يقول شطر بيت شعر عربي مشهور «ما حكّ جلدك مثل ظُفرك»، وهو قول شديد البلاغة لغوياً، لكنه ينطوي أيضاً على مغزى خاص في نظر أطباء الجلد، إذ ان الجلد والظُفر تجمعهما علاقة قرابة من حيث التركيب، وهو ما سنوضحه في سياق هذا المقال الرامي إلى تثقيفك أكثر عن جلدك.فجلدك هو بمثابة درع مرنة واقية لبقية أعضاء جسمك، وهو العضو الأكبر إذ يبلغ إجمالي مساحته لدى الشخص البالغ نحو مترين مربعين بينما يتراوح وزنه بين 8 و 10 كيلوغرامات. ويتألف جلدك من طبقتين رئيسيتين ألا وهما: البشرة (الطبقة السطحية الخارجية)، و الأَدَمَة (الطبقة السفلية).طبقة البشرة تتكون من صحائف خلايا ميتة. وتتشكل هذه الخلايا من مادة الكيراتين (Keratin) التي هي بروتين ليفي قاس يمنح الجلد قوته ومرونته. ومع مرور الوقت تموت تلك الخلايا ثم تُطرح على شكل قُشور جلدية مفسحة المجال لظهور خلايا جديدة آتية من الأسفل. وتحتوي البشرة أيضاً على الخلايا الميلانية التي تفرز صبغة الميلانين المسؤولة عن تحديد درجة لون بشرتك. ولهذا السبب فإن سكان المناطق الحارة جداً تكون بشراتهم داكنة اللون لأن مستويات صبغة الميلانين لديهم عالية.أما طبقة الأدمة فتتألف من نسيج قوي ومرن يحوي أوعية دموية لمفية وغددا عرقية وأعصاب وغددا زهمية وجريبات شعر وألياف عضلية ومستقبلات عصبية مسؤولة عن الإحساس. وتشتمل الأدمة أيضاً على خلايا خاصة تقوم بترميم الجلد عندما يتعرض لأي تلف.ولأن أنسجة الشعر والأظافر تتألف بشكل رئيسي من مادة الكيراتين، فإن تركيبهما قريب الشبه من تركيبة الجلد، وهو الأمر الذي يضفي مغزى خاصاً على عنوان هذا المقال.وفي التالي شرح مبسط لجميع مكونات جلدك:- البشرة: طبقة الخلايا الجلدية الخارجية.- الأدمة: طبقة توجد فيها البُنى الداعمة للبشرة.- دهون ما تحت الجلد: طبقة دهنية عازلة وتوجد تحت الأدمة.- مسام العرق: قنوات تنقل العرق إلى سطح الجلد.- النهايات العصبية الحرة: تستشعر الحرارة والبرودة واللمس والألم.- المُستقبلات اللمسية: مسؤولة عن استشعار الاهتزازات.- الغدد الزهمية: تفرز مادة زيتية تكسو الجلد والشعر لإبقائهما مرنين وغير منفذين للماء.- العضلات الناصبة للشعر: تستطيع التقلص لجعل الشعر ينتصب عند الضرورة.- الغدد العرقية: تفرز العرق لتلطيف درجة حرارة الجسم.- مستقبلات الضغط: تنقل إلى المخ المعلومات المتعلقة بالضغط على الجلد.- جُريبات الشعر: فيها ينمو الشعر، وتوجد عميقا داخل الأدمة.لكن كيف ينظم جلدك درجة حرارة جسمك؟ عندما يستشعر الجلد ارتفاع حرارة الجو المحيط به، تتوسع الأوعية الدموية (الموجودة في الأدمة) لتشتيت الحرارة بينما تقوم الغدد العرقية بإفراز العرق لتبريد الجسم. أما عندما يستشعر البرودة، تضيق الأوعية الدموية لتحافظ على الدم الدافئ ويقشعرّ الجلد لحبس طبقة من الهواء الدافئ حول الجسم.ووقائياً، من المهم أن تحمي جلدك من أضرار التعرض المباشر لأشعة الشمس، ولا سيما في فصل الصيف. لذا فإننا ننصح الجميع بتجنب التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس المباشرة بين الساعة العاشرة صباحاً و الرابعة عصراً، وارتداء ملابس قطنية، واعتمار قبعة عريضة ذات حواف عند الاضطرار إلى السير أو الجلوس تحت أشعة الشمس مع دهن الجسم بكريم ملطف واق ضد أشعة الشمس.* استشاري الأمراض الجلدية وباثولوجيا الجلد في مركز أسعد الحمد