رأى عميد كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت الدكتور عبداللطيف الخليفي، ان «بيئة عمل المهندس مختلطة، ولا يمكن الفصل فيها، إلا أن الاختلاط او منعه في كلية الهندسة لا يؤثر على العملية التعليمية»، مشيرا الى أن تجربته الشخصية تؤكد على أن فصل الطلاب عن الطالبات لا يؤثر سلبا على العملية التعليمية، موضحا أن «ما يهمني كعميد لكلية الهندسة، واستاذ اكاديمي في الاساس، هو الجانب الفني في العملية التعليمية، ولا ارى ان الطالب يتأثر فنياً من عزله عن زميلته الطالبة في القاعة الدراسية».وقال الدكتور عبداللطيف الخليفي، لـ«الراي»، ان «اكبر المشاكل التي كانت تواجه كلية الهندسة وجامعة الكويت هي زيادة أعداد الطلبة عن القدرة الاستيعابية للجامعة وكلياتها، لان تلك الزيادة تتنافي مع طبيعة عمل المؤسسات العلمية التي لابد من ان تتوافق الاماكن بها مع المقبولين»، مبيناً ان «الزيادة في اعداد طلبة كلية الهندسة تتركز حاليا في الصفين الثالث والرابع، بعدما وضعت الكلية سياسة للقبول، وخلال سنتين ستستقر الامور ويخف الضغط على اساتذة الكلية والقاعات الدراسية والمعامل والمختبرات».وبين، ان «طبيعة الدراسة في الكليات العلمية العملية عموماً والهندسة خصوصاً تتطلب التوافق بين اعداد الطلبة والطاقة الاستيعابية للكلية بمختبراتها ومعاملها والاساتذة العاملين بها لتقديم دراسة مطابقة للمعايير الموضوعة، وفي حال وجود زيادة طلابية عن الطاقة الاستيعابية يتأثر الخريج، وهنا يكون الضغط على اساتذة الكلية لتحقيق المستوى التعليمي المرجو وسط الزيادة العددية»، موضحاً ان «الاستاذ الجامعي في الكليات العلمية عليه مسؤولية مضاعفة عن اقرانه في الكليات النظرية، كونه مطالبا بوضع امتحانات مبتكرة ومتابعة التحصيل العلمي والابحاث العلمية للطلبة، وعمل التجارب ومتابعتهم في المختبرات والمعامل».وعن وجود شعب مغلقة في كلية الهندسة، قال «نعم تواجه الكلية أزمة شعب مغلقة، وذلك يرجع إلى أن القاعات الدراسية التي كانت تخدم الاهداف التدريسية في السابق اصبحت مكتظة باعداد كبيرة من الطلبة»، مبينا ان «قانون منع الاختلاط لم يؤثر في اغلاق شعب كلية الهندسة جراء ان الطالبات في الكلية اضعاف الطلبة، وفي حال وجود شعب تتطلب الاختلاط فان الكلية تطلب من عمادة القبول والتسجيل تحويل الشعبة إلى فئة (أ)، ولذا لا يؤثر منع الاختلاط سلباً على عمل كلية الهندسة».وأضاف، ان «افضل تجربة للتعليم وفقاً لمنع الاختلاط، ويجب ان نقتدي بها في الكويت هي التجربة العمانية التي تتمثل في فصل دراسي واحد باستاذ واحد مفصول بحائط بين الطلاب والطالبات بمدخلين واحد للطلاب والاخر للطالبات»، مبيناً ان «التجربة العمانية تجعل الطلبة لا يحرمون من الاساتذة المتميزين ولا من التعليم المشترك دون الاختلاط ولا يجعل هناك شعب مغلقة».وزاد، ان «اولى اهتماماتي منذ ان توليت العمادة من اكثر من شهر تتمثل في حض الاساتذة الزملاء حديثي التخرج على استمرارية البحث العلمي لكي يحصل على ترقيته كي يخدم الطلبة والكلية والجامعة وبالتبعية الكويت الحبيبة التي هي اعظم اهدافنا»، مضيفاً ان «الجزء الاهم في عمل الاستاذ الجامعي خدمة الطالب وتعليمه ونهضة المجتمع وتقدمه».وشدد الخليفي، على انه «ضد التعليم عن بُعد، خصوصاً ان التجهيزات التي يتطلبها غير متوافرة لنا في جامعة الكويت».ولفت الى ان«ما يميز كلية الهندسة عن نظيراتها في الجامعات الاخرى، هو النشاط البحثي والمهني مع سائر مرافق الدولة من قطاع نفطي إلى القطاعين الحكومي والخاص، حيث ان الكلية من انشط المؤسسات الأكاديمية في مجال الاستشارات الفنية وتقديم الدورات الفنية».وبين أن «كلية الهندسة دائمة الاتصال مع ارباب العمل في الكويت، ونتقبل دائماً النقد البناء حال وجود ملاحظات تنقص الخريج او الطالب المتدرب، ونأخذ انتقاداتهم بعين الاعتبار لنخرج مهندسا وفق اعلى المعاييرالمحلية والدولية».وكشف، ان «لدى كل قسم علمي في كلية الهندسة مجلسا استشاريا صناعيا، وهذا المجلس من متطلبات التقييم الاكاديمي، ويتكون من ذوي الخبرات العلمية والعملية، ويختص بالمقرارات وتحديثها ومواكبتها للمعايير العلمية».وعن الاقسام والبرامج الحديثة في كلية الهندسة، قال، ان «الكلية في طور انشاء برنامج الهندسة البيئية، وسيخضع لاحد اقسام الكلية وهو نواة قسم جديد، وسيعتني بكل ملوثات الماء والهواء والتربة والمواصفات الصناعية البيئية والصحية».ونوه الى ان «برامج المقرارات الدراسية في الكلية توضع وفقاً للمعايير العلمية في الولايات المتحدة الأميركية وتحدث سنوياً».واشار الى ان «كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت حاصلة على الاعتماد الاكاديمي من (ايبت) وهي هيئة الاعتماد الاكاديمي الأميركية، منذ بداية التسعينيات وتحدث كل عام»، مشيرا الى ان «الاعتماد الاكاديمي في الكليات يفيد الخريج في معرفة موقعه من الاعراب على خريطة العالم التعليمي والعلمي».واوضح، ان «عددا كبيرا من خريجي الكلية سواء من الكويتيين او الطلبة الوافدين يعملون في مؤسسات عالمية سواء في اوروبا او الولايات المتحدة الأميركية او الصين».وعن ما ينقص كلية الهندسة، قال ان «ما نطمح اليه ان تنتقل الكلية إلى موقعها الجديد في مدينة صباح السالم الجامعية، لتوافر التجهيزات الكاملة والمعامل والمختبرات»، مبيناً ان «داخل معامل ومختبرات كلية الهندسة والبترول يوجد اجهزة في حالة حرجة وتحتاج لاحلال وتجديد وتحديث».واستطرد، ان «إدارة الجامعة تسعى لرصد ميزانيات لتحديث الاجهزة في الكلية ومواكبتها لاعرق الجامعات الأميركية»، مضيفاً ان «الكية يزورها اساتذة من اعرق جامعات العالم ومن غير اللائق ان يرى هؤلاء العلماء تخلف اجهزة ومعدات داخل كليتنا مقارنة بجامعتهم».وذكر الخليفي، ان «جعل الكلية تعمل وفقاً لروح الفريق الواحد وتبادل الخبرات بين الاساتذة في الكلية هو من اولويات خطتي للعودة بالفائدة على الكلية والطالب والمجتمع، ولله الحمد العلاقة بين الزملاء من اروع ما يمكن»، مردفاً ان «جل اهتمامي ان اوفر احتياجات الكلية من اجهزة حديثة ومختبرات ومعامل في الكلية لتميزها عالمياً، فالكلية لديها اساتذة متميزون وعلى اعلى مستوى، وطلبة الكلية متفوقون ولا ينقصنا سوى المعدات الحديثة».ولفت الى ان «المهندسة الكويتية فوق المتميزة، ولديها قدرة تحليلية عالية والالتزام وادب الحوار سمتها الاساسية، وطموحها بلا حدود والكثير منهن مبتعثات في اعرق الجامعات لدراسة الماجستير والدكتوراة... افتخر بالمهندسة الكويتية».وفي شأن تخفيض البعثات العلمية للخارج، قال الخليفي، «أنا مع زيادة البعثات للخارج، من نبعثه للتعليم في الخارج (you r we or life)، فالمبتعث ينقل تجربة حياة المجتمع الذي تعلم فيه إلى مجتمعه»، مضيفاً انه «لكي نحل مشاكل بلادنا لابد من الاستعانة بالخبرات الخارجية، ومن خلال البعثات العلمية ستكون تلك الخبرات المحلية قد تعلمت بالخارج».وطالب الخليفي، بان تكون البعثات العلمية نوعية ومنظمة وعدم ارسال الطالب الا بعد اختباره وتميزه وتفوقه الدراسي، إضافة الى ارسالهم الى الجامعات العريقة والمتميزة.وقال ان «فترة تولي العمادة قليلة ولكن خلالها تم تعيين العمداء المساعدين، وللمرة الاولى في تاريخ الكلية عينت عميدا مساعدا للتخطيط والتطوير المهني من النساء وهي الدكتورة إسراء العيسى»، واصفا اياها بـ«الكفاءة العالية والنادرة»، موضحاً ان «معيار اختيار المساعدين لديه هو الكفاءة والمهنية».وزاد، ان«ازالة المعوقات وتقليص المشاكل اكثر ما يستحوذ على وقت عملي اليومي، سواء كانت المشاكل تخص الطالب او الاستاذ او الاداري والموظف في الكلية».واختتم الخليفي، بمطالبة الدولة بمعرفة طبيعة كلية الهندسة وانها تحتاج للكثير من الموارد البشرية والتكنولوجية، مؤكداً ان«اي ترشيد في ميزانية التعليم في الكلية سيؤثر سلباً على اداء العملية التعليمية والعملية».
محليات - جامعة
حوار / عميد الكلية دعا إلى الاقتداء بالتجربة العمانية في فصل الطلاب عن الطالبات
عبداللطيف الخليفي لـ«الراي»: منع الاختلاط لا يؤثر سلباً على العملية التعليمية في «الهندسة»
12:51 ص