى مع أبناء جيلك... ألا ترى أن اختيارك تقديم الأغنيات التراثية الفلسطينية يجعلك تغرّد خارج السرب؟- اخترت الغناء بهذا اللون بسبب وطنيتي العالية، ولأنني أمتلك رسالة سامية أريد إيصالها، فأنا على اقتناع بأن كلّ فنان يجب أن يمتلك رسالة، وأيضاً بسبب أنني لا أبحث عن المردود المادي، لأنني وبحمد الله لدي وظيفة كمدير مبيعات في شركة أدوية كبرى بالكويت وتدرّ عليّ راتباً كبيراً يكفيني.• ما دمتَ تمتلك رسالة... فلماذا لم تلتحق ببرامج المسابقات الفنية؟- كانت لي رغبة كبيرة في المشاركة في برنامج «أراب آيدول»، لكن الظروف منعتني من ذلك، وأيضاً سنحت لي فرصة خلال أيام الدراسة الجامعية بالحضور في برنامج «ستار أكاديمي»، لكنني رفضتُ رفضاً تاماً، وذلك للعديد من الأسباب أهمها أنه غير مطابق للفن الذي أسير في اتجاهه، وأيضاً لأنني أمتلك مسؤوليات كبيرة، وفي حينها لم أكن لأضحي بحياتي الدراسية من أجل المشاركة في برنامج تلفزيوني.• ما طموحك الذي تعمل لتحقيقه؟ إلى أين تريد الوصول؟- أنا لا أريد الوصول، بل أريد إيصال الرسالة التي أحملها (وأقصد بها التراث الفلسطيني) إلى كل العالم، وبإذن الله سنتمسك بالتراث، وكل جيل سينقله عن آبائه إلى الجيل الذي يليه، لأن التراث هو الحضارة والحضارة هي الأرض، ولن نسكتَ عن إعلاء تراثنا حتى نعود إلى أرضنا فلسطين.• هل ترى أن المغترب الفلسطيني في الدول الأوروبية ما زال يتذكر وطنه جيداً؟- نعم بالتأكيد، ما لاحظتُه أن الشاب الفلسطيني المغترب في الخارج والمقيم في الدول الأوروبية لديه شوق وحنين إلى أرض الوطن بدرجة كبيرة، فترى الشباب دوماً نشطين ومجتهدين في إقامة المهرجانات أو أي شيء يذكرهم بالوطن، أكثر من المغتربين الفلسطينيين في الدول العربية.• حدثنا عن فرقتك «ميجانا» التي تديرها؟- هي فرقة أُسست في الكويت نهاية العام 2012، وشاركت في العديد من المهرجانات، وعندما انطلقت الفرقة كانت قائمة فقط على مجموعة من راقصي «الدبكة»، لكن ومع مرور الأيام تطورت من خلال إضافة فرقة موسيقية إليها بقيادة المايسترو حسام إبراهيم، إلى جانب وجود أخي المهندس سامر - وهو عازف آلات النفخ - وهذه الفرقة تُعنى بتقديم تراث بلاد الشام بشكل عام والتراث الفلسطيني بشكل خاص، وهي اليوم تضم مجموعة كبيرة من الشباب والشابات الذين يقدمون لوحات فولكلورية تراثية متنوعة، وهو أمر يشعرني بالسعادة، وبأنني أقدم شيئاً حضارياً لبلدي فلسطين.
فنون - مشاهير
حوار / «أطلقتُ فرقتي ميجانا من الكويت... وليس هدفي جني المال»
ماهر العتيلي لـ «الراي»: رسالتي... حِفظ التراث الفلسطيني
ماهر العتيلي
04:56 م