تجلس مع أولادك فتجدهم مسحورين بالسمارت فونز والآيباد ومشتقاتها، تحاول محاولة متواضعة، أن تبحث عن معادل عربي ساحر، فيخطر ببالك بعض نوادر وطرائف الشعر التي لا تخلو من ظرافة الإيماء... تستحضرها مع الأولاد وتود لو تقاسمتها مع القراء في هذا المقام، لنبتسم ونستفيد.نقلت لأولادي على سبيل المثال لا الحصر أول الطرائف، وهو بيت شعر من التراث العربي، لا يعرف قائله، تستطيع أن تقرأه أفقيا ورأسياً!الوم صديقي وهذا محالصديقي أحبه كلام يقالوهذا كلام بليغ الجمالمحال يقال الجمال خيال***وعرجت إلى بيت شعر آخر لطيف لناصح الأرَّجاني (1068-1149) أذكره رغبة في الظفر بمعادل عربي لافت يغني عن سحر العالم الافتراضي، وهو بيت شعر يقرأ من الجهتين، من دون اعتبار لتقديم وتأخير الحروف، على النحو التالي، حيث يقول الأرجاني:مودته تدوم لكل هولوهل كل مودته تدوم***حدثت الأولاد عن بيت شعر آخر يقال انه لسيدنا علي بن أبي طالب، يُظهر فيه براعته واحترافه صناعة الشعر، وهو بيت لا تتحرك بقراءته الشفتان:قطعنا على قطع القطا قطع ليلةسراعا على الخيل العتاق اللاحقي***ومن أمتع طرائف الشعر التي تشاهدنا لها، كانا بيتين في المدح والثناء من القصيدة الرجبيّة، إذا قرأتهما بالمقلوب، تحولتا إلى أبيات هجاء:حلموا فما ساءت لهم شيمسمحوا فما شحت لهم مننسلموا فلا زلت لهم قدمرشدوا فلا ضلت لهم سننوستكون الأبيات بعد قلبها كالتالي:منن لهم شحت فما سمحواشيم لهم ساءت فما حلمواسنن لهم ضلت فلا رشدواقدم لهم زلت فلا سلموا***ومن أغرب الأبيات التي تسامرنا حولها، كان ذلك البيت العجيب الذي نظمه المتنبي:أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدَائِهِإِنْ آنَ آنٌ آنَ آنُ أَوَانِهِوتفسير شطره الأول:(وجعُ) (أحاط بي) (لم) (أعلم) (بمرضه).أما شطره الثاني فيعني:(اذا) (توجع) (صاحب الألم) (حان) (وقت) (شفائه).***انتهيت من الاستحضار الشعري التاريخي، والتشاهد بالفضل للطاقات التذوقية لرواد الشعر العربي... محاولا أن أثير الأولاد بعيدا عن عالم الميديا، سألوني أسئلة عن المتنبي لم أكن أعلمها... قلت لهم لدي عدة كتب جادة عن سيرته سأبحث فيها... تساءلوا... ولماذا ترهق نفسك... سنجد الكثير في غوغل!* أستاذ النقد والأدبaliali2222@hotmail.com