تفاعل أمس، في بيروت «الوجه السياسي» لوقْف الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية «نايل سات» بثّ قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» لـ «عرْضها برامج تثير النعرات الطائفية»، و«الوجه التقني» لقرارها إنهاء البثّ من محطة جورة البلوط في المتن الشمالي بسبب انتهاء العقد الموقّع مع الدولة اللبنانية منذ العام 2015.واستنفر لبنان السياسي في محاولة لاحتواء مضاعفات القراريْن، نظراً الى مغازيهما السياسية والإعلامية، وسط توقعات بأن يُطرح هذا الملف اليوم على طاولة مجلس الوزراء، في سياق مساعي لجم تداعياته وتأثيراته على صورة الدولة، الآخذة مؤسساتها في التحلل، على وقع الفراغ الرئاسي المتمادي.وبدت الخطوط الفاصلة بين جانبيْ هذا الملف المستجدّ واضحة، أوّلها المتعلّق بخلفيات الإجراء الخاص بحق «المنار» الذي بدأ سريانه، وثانيها المتّصل بوقف البثّ من محطة جورة البلوط، الذي هدّد بـ «قطع الهواء» عن 4 محطات لبنانية هي «الجديد» و«هواكم» و«إن بي إن» و«تلفزيون لبنان» التي كادت ان تحتجب حتى أرضياً (طريقة البث في لبنان هي ان يتم فضائياً وليس عبر محطات أرضية ثم يعاد ويُلتقط ارضياً عبر الصحون اللاقطة والكابلات)، لولا التدبير الذي اتخذته «نايل سات» موقتاً، وقضى بالإبقاء على بثّ هذه القنوات عبر الترددات ذاتها، ولكن من المقر الرئيس للشركة في القاهرة، ريثما يُعالج الجانب التقني المتصل بتجديد العقد.ففي قضيّة «المنار»، تظهّرت الخيوط السياسية في قرار إنزالها عن «نايل سات» منذ عزته الشركة (في طلبها الى وزارة الاتصالات اللبنانية ضرورة وقف بثّ القناة) الى «مخالفتها للاتفاق الموقّع معها وبثّ برامج تثير النعرات الطائفية والفتن».وتعاطت دوائر سياسية عدة مع الإجراء بحق «المنار» على انه امتداد للتوتر بين المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج الأخرى وبين «حزب الله» الذي صُنّف تباعاً من مجلس التعاون الخليجي ثم جامعة الدول العربية على انه «منظمة إرهابية»، ملاحِظةً ان تنفيذ حجب «المنار» عن «نايل سات» تمّ عشية وصول خادم الحرَمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الى القاهرة اليوم.وفي حين لم تكن «المنار» متوافرة أمس، على «نايل سات»، غرّدت المحطة عبر «تويتر» أن بثّها مستمر على قمر روسي وعلى الإنترنت، قبل ان يعلن مديرها العام إبرهيم فرحات ان «هذا قرار سياسي، وليس تجارياً»، مؤكداً انه «ليس للمنار اي علاقة بالفتن المذهبية»، ومضيفاً: «هناك المشكلة السياسية التي تعانيها المنطقة ويحاولون إجبار الإعلام على دفع ثمنها».أما «نايل سات» فأوضحت بلسان مسؤول فيها، رداً على وقف بث «المنار» أن «على جميع القنوات أن تلتزم بعدم بثّ اي مضمون يثير النعرات الطائفية».واستحضرت الدوائر السياسية نفسها، في هذا السياق، قيام إدارة قمر «عربسات» في ديسمبر الماضي، بوقف بث قناة «المنار» لأسباب مماثلة، وذلك بعد نحو شهر من نقل «عربسات» في نوفمبر 2015 محطّة بثّها الى عمّان (الأردن) من جورة البلوط، التي هي صلة الوصل بين الأقمار الاصطناعيّة، والقنوات العاملة في لبنان، سواء المحليّة أو العربيّة، وذلك بعد عدم امتثال لبنان لطلب اتخاذ إجراءات عقابية بحق قناة «الميادين» على خلفية اتهامها بالإساءة الى السعودية.أما في الشقّ الثاني من هذا الملف، والمتعلّق بقرار «نايل سات» وقف البثّ عبر جورة البلوط، فهو يتألف من جانبيْن:- الاول يتعلّق بالعقد الذي تأخّرت الحكومة اللبنانية في إصدار مرسوم تجديده والمتعلق بالتعامل مع «نايل سات» في لبنان على اساس هبة، كانت الشركة المصرية قدّمتها العام 2000 وشملت المعدات التقنية لبدء البث في محطة جورة البلوط، مقابل أن تتكفل الحكومة اللبنانية تقديم الارض، على ان يتم تجديد العقد كل 5 سنوات، وهو ما حصل في العام 2005 ثم 2010.إلا أن الخلافات السياسية في لبنان، المتفرّعة من الفراغ الرئاسي، والتي شلّت عمل الحكومة لفترة طويلة، حالت دون تجديد العقد بعد انتهائه في 2015، علماً ان مصادر افادت بأن «وزير الاتصالات بطرس حرب كان ارسل في ديسمبر الماضي رسالة إلى مجلس الوزراء ليقر التجديد 5 سنوات إضافية، وهو ما لم يُقر حتى الساعة».- أما الجانب الثاني، فيتناول مطالب او شروطا وضعتها «نايل سات» لتجديد العقد، وتتصل بتطوير محطة جورة البلوط، التي لم تشهد اي تحديث منذ أواخر التسعينات من القرن الماضي، الى جانب ما وصفه السفير المصري في بيروت محمد بدر الدين زايد بأنه «إشكالات هندسية» تحتاج الى معالجة.وكان الوزير حرب اعلن أنه فور تلقّيه كتاب «نايل سات» بوقف البث من جورة البلوط بادر إلى الاتصال بالسفير المصري وطلب منه نقل تمنياته إلى القاهرة بإمهال لبنان فترة أسبوع ريثما تتمكن الحكومة من الانعقاد وإقرار تجديد التعاقد المبرم مع «نايل سات»، مشيراً إلى أنّ زايد وعده بنقل الطلب اللبناني إلى المعنيين في القاهرة.ورست الاتصالات مع القاهرة، التي استمرّت حتى ساعة متأخر من فجر أمس، على صيغة أعلنها السفير المصري في لبنان، مفادها «أن القنوات اللبنانية التي كانت تبث من محطة جورة البلوط ستواصل بثها العادي وبنفس الترددات الحالية من المركز الرئيس لشركة (نايل سات) في القاهرة، حتى إنهاء الإجراءات والمراسيم المتعلقة بتجديد ترخيص محطة جورة البلوط، حيث إن تلك التراخيص انتهت، ولم يتم تجديدها من الجهات اللبنانية المعنية»، مشدداً على «حرص السفارة وكل الجهات المصرية المعنية على استمرار التعاون الإعلامي مع لبنان، ودفْعه نحو مزيد من النمو والتطور».

على خطى قناة «العربية»

موقع «الشارقة 24» يُقفل مكتبه في بيروت

| بيروت - «الراي» |بعد أقلّ من أسبوع على قفل قناة «العربية» مكاتبها في العاصمة اللبنانية، فوجئت بيروت أمس، بقرار موقع «الشارقة 24» الإماراتي وقف العمل بمكتبه فيها.وراوحت التقديرات لخطوة «الشارقة 24» الذي أطلقه نائب حاكم الشارقة الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي في فبراير 2015، بين اعتبارها امتداداً للإجراءات الخليجية التصاعُدية بحق لبنان على خلفية الموقف من «حزب الله»، وبين التعاطي معها على أنه لا خلفيات سياسية لها وأنها تندرج في إطار إعادة هيكلة يقوم بها الموقع وتشمل مكاتبه في أكثر من دولة.وكان فريق العمل التابع لـ «الشارقة 24» في بيروت، والمؤلف من نحو 15 موظفاً لبنانياً، تلقى عبر رسالة نصية على «واتساب» قرار انتهاء العمل في الموقع في بيروت، على أن يعقد اجتماع لاحق لتوضيح الخطوات اللاحقة المتعلّقة بالإجراءات القانونية والمالية.وجاء في الرسالة التي وجّهها مسؤول المكتب في بيروت: «الى جميع الزملاء الكرام. صباح الخير. اعتباراً من اليوم، السادس من ابريل 2016 يُطلَب من الجميع، من دون استثناء، عدم التوجه الى المكتب، بسبب إجراءات إدارية اتخذتها الإدارة العامة، سأتصل بكم لاحقاً هذا النهار، لتحديد موعد لعقد اجتماع بهدف بحث التفاصيل اللاحقة».