رمضان أيام زمان كان له طعم ومذاق مختلف، «لمة» الأهل والأحباب حول مائدة الافطار العامرة بأشهى وأطيب الأكلات الشعبية القديمة، والتي صنعتها أيادي الامهات والأخوات وليس «الخدم» او المطاعم... حالة من الألفة والمودة والتراحم ما بين الأسر والجيران وبعضهم البعض، القادر يساعد المحتاج من دون منة او مصلحة في المقابل.
الآباء يذهبون الى الغوص بحثاً عن الرزق ويفطرون في عرض البحر على «تمرتين» أو «ثلاثة» فالعمل عبادة، والسعي الى الرزق عبادة، فضلاً عن الحرص على الذهاب الى المساجد لأداء الصلوات في أوقاتها، والاستماع الى دروس المشايخ الكبار، وقراءة القرآن، وتفهم العلوم الشرعية، بدلاً من الاستماع الى «مسلسلات رمضان» أو التنزه في المولات التجارية، والجلوس على المقاهي لتناول المشروبات والشيشة وغيرها من المظاهر الحديثة في رمضان الآن.
الابناء لم يكونوا أقل استمتاعاً «برمضان زمان» عن الآن، حيث اللعب مع الاصدقاء طوال الليل، في العاب مفيدة تنمي من قدراتهم الجسمانية والذهنية، وتبادل الزيارات ما بين الأسر وبعضها البعض، والسمر في أشياء مفيدة، وحضور الدواوين والاستماع الى مناقشات الكبار الجادة.
رمضان أيام زمان كان خالياً من «المكيفات» التي تبرد الجو، حيث كان يستعيض عنها الاباء بالجلوس في العريش ووضع قطعة مبللة من القماش على أحد الأعمدة ليضربها الهواء فتنعش الأجواء.
كان لرمضان زمان حكايات وقصص جميلة من الكفاح والأمور الانسانية الراقية التي نفتقدها الآن في حياتنا العصرية، حيث كان ما يميز هذا الشهر الكريم هو المحبة والتواصل والزيارات ما بين «الفرجان» والأهل ولم الشمل على مائدة افطار واحدة.
في السطور التالية جانب من هذه الحكايات والقصص من رمضان أيام زمان:
قال عيسى حاجية ان «رمضان زمان لا يمكن تعويضه أبداً، حيث في السابق كنا ننتظر قدوم هذا الشهر الفضيل على احر من الجمر لما يتميز فيه هذا الشهر من المحبة والتواصل والزيارات ما بين «الفرجان» والأهل ولم الشمل على مائدة واحدة بالرغم من ان الحياة وقتها كانت بسيطة ولكن كنا نتحمل ونصبر ونصوم رمضان».
وأضاف حاجية «كان رمضان يمر علينا في فصل الصيف وكان الجو حاراً جداً ومع ذلك لاشيء كان يهمنا حيث كنا نصبر على قدر المولى عز وجل، وكنا نبرد حرارة الجو بمحبتنا وتواصلنا وصلة ارحامنا والتقرب الى الله عز وجل في هذا الشهر الفضيل المبارك».
وبين حاجية ان من العادات القديمة التي كنا نمارسها في شهر رمضان هو مساعدة الجيران الذين اذا وقع احدهم مريضاً تقوم امهاتنا بالطبخ لهم وقضاء حوائجهم، كما كنا نذهب الى «البرجه» وهي عبارة عن حفرة يوجد في داخلها ماء لكي نوزع على بعض الجيران الذين لا يستطيعون الوصول اليها.
وذكر حاجية الأكلات القديمة التي يعشقها خلال رمضان بطعمها ونكهتها وشكلها اللذيذ ومنها التشريب والهريس، والجريش، وصب القفشة وهذه الأكلات هي من أهم الاطباق التي كانت توضع على سفرة الفطور أيام رمضان في السابق وكنا نقول الحمدلله.
وقالت المواطنة لولوه العلي الله أيام رمضان زمان كانت كلها خير وبركة وهي من أحلى الأيام التي عشتها في حياتي حيث ابلغ من العمر الآن 70 عاماً وكنت اساهم مع والدتي في اعداد مائدة الافطار وشغل البيت، كما كنت اذهب الى أحد المشايخ لحفظ القرآن مع أطفال الفريج، وعند الانتهاء من أعمال المنزل والدراسة اذهب للعب مع صديقاتي لعبة «الحجلة» التي لا نستغني عنها، وفي السابق كنا نرتدي الملابس القديمة وتسمى «بالمخنق» حيث كانت تربطنا علاقة حميمة وأخوية مع أقراني من الجيران والأهل.
وأضافت العلي: «خلال أيام رمضان تزداد العلاقات بين الناس وكانت المساعدة ليس فيها منة او جميل على الآخر، حيث كان يشعر كل واحد منا، أن هذا من الواجب عليه، وكان اذا غرقت سفينة كانوا جميعاً يساهمون في صنع أو شراء سفينة جديدة لصاحبها».
وأوضحت العلي ان من أفضل الأكلات التي كانت تحبها هي «القبوط» و«التشريب» حيث المائدة كانت لا تخلو من هذين الصنفين وكانت هي من تقوم بتوصيل الطعام قبل الافطار الى الجيران وبعض الأقارب والتبادل معهم في مختلف الأطعمة.
وأضافت أم سلمان ان شهر رمضان في السابق كانت له أجواؤه الخاصة به حيث يكثر الناس في التردد على المساجد لأداء الصلاة والتسابق على دفع الزكاة والمساعدات، ومنها بناء المساجد وتعليم القرآن الكريم.
وقالت «ان الأكلات التي تقدم في مائدة الافطار زمان كانت غير الوقت الحالي بالرغم من ان الحياة كانت بسيطة وكان أغلب الناس يذهبون الى البحر لاصطياد الأسماك وكانت أكلتهم المفضلة هي «مطبق زبيدي ومربين» واذا كان هناك أشخاص لا يستطيعون أن يعملوا نقوم في مساعدتهم بالطبخ عنهم في هذا الشهر الفضيل شهر الخير والصيام والطاعات.
وأكدت أم سلمان على أن شهر رمضان في السابق كان له وضع خاص من ناحية الصيام في هذا الشهر الفضيل حيث كانت الحياة بسيطة وأغلب الناس كانوا يسعون وراء لقمة عيشهم والحصول على الرزق.
وقالت: «ان من مميزات شهر رمضان هو التكاتف والترابط والتراحم ما بين أفراد الفريج وكانوا يؤمنون ايماناً عميقاً، بأن لكل حسنة يفعلها له أجرها من الله، وكانوا يساعدون الضعيف والعاجز والوقوف الى جانب المظلوم».
وتمنى المواطن محمد القلاف أن تعود السنون ويرجع الماضي كما كان في شهر رمضان زمان لكي يلعب مع أصدقائه لعبة العنبر، والمقصي، ويأكل من الأكلات التي لا يشبع منها مثل المطبق والجريش والهريس.
وأكد محمد القلاف ان شهر رمضان أيام زمان هي أحلى أيام عاشها في حياته منذ الصغر، حيث كان يلهو ويلعب مع أصدقائه في الفريج حتى آخر الليل.
وقال في السابق كانت الحياة بسيطة ومملوءة بالحب والاحترام، ولا يشغل بالنا شيء مثل الأخبار السياسية التي نسمع عنها الآن، وكنا نذهب الى الغوص في البحر بحثاً عن الرزق وكانت لدينا ارادة قوية في الصيام حتى خلال الأعمال الشاقة والصعبة التي تواجهنا وعدم وجود التكييفات.
وأعرب القلاف عن استغرابه لتصرفات بعض الشباب في هذه الأيام خصوصا في شهر رمضان الفضيل، حيث ان هناك أشياء كثيرة تلهيهم عن العبادة وطاعة الله عز وجل ويقضونها في السهر في المجمعات التجارية ومتابعة المسلسلات والأفلام وعدم زيارة الأهل والأقارب والجيران وأصبحوا يفكرون في أنفسهم ولا يهتمون بالآخرين وبهذا الشهر الفضيل وقيمته عند الله سبحانه وتعالى.
ومن جانبه، أكد عبدالله بحروه ان شهر رمضان هي شهر الخير والكرم والمحبة والاخوة بين أهل الكويت في السابق، الذين كانوا يتميزون بالترابط فيما بينهم وصلة الرحم والتعاون والتكاتف فيما بينهم.
وقال بحروه: من العادات القديمة التي كانت لا تفارقهم هو أداء الصلاة في أوقاتها حيث يقوم الجميع الى تأدية صلاة الفجر وبعدها يقومون بقراءة القرآن وكذلك يذهب البعض منهم الى عمله وكانوا يمتازون بالأخلاق والتسامح والزيارات فيما بينهم.
وأوضح بحروه ان من الأكلات التي كان يتميز بها أهل الكويت هي الدولمة واللقيمات والتشريب والهريس والجريش خصوصا في هذا الشهر الفضيل الذي يتبادل فيه الجيران الأطباق المختلفة من بعض هذه الأصناف.
وأضاف بحروه «ان رمضان في السابق أجمل بكثير من هذه الأيام حيث ان أهل الكويت سابقاً كانوا لا يعرفون الحسد ولا توجد بينهم عداوات بل يتمتعون بطيبة القلب وحسن الخلق، وكانوا لا يفرقهم شيء أي كانت الأسباب.
واعتبر المواطن فايز الشمري رمضان أيام زمان بأنه كان يجسد المودة والمحبة بين الجيران والأقارب والتواصل والصلح ما بين المتخاصمين وكان أغلب الناس متواضعين حيث كانوا على يد واحدة متكاتفين ومتعاونين في عمل الخير في هذا الشهر الفضيل.
وقال فايز الشمري «ان معظم الأوقات في هذا الشهر كنا نقضيها في السكة للعب والمرح مع بعض الأصدقاء وأبناء الجيران، وذلك في وقت الفطور وبعد الفطور نطلع الى السكة مرة أخرى لنلعب لغاية آخر الليل».
وذكر فايز الشمري ان الصيام في شهر رمضان كان له طريقة خاصة من حيث البيئة البسيطة التي كنا نعيش فيها وبالرغم من توافر الخدمات الكثيرة مثل المطاعم الا ان الكل كان يعتمد على نفسه عكس الآن الذي أصبح كل شيء يصل عن طريق التلفون الى باب منزلك.
وأضاف: «في السابق كانت الحياة حلوة وجميلة في الكويت بحكم طيبة أهلها ومحبتهم وتكاتفهم وتعاونهم على الحلوة والمرة، واذا كان هناك أي مناسبة فرح أو حزن بالفريج أو المنطقة فان الكل كان يقوم بالواجب وكأن هذه المناسبة له وحاصلة عنده».
وبدوره قال حسن البلوشي: كنا نستعد لاستقبال رمضان بداية من شهر شوال وذلك بالتقرب الى الله بالطاعات والعبادة والتسامح والتراحم والتواصل.
وأوضح ان من أهم العادات التي كانوا يمارسونها في شهر رمضان الفضيل هي الزيارات بين الأقارب والجيران، وكذلك كثرة الذهاب الى المساجد ودور العبادة وحضور الدروس التي كان يقيمها بعض المشايخ في بعض المساجد واذا كان هناك مشروع تبرعات الى بعض العوائل الضعيفة نقوم كأسرة واحدة بالوقوف الى جانبهم ومساعدتهم.
وأضاف البلوشي «كان هناك بعض الأكلات التي كنا نحب تناولها في شهر رمضان المبارك والتي اذ لم تكن على المائدة في وقت الفطور كنا نعمل مشاكل في البيت ألا وهي الدولمة، والجريش».
وزاد «في رمضان زمان كانت الحياة
بسيطة بالرغم من الايام الصعبة التي نواجهها في رحلة الغوص والحداق والبحث عن لقمة العيش».
وأشاد حميد الموسوي الى ان ايام رمضان زمان كانت من اجمل الايام التي قضيانها بعمرنا ولا نعتقد بان تعود هذه الايام مرة أخرى حيث كانت هناك عادات جميلة يمارسها أهل الفريج او المنطقة الواحدة، وهي التجمع في مكان واحد وتبادل الزيارات والاطباق الرمضانية فضلا عن الاحترام والتواصل المستمر ما بينهم.
وقال الموسوي: «كان الصيام في شهر رمضان وقت موسم الصيف متعباً نوعا ما وكانت الحرارة شديدة ولكن بالرغم من ذلك كنا نؤدي هذه الفريضة والتحمل والصبر والكفاح بالصيام والعمل».
وأضاف: «ان كل شيء اختلف الآن وخاصة ظهور عادات غريبة في السنوات الاخيرة مثل أن تكون تبريكات شهر رمضان عن طريق الموبايل او ارسال مسج وعدم تحمل بعض الاشخاص الذهاب الى أقرب الناس اليه وان يبارك له بهذا الشهر الفضيل الذي يعتبر شهر الطاعة والرحمة.
وقال الموسوي «حتى الطعام الذي كنا نتناوله في السابق اختلف كثيرا عن هذه الايام حيث كانت الوجبات متشابهة نوعا ما لان الحياة كانت بسيطة والان ولله الحمد يختلف الصنف عن الآخر ولكن دون مراعاة هذه النعمة حيث توجد عوائل تتكون من ثلاثة أو اربعة أشخاص يعملون افطاراً يكفي عشرين شخصاً وبالآخر يذهب الى القمامة.
ومن جهته، قال يوسف أحمد الكندري ان «في شهر رمضان المبارك في السابق كانت الحياة بسيطة حيث كنا نقضي أيام هذا الشهر الفضيل في العبارة وقراءة القرآن والتواصل بين الناس والزيارات الى الدواوين وحضور بعض الدروس الدينية عند احد المشايخ».
وأضاف الكندري ان: «الصيام في شهر رمضان في فترة الصيف كان يتعبنا جدا لعدم وجود المكيفات وكانوا يعتمدون على المهفات او رش العريش بالماء أو ان يبللوا قطعة من القماش وتعليقها على قطعة من الخشب والنوم حتى يظهر من قطعة القماش هذه نوع من البراد لكي يأخذوا قسطا من الراحة.
وقال «ان بعض الأكلات التي كان وجودها مهما على سفرة الفطور في شهر رمضان هي الهريس والعدس والمطبق والمربين، وافضل ما في هذه المائدة انها تلم كل أفراد العائلة ليفطروا مع بعض ولا توجد هناك اي مشاكل بينهم وحتى اذا كانت هناك خلافات بين بعض العوائل لا يتأخر مع قدوم شهر رمضان في الصلح حتى يصبح كل شيء منتهيا».
وأوضح الكندري «كانت هناك في السابق العاب كثيرة نمارسها في هذا الشهر الفضيل حيث كنا نتوجه الى السكة بعد الافطار من غير لبس الاحذية ونركض ونلعب لعبة البليدة وحي الميد لغاية ساعة متأخرة من الليل».
وبدوره، قال موسى الموسوي البالغ من العمر 67 عاما ان رمضان أيام زمان كان له طعم خاص بالذهاب الى العمرة.
واضاف الموسوي «زمان كان يوجد ترابط وتسامح واحترام بين الناس والاستماع الى نصائح الكبار والتعلم منهم الاشياء الكثيرة مثل طاعة الله سبحانه والوالدين والتحمل على العمل والصبر أثناء الصيام بالرغم من مواجهة صعوبة في الحياة ايام الغوص والذهاب الى جلب واصطياد الاسماك لعدة أيام وشهور داخل البحر».
وأكد ان أغلب الأكلات التي كانت دائما على سفرة الفطور في شهر رمضان هي اللقيمات وصب القفشة والقبوط وكلنا نستمتع في الطعام وخاصة في هذه الاكلات التي اصبحت تفتقد مع الايام وظهور غيرها مثل الوجبات السريعة والبوفيهات وغيرها.
وذكر الموسوي ان من الالعاب التي كانوا يمارسونها بعد تناول الفطور هي لعبة التيل والمقصي وغيرها من الالعاب التي لم نعد نراها في هذا الوقت والتي اصبحت «بلاي ستيشن» وكمبيوتر وغيرها من الالعاب الحديثة التي تلهي الشخص عن قراءة القرآن وحضور الدروس لانهم يمضون خلالها الساعات واحيانا يصل الى يوم كامل.
وأكد محمد العامري ان شهر رمضان في السابق كانت له مميزات غير الوقت الحالي حيث أصبح هم بعض الشباب يتركز في متابعة الفضائيات والانترنت والسهر على بعض الأشياء التي تبعده عن طاعة وعبادة الله في هذا الشهر الفضيل، ولم يقف الحد عند هذا بل يتجولون طوال الليل في المجمعات للمغازلة والتعدي على حقوق الآخرين.
وقال: «ان العادات التي كان يقوم بها آباؤنا وأجدادنا قديماً مثل الزيارات والتواصل بين الأقارب والمساعدات لبعض المحتاجين الذين لا يستطيعون جمع قوت يومهم انقطعت، وأصبح الواحد لاهياً عن والديه وعن جيرانه وعند قدوم الشهر الفضيل أصبحت التبريكات عن طريق المسيجات والموبايلات بالرغم من انه في شهر رمضان قديماً لا توجد سيارات وكنا نذهب على أرجلنا لنبارك الى جميع أهل الفريج بهذه المناسبة عكس هذا الوقت الذي تتوافر فيه الخيرات والسيارات».
وأضاف العامري: ان الأمهات والأخوات كن طوال الوقت يقمن بتجهيز الأكلات الجميلة في شهر رمضان مثل الهريس والجريش والمطبق التي أصبحت الآن في أيادي الخدم لتقوم هي بدور الأم والأخت والقيام بتجهيز الافطار وأهل البيت منشغلون بمتابعة أحد المسلسلات على احدى الفضائيات العربية.
وبدوره ذكر محمد العجمي ان شهر رمضان أيام زمان كان يعتمد على الروحانية أكثر من مادية النفوس وأنواع الأصناف من البشر التي تملأ الدنيا من الحسد والتكابر والعجز الذي يجعلهم لا يذهبون الى المسجد القريب من منازلهم وانما اذا كان هناك مسلسل أو مسرحية جلسوا يتابعونها حتى الفجر بالرغم من انه في السابق كانت المساجد تمتلئ من العبّاد طوال شهر رمضان وملتزمون بأداء الصلوات الخمس.
وأضاف العجمي «في السابق كان شهر رمضان له لذة في الصيام من حيث التعب والارهاق الذي يواجهه آباؤنا وأجدادنا من حيث الصيام والعمل في الوقت نفسه والاثنين يعتبران من عمل العبادة.
وبين العجمي ان في شهر رمضان أيام زمان كانت الحياة صعبة وشاقة لعدم وجود المكيفات وقلة الحصول على الماء والذهاب الى أماكن بعيدة في سبيل الحصول على لقمة العيش.
وقال «ان من العادات التي تعلمها من آبائه هي صلة الرحم والترابط واحترام الكبير وطاعة الله عز وجل في كل وقت والدعاء الى الله والتقرب منه وأن يعيش في هذه الدنيا مظلوماً ولا يعيش ظالماً».
ومن جهته، قال أحمد عبدالعزيز البرجس ان رمضان أيام زمان كان يتميز بالمحبة والتواصل وراحة البال، حيث كان في السابق عادات وتقاليد منسوجة ببعض وكانت الأيادي متكاتفة على الحلوة والمرة، وكان الصغير يسبق الكبير للاندماج كالأسرة الواحدة.
وأضاف البرجس: «من العادات التي كنا نمارسها في السابق هي زيارة الدواوين بشكل يومي والسهر لمنتصف الليل بما سميت «ليلة السهر» وفيها الأحاديث والقصص وكان هناك صلة للرحم والمودة بين الجيران وذلك من خلال الزيارات من فريج الى فريج.
وقال البرجس «أيام زمان لم يكن هناك حسد ومصالح شخصية بحيث انه اذا كان هناك شخص يملك المال الكثير أعمل معه صداقة أو اذا لم يكن لديه لا أتقرب منه، فهذا الشيء كان لا يدور حولنا انما كانت العلاقات ممتازة وأخوية لأبعد الحدود عكس هذه الأيام حيث وصل الحسد الى الأقارب والأسرة الواحدة فيما بينها».
وأضاف ان: «رمضان في السابق كان له نكهة خاصة من حيث الصيام والعبادة والطاعة والتقرب من الله عز وجل وهي حياة صادقة بمعنى الكلمة».
ومن جانبه، أكد محمد عباس ان «رمضان أيام زمان أفضل بكثير من رمضان في الوقت الحالي من حيث العادات والتقاليد والنية الصافية، أما الآن فقد أصبح كل شيء عن طريق المصالح والكل لا يفكر الا في نفسه ولا يسأل عن الجار ولا يريد حتى التعرف والتقرب له».
وقال: «في السابق كان الجار اذا لم ير جاره يوما واحدا يذهب ويسأل عنه هل هو مريض أو محتاج الى شيء والاطمئنان عليه».
وأوضح عباس ان أيام الغوص كان آباؤنا وأجدادنا يتحملون الجوع والحرارة والتعب في سبيل توفير لقمة العيش وكانوا يفطرون أحياناً على قطعتين أو ثلاثة من التمر في وسط البحر، وكانت الحياة جدا بسيطة وكلها حب وود واحترام ما بين الأهالي ونعتبر أنفسنا بأننا نتكون من أسرة واحدة يقودها كبيرنا في السن.
وأضاف: «في فترة شهر رمضان الكريم خصوصا بعد الفطور حيث كلنا نذهب نحن مجموعة من الأصدقاء للعب في ساحات الفريج دون ارتداء أحذية وكانت من هذه الألعاب التي كنا نمارسها في أيام رمضان هي المقصي ولعبة حي الميد، واللبيدة ومعنى اللبيدة أن مجموعة من الشبان يختبئون وشخص واحد يبحث عنهم».
ومن جانبه، قال المواطن محمد عبدالله الرمضان الذي يبلغ من العمر 65 عاماً ان الأكلة المفضلة لديه «صب القفشة» والتي كان يتناولها كل يوم في شهر رمضان أيام زمان والذي كان لا يستغني عن لعبة الدوامة في أي وقت كان يلهو ويلعب فيه مع أصدقائه في الفريج.
وأضاف الرمضان: «في السابق كانت العائلة كلها تفطر على مائدة واحدة وكانت لمة الشمل متواجدة بيننا عكس الزمن هذا الذي أصبح الولد بعيدا عن أهله والجار لا يعرف جاره وأصبحت العلاقات الاجتماعية قليلة ونادرة».
وقال: «ان رمضان أيام زمان كان له طعم خاص من ناحية الحياة البسيطة التي كنا نعيشها على البركة في اصطياد السمك من البحر وجلب الماء من الجليب في بعض التنك، ولم نكن نعرف المكيف ولا غيره حيث نجلس في العريش أيام الحر ونستنشق هواء الله الطبيعي».
وأشاد الرمضان بالآباء والأجداد حيث انهم تعبوا على تعليمنا وتربيتنا على طاعة الله واحترام الناس والتواصل والعلاقات الاجتماعية والزيارات وعلمونا على الصبر والتحمل، وكان شهر رمضان الفضيل بوجود الآباء مناسبة سعيدة بالرغم من انهم كانوا يغوصون في البحر بعيداً عن أهاليهم.
وقال عبدالرضا رمضان ان لعبة كرة القدم كانت من أحب هواياتي في رمضان حيث كنت أنتقل من فريج الى فريج لكي أمارس هذه اللعبة مع أصدقائي.
وأضاف رمضان: «في السابق كنا نسهر لغاية آخر الليل وكانت الأيام والأجواء حلوة، حيث كانت النية صافية بين أبناء الفريج وكانوا على قلب واحد ولا يوجد حسد بينهم ولا غيرة، أو أي مشاكل خصوصا في أيام رمضان».
وأضاف: «عندما كان يأتي رمضان في فصل الصيف كنا نجلس في العريش ونضع قطعة من القماش ونربطها في عمود من أعمدة العريش ونصب عليها الماء، وعندما يضرب عليها الهواء تصبح الأجواء باردة».