تأكيداً لما نشرته «الراي» تحت عنوان «رياح التطوير تهب على المناهج»، أعلن وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى البدء بمراجعة وتطوير المناهج الدراسية وفق خطة زمنية، ستتم من خلالها الاستعانة بالمعايير التربوية المتطورة التي لا تعتمد على الحفظ والتلقين.ووصف العيسى، خلال افتتاحه أمس المؤتمر التربوي الـ 42 لجمعية المعلمين بعنوان «مناهجنا التربوية... ومتطلبات النهضة» والذي أقيم برعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وصف تطوير التعليم بـ «الضرورة» الحضارية التي تسعى لها الوزارة بكل جدية واهتمام لتقديم تعليم عصري متطور في مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية.وبين الوزير أن شعار المؤتمر يتوافق مع الحاجة الماسة لاستمرار العمل والسعي لتطوير مناهجنا لمواكبة المستجدات التربوية والعلمية الحديثة، وبما يتوافق مع أحدث معطيات العلم والتكنولوجيا وينسجم مع الأهداف التربوية المنشودة وخطط التطوير والارتقاء بالعملية التعليمية والسياسات الإستراتيجية للوزارة.وأعرب عن أمله في نجاح المؤتمر مؤكدا أن الوزارة لن تتردد في الاستفادة من محاور النقاش التي ستشملها فعاليات وجلسات المؤتمر، لافتا الى ان لدى الوزارة دائما الرغبة والحماس في التطوير وتحقيق الجودة المنشودة وايجاد الوسائل المناسبة للنهوض والارتقاء بالتعليم.من جانبه قال رئيس جمعية المعلمين الكويتية وليد الحساوي ان رعاية سمو ولي العهد للمؤتمر تجسد مدى اهتمام قيادتنا الحكيمة بدعم مسيرة التعليم ودعم المعلمين والمعلمات، معرباً عن بالغ تقديره واعتزازه بالرعاية الكريمة السنوية لسموه والتي تجسد حقيقة الاهتمام الكبير من قبل القيادة العليا نحو تعزيز مكانة المعلمين والارتقاء بها وفي إطار الحرص الدائم على دعم ورعاية أنشطة الجمعية ومنحها كل الاهتمام والأولوية.وأوضح الحساوي أن المؤتمر يأتي استكمالاً للدور الكبير، الذي تقدمه الجمعية من منطلق دورها ورسالتها في الاهتمام بشؤون المعلم المهنية ودورها المتميز في دراسة ومناقشة القضايا والمسائل التربوية المهمة، عن طريق مؤتمرها السنوي، مؤكداً سعي الجمعية الجاد والحثيث لطرح القضايا والمسائل التربوية على بساط النقاش والبحث والتحاور الموضوعي الجاد بمشاركة القيادات التربوية المتخصصة.وبين ان ذلك يتم بهدف الوصول الى نتائج وتوصيات من شأنها المساهمة في الارتقاء بالمسيرة التربوية ورسم سياسات وبرامج وخطط قادرة على مواجهة التحديات والمضي قدما بنهج التنمية والتطور، مبيناً ان المؤتمر يطرح قضايا بالغة الأهمية تمثل ركنا اساسيا من اركان التعليم يتعلق بمناهجنا التربوية.من جانبه أكد المقرر العام للمؤتمرعبدالرحيم الكندري حرص الجمعية على طرح القضايا والمشاريع التربوية بمشاركة اهل الميدان للخروج بنتائج تعمل على دعم الخطط وتعزير المسيرة التربوية والتصدي للتحديات والمعوقات. واوضح ان اختيار المناهج لتكون على مائدة الطرح والنقاش جاء وفق خطة مدروسة ومستوفية نظرا لحاجة المناهج الماسة للنظر فيها بشكل تقويمي وموضوعي لتكون قادرة على تلبية الحاجات والمتطلبات الحالية والمستقبلية ومواكبة للتطور العلمي والتكنولوجي.واشار الى ان قضية المناهج تتطلب وضعها في دائرة الاهتمام بالشكل اللائق معتبرها احد الاركان الرئيسية في العملية التعليمية والتي من خلالها تبنى الخطط التعليمية بشكل يتوافق مع متطلبات النهضة والتطوير والتنمية.بدوره أكد الوكيل المساعد للبحوث التربوية والمناهج في وزارة التربية الدكتور سعود الحربي أن المناهج اصبحت محور اهتمام الجميع وعملية التطوير تواجهها تحديات عدة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية،لافتا الى ان التحدي الأصعب هو التحدي القيمي والذي يطرح تساؤلات عدة أهمها كيف نحافظ على هويتنا وكيف نحدث التناغم مع دول العالم؟وأشار الحربي الى وجود تغيرات في البناء المعرفي ومتطلبات المجتمع وجميعها أمور تفرض نفسها خلال وضع المناهج، مبيناً وجود رؤية لتكون المناهج مبنية على الحرية وتحقيق الأهداف للمتعلم اضافة الى ان تكون ذات بعد علمي معاصر، ونركز أيضا على المنهج السلوكي للطلاب.وأكد أن عملية تغيير المناهج محسومة، والبعد الاجتماعي ينعكس عليها بشكل كبير بدليل أن أي مشكلة تحدث في المجتمع يتم النظر الى مناهج التربية، مشددا على ضرورة التزام المعلم بتدريس المنهج وفقاً للخطة الدراسية الموضوعة، بعيدا عن ميوله ومعتقداته لعدم مخالفة ماهو موجود في الكتب الدراسية.من جانبه قال مدير المركز الوطني لتطوير التعليم الدكتور صبيح المخيزيم ان عملية التغيير تتمثل في تحويل مناهج مبينة على المحتوى الى كفايات قائمة على الفهم لا الحفظ والتلقين، موضحاً أن الكتاب المدرسي أحد ادوات المنهج. وأشار الى أن عملية تطوير المناهج ليست وليدة اللحظة ولكن هناك 140 عضواً عملوا على مدار 3 سنوات من خلال لجان تطوير المناهج لتحقيق الهدف، مؤكدا أن جميع الاعمال بأيد كويتية ودور البنك الدولي فقط استشاري ومراجعة المعايير. وحول عملية التقييم أكد المخيزيم أنه ستكون هناك جهات خارجية للتقييم.

المعلمون ... وولي العهد

أشاد الوزير العيسى باهتمام وحرص سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد على دعم المسيرة التربوية وتحقيق أهدافها المنشودة إضافة إلى ما يحظى به أعضاء الهيئة التعليمية من مكانة لدى سموه والتي تترجم اهتمام سموه في حركة التعليم في الكويت وضرورة المضي بها قدماً في مصاف الدول المتطورة.

انتقالية المناهج

أكد أمين سر جمعية المعلمين الكويتية مطيع العجمي أن المناهج التربوية تسير في إطار كبير وحيوي من التحديث من قبل وزارة التربية خصوصا في هذه المرحلة الانتقالية من الوضع السابق والذي يعنى بالأهداف، إلى الوضع الحالي والذي يركز على الكفايات في المناهج التربوية.وبين أن رعاية من سمو ولي العهد للمؤتمر دليل كبير على اهتمام سموه بالمعلمين وجمعية المعلمين والتي تحملها مسؤولية مضاعفة في البحث والنقاش الموسع بين أقطاب المنظومة التعليمية والتربوية من أهل الميدان والمسؤولين في الوزارة.