أشار مدير دائرة الصيانة في مصفاة ميناء عبدالله، محمد منصور العجمي إلى بدء التحضيرات لتنفيذ أعمال الصيانة الشاملة للمصفاة، والتي تتم مرة كل 5 سنوات، لافتاً إلى ميزانية هذه الأعمال التي تستمر 25 يوماً، بمشاركة 2500 عامل تصل إلى 5 ملايين دينار، على أن تتم قبل نهاية العام.وفي تصريح لـ «الراي»، كشف العجمي أنه سيتم ربط 529 نقطة بين مصفاة ميناء عبدالله ومشروع «الوقود البيئي»، مشيراً إلى أن «من مميزات (الوقود البيئي) أنه سيحول الكويت لأضخم مجمع وحدات (ARDs) في العالم»، مشدداً على أن «إجراءات الصحة والسلامة والبيئة لها الأولوية في إدارة عمليات الشركة ومصافيها».وأوضح«سيكون هناك 9 وحدات (ARDs)، منها 5 في مصفاة ميناء عبدالله، و4 في مصفاة الأحمدي»، مبيناً أن هذه الوحدات خاصة بالتحويل الفراغي لاستخلاص الكبريت من المنتج النهائي، لمنتجات عالية الجودة.وحول تفعيل برامج الصيانة الدورية، قال العجمي«تم وضع الخطط والأهداف اللازمة لتحقيق وتنفيذ أعمال الصيانة لوحدات مصفاة ميناء عبدالله، والتي تنفذها (البترول الوطنية) بأساليب وطرق مدروسة، تحقق من خلالها القدر الأمثل من الأمان للعاملين في المصفاة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على المعدات وعدم التأثير على خطط الإنتاج».وأوضح أن مسؤولي المصفاة يعملون على تحري الدقة في عمليات التشغيل والإغلاق لوحدات المصفاة كافة، كما أن الإدارة تعمل على تدريب العمالة التي تقوم بعمليات الصيانة، وفق أساليب الصحة والسلامة والبيئة والمعايير المطلوبة العالمية.3 مراحل للصيانةوذكر العجمي أن عمليات الصيانة في مصفاة ميناء عبدالله، تنقسم إلى 3 مراحل رئيسية، تُطبق الأولى التي يطلق عليها«الصيانة التنبؤية»، على المعدات الدوارة الميكانيكية والمولدات الكهربائية من خلال قياس نسب الاهتزازات ودرجة الحرارة لأجزاء المعدة ومن ثم وضع تقييم شامل لحالة المُعدة الحالية والمستقبلية، وصولاً إلى مرحلة إعداد التقارير الفنية، ومن ثم اتخاذ القرار.أما المرحلة الثانية، والتي يطلق عليها«الصيانة الاصلاحية»، فهي المرحلة التي تتم فيها عمليات الإصلاح التي تعقب أي عطل مفاجئ.أما الثالثة فيطلق عليها«الصيانة الوقائية»، وهي بدورها تنقسم إلى قسمين، أولهما«الصيانة الوقائية»التي تتم دون إيقاف وحدات الإنتاج، ووفق خطة سنوية وجدول زمني معين.وفي ما يتعلق بمعايير الجودة والسلامة المتبعة في المصفاة، أشار العجمي إلى أن«البترول الوطنية»تتبع أعلى درجات ومعايير الجودة والسلامة المهنية، مبيناً أن الشركة استطاعت تحقيق أكثر من 90 في المئة من خطة الصيانة الدورية العام الماضي، وتطمح إلى تحقيق إنجازات أكبر هذا العام العام، ووفق المعدلات العالمية ودون الإخلال بمنظومة الإنتاج.وعن مراحل الإعداد لعمليات الصيانة الوقائية أوضح انها تتطلب الإيقاف الكامل للوحدات، قائلاً«تمر الصيانة الوقائية بفترات رئيسية بداية من الاستعدادات الأولية للصيانة، ثم فترة التنفيذ الفعلي، والمتابعة الدقيقة لعمليات التنفيذ لتلافي أي مخاطر، أو أخطاء قد تقع وفي الوقت المناسب نظراً للأهمية الكبرى لعامل الوقت في مراحل الصيانة المختلفة».شروط وضوابطوأشار العجمي إلى أن الصيانة تتم بإجراءات منفصلة عن بعضها البعض، وأن لكل إجراء منها شروطا وضوابط، إذ يطلق على العملية الأولى «الإعداد» وتشمل التنسيق بين المصافي الثلاث التابعة للشركة من قبل دائرة الخدمات الفنية من أجل إصدار الخطة الخمسية للوحدات التي سيتم إيقافها بالكامل لإجراء أعمال الصيانة الوقائية.وبناء على هذه الخطة يقوم قسم تخطيط الصيانة بإعداد الميزانيات المتوقعة، والمشتملة على تكاليف العمالة والخامات المطلوبة، وخدمات المقاولين، ومتطلبات تلك المرحلة كافة، بما فيها ضمان أقصى درجات الأمان والجودة.ولفت إلى أن قسم الصيانة يقوم بوضع الخطة الزمنية لتنفيذ قائمة الأعمال خلال الفترة المقررة بواسطة دائرة الخدمات الفنية، ودائرة ضمان الجودة لتقدير الموارد المطلوبة من مقاولين ومعدات ومواد، والعمل على توفيرها وفقا للخطة الموضوعة، وتحديد المسارات الحرجة في خطط أعمال الصيانة للوحدات مع مراعاة ارتباط كافة العمليات لهذه الوحدات، وضمان سير العمل بصفة منتظمة في المصفاة.كما أن التنفيذ الفعلي للصيانة يبدأ بعقد سلسلة من الاجتماعات اليومية لمتابعة العمل حسب الخطة الموضوعة مع التركيز على المسارات الحرجة، مشيراً إلى انه يمكن تغيير مسار الخطة عند اكتشاف أي مشاكل غير متوقعة داخل المعدات، الأمر الذي يعد تحديا من التحديات التي يجب الحرص على تخطيها وعلاجها دون تعطيل سير الخطة الموضوعة للانتهاء من أعمال الصيانة وتسليم الوحدات، وهي تعمل بكفاءة وقدرة عالية.التشغيلوحول المرحلة النهائية والأخيرة من عمليات الصيانة، أكد العجمي أنه «بعد الانتهاء من عملية التشغيل يتم إصدار تقرير نهائي مفصل يوضح فيه حجم الأعمال التي تمت والكلفة الفعلية النهائية لعملية الصيانة، إضافة الى الدروس المستفادة والأخذ بتوصيات فريق العمل للمحافظة على ما تم إنجازه، ووصولاً إلى التحسين الدائم لأداء وكفاءة المصفاة ككل».وأشار العجمي إلى أن إنجاز هذا الكم الهائل من الأعمال، واستخدام عدد كبير من العمالة الفنية يعد تحدياً كبيراً لـ«البترول الوطنية»، الأمر الذي يجعل الشركة تخطط بشكل جيد للتغلب على أي مشاكل قد تحدث خلال عمليات الصيانة، آخذه في الاعتبار أولوية تطبيق معايير السلامة.وحول تأثر سير العمل في المصفاة في حال إيقاف المصفاة للصيانة، قال«لاشك في أن الصيانة تؤثر على إنتاجية المصفاة لارتباط الوحدات ببعضها البعض، وهنا يقوم فريق عمل الصيانة بالتواصل مع الإدارة العليا في الشركة، واطلاعها بشكل مستمر عن التفاصيل كافة، والمدة المستغرقة للعمليات، وهذا اجراء ضروري للمصفاة كي لا تتحمل أيي خسائر مستقبلية مع المستهلكين والعملاء».من ناحية ثانية، أوضح العجمي أن الشركة تتطلع إلى تنفيذ مشروع يمثل أهمية قصوى لها، وهو يعد المشروع الأول من حيث الحجم، فهو يهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لوحدات ميناء عبدالله من سعة إنتاجية 270 ألف برميل يومياًّ على سعة إنتاجية 454 ألف برميل يومياًّ.وأكد العجمي أن قطاع الصيانة في مصفاة ميناء عبدالله يعمل بكل طاقته للحفاظ وحماية وحدات المصفاة وتضييق إجراءات الصحة والسلامة والبيئة، والحرص على النهوض بالعمل بكافة أنماطه من حيث الكفاءة والتدريب، وإشراك الكويتيين في عقود الصيانة، وأيضاً تقليل المخاطر والخسائر.