جاء إلى المنطقة ساكناً جديداً، فأراد أن يعيد تنظيمها وفق رأيه ولمصلحته الخاصة، حتى لو أدى ذلك إلى تغيير الواقع الذي كان ضمن مخطط المنطقة، مستغلا في ذلك نفوذه لدى الجهات المسؤولة.تلك باختصار قصة شيخ اشترى بيتا في منطقة الشويخ السكنية، فوجد محولا كهربائيا أمام المنزل، فلم يعجبه المنظر ليعمل مباشرة على نقل المحول إلى الحديقة المجاورة، وهي حديقة التحالف، وكان له ما اراد فبدأت عملية النقل التي أدت إلى تدمير جزء من أسوار الحديقة الخارجية واقتلاع الاشجار، وهو الأمر الذي أثار حفيظة أهالي المنطقة الذي هبوا لإنقاذ حديقتهم الخضراء وقاموا بزراعة الاجزاء التي دمرتها الجرافات، وناشدوا رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم لايجاد حلول بديلة للحفاظ على حديقة المنطقة، محملين من سمح بنقل المحول المسؤولية، وهي الكرة التي تقاذفتها كل الجهات ذات العلاقة بمثل هذا القرار.أحد الاهالي، وهو عبدالعزيز السلطان، قال إن أرض الحديقة تعود ملكيتها إلى وزارة التربية، حيث كانت عليها مدرسة الغزالي الابتدائية، وبعد مخاطبات رسمية نقل الاشراف على الأرض إلى الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، وقام الاهالي بزراعة الحديقة والاهتمام بها والصرف عليها شهريا، لتجميلها ووضع ألعاب الاطفال، كونها الحديقة الوحيدة في المنطقة.وأضاف السلطان، إن المعاناة بدأت بعد أن أشترى أحد أبناء الاسرة بيتا في المنطقة فسعى لنقل محول الكهرباء من أمام بيته إلى الحديقة ونفذ مخططه بالتعامل مع بعض الجهات الحكومية وبالفعل هدم سور الحديقة واقتلع الاشجار. وطالب السلطان بإيجاد حلول بديلة ووضع المحولات على هوامش المناطق السكنية بدلا من وضعها وسط الحديقة التي يرتادتها الاهالي والصغار.وذكر أن المحول تبلغ مساحته في منتصف الحديقة بقياس 12×19 مترا، وقامت الجرافات بهدم السور وإزلة عشرات الاشجار ذات الجودة العالية وهذا يتعارض من توجه الدولة، حيث أوقفنا العمل بطريقة سلمية ونريد أن نوصل رسالتنا لبيئة جميلة بعيدا عن المخاطر.وأشار المواطن السلطان إلى أن «ثمة دعاوى تزعم ان المنطقة تحتاج لزيادة دعم التيار الكهربائي من ضمن احتياج السكان، وأعتقد أن هذا الشيء بعيد عن الصحة، فبيوت المنطقة هي ذاتها منذ نشأتها، ولم يزد إلا بيتين فقط تم فرزهما، وإذا أردنا زيادة التيار الكهربائي فلابد من حصر كمي ونوعي في المنطقة».وأكد أن «المنطقة لاتحتاج لزيادة في التيار الكهربائي ولم يحدث فيها انقطاعات كهربائية نهائيا، فالمحول الذي يسمى علميا (سب أستيشن) موجود على الشارع لكن يبدو أنه لا يتفق مع المالك الجديد ويريد نقله للحديقة». وأفاد «لدينا عريضة من 36 اسما من ذكور وإناث معترضين على انتهاك هذه الحديقة التي يلعب فيها الاطفال وهي متنفس للاهالي والحديقة الوحيدة في المنطقة التي لايوجد بها طريق مشاه» مشيرا إلى أن الكويت شهدت حوادث كثيرة من حرائق محولات كهربائية أقربها انفجار محول حولي، وهذا يبعث في نفوسنا القلق والخوف ولدينا مخاوف على حياة أبنائنا، متسائلا «لماذا الدولة لا تريد التوجه نحو التخضير والمحافظة على البيئة؟».وختم بأن الاهالي هم من يصرفون ويدفعون من جيوبهم لتخضير الحديقة والاهتمام بها، والعمال الذين يعملون في الحديقة على كفالات الاهالي بهدف الحفاظ على التخضير.
محليات
«المالك» الجديد في المنطقة يريد تغيير الواقع بإبعاد محول الكهرباء عن بيته إلى داخلها
محوّل «الشيخ»... ينتهك حديقة التحالف
04:56 م