| القاهرة - من وليد طوغان |
تتقدم الحياة... وتتبدل الوسائل، وتحل أدوات تكنولوجية... أكثر سرعة في الأداء والنتائج، وتتحول أحلام كثيرة إلى واقع، تقود الدنيا إلى آفاق أرحب من المعرفة والثقافات والعلوم، ولكن!
ولكن... تبقى الخرافة والأساطير... السحر والتعاويذ، الاستنساخ الروحي واستدعاء الروح، أشياء تحكم عقول الناس في جميع القارات، وتحت كل الظروف، وفي كافة المستويات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والدنيوية.
نجلس إلى الكمبيوتر والشات والنت، ونتواصل عبر اتصالات لاسلكية وفضائية، وكثيرا ما ننظر إلى الخرافة، على أنها «المنقذ».
نركب الطائرات، وتجوب سفن الفضاء السماء، ونبقى في انتظار أن نذهب إلى ساحر، أو إلى قبيلة بدائية لحل «لغز»...
كل هذا يحدث في مجتمعاتنا العربية... وأيضا الغربية، تحدث في مجتمعات متقدمة اقتصاديا وتكنولوجيا وثقافيا، وبالمثل في مجتمعات قبلية مغلقة لم تقترب مما يحدث في الدنيا بعد.
وليس غريبا... أن تجد طقوسا للسحر الأسود في الصين أو منغوليا أو المغرب، وأن تجدها في ولاية أميركية أو حي فرنسي... وأن تجد جلسات لـ «عودة الروح» في ألمانيا... وأن تجدها في قبيلة في «غينيا الاستوائية».
وهناك حكايات طرد الأرواح الشريرة عند الهنود الحمر، وأيضا السحر موجود عند الأستراليين في قبائل البوشمن، كما هو موجود في الهند، وحتى في الثقافة اليونانية، وغيرها من الثقافات الأخرى.
قصص وحكايات كثيرة، في أساطير حيرت العالم... وسيطرت على البشرية، ما بين الحياة والموت وتناسخ الأرواح والحياة الأبدية والتعاويذ ونبوءات السحر... «الراي»... اقتربت من أشهرها في الحلقات التالية.
يبدو أن السحر... والأساطير... وحكايات استنساخ الأرواح... لعبت أدوارا مهمة في حياة الشعوب... وخاصة القبائل القديمة... وإن لم يسلم من هذا... أبناء وقبائل وشعوب ذلك العصر... والخرافة موجودة في كل وقت وفي أي مكان.
وفي هذا الاتجاه... يلعب السحر دورا هائلا في الحياة القبلية لقبائل الهاذودرا المكسيكية القديمة كما يلعبه بلاشك مع غالبية البدائيين... لجميع النشاطات الاقتصادية المهمة يتغلغل فيها السحر... خاصة تلك التي تتضمن عناصر واضحة للحظ، والمغامرة، أو الخطر، والبستنة «زراعة الحدائق» محاطة تماما بالسحر والصيد القليل الذي تتم له عدته من التعاويذ... صيد السمك... خاصة عندما يكون مرتبطا بالمخاطرة، وعندما تعتمد نتيجته على الحظ وليس مضمونا ضمانا كافيا، جُهز بأنظمة سحرية متطورة حتى بناء الزوارق له قائمة طويلة من التعاويذ، يجب تلاوتها عند مراحل العمل المختلفة، عند إسقاط الشجرة، عند تجهيز الهيكل، وفي ختام العمل، عند الطلاء، تثبيت الصواري، والإقلاع، لكن هذا السحر يستخدم فقط في حالة الزوارق الكبيرة المخصصة للبحر.
معظم هذه الأسحار ممتدة من حضارة ألانكا القديمة... ويقولون إن تعاويذها وصلتهم تماما، كما كانت تقال من قبل آلاف السنين.
الزوارق الصغيرة
أما الزوارق الصغيرة المستخدمة في البحيرات الهادئة أو بجانب الشاطئ حيث لا يوجد هناك خطر، ساحر «الهاذودرا» تماما - فيما يعتقد الأهالي أن الطقس والمطر والشمس، والرياح تطيع عددا كبيرا من التعاويذ، وهي على وجه الخصوص تستجيب لنداء بعض الخبراء البارزين، أو بالأحرى عائلات السحرة الذين يمارسون هذا الفن في تعاقب وراثي، في أزمنة الحرب، عندما كان القتال مازال موجودا قبل حكم الرجل الأبيض أسلموا أنفسهم لفن عائلات معينة من المحترفين، الذين ورثوا سحر الحروب من أسلافهم، وبالطبع، سلامة الجسم - والصحة يمكن تدميرها أو استعادتها بالحرفة السحرية للسحرة، الذين هم دائما مطيبون في نفس الوقت، إذا تعرضت حياة إنسان للخطر.
سحر النبات
سحر «النبات» لدى المكسيكيين يقوم به ساحر واحد للقبيلة وهو الذي يحضر الأعشاب اللازمة للتعويذ بمفرده دون أن يساعده أحد، ويجب على الساحر أن ينطلق قبل انبلاج النهار ويحصل على كل المواد قبل شروق الشمس، وتظل الأعشاب في البيت.
وحوالى الظهر يبدأ في التعزيم عليها، تنشر حصيرة على قوائم السرير وتوضع عليها حصيرة أخرى، توضع الأعشاب على نصف الحصيرة الثانية ويطوى عليها النصف الثاني، يتلو الساحر تعويذته في هذه الفتحة... فمه قريب تماما من حواف الحصيرة حتى لا يشرد شيء من صوته، كله يدخل إلى الحصيرة المطوية، حيث الأعشاب موضوعة، تنتظر أن تتشرب بالتعويذة، وتجميع الصوت هذا، الذي يحمل التعويذة، يتم في كل التلاوات السحرية.
عندما يكون هناك شيء صغير... ينبغي التعزيم عليه، تطوى ورقة على شكل أنبوب ويوضع هذا الشيء في نهايتها الضيقة، بينما يتلو الساحر في نهايتها العريضة في السحر «النباتي» قد يتلو الساحر تعويذته حوالي نصف الساعة، وحتى أكثر، مكررا التعويذة المرة تلو الأخرى، مكررا العبارات المختلفة فيها ومختلف الكلمات المهمة في العبارة، تنشد التعويذة بصوت خفيض، هناك تلاوة من طراز نصف نغمي، تختلف قليلا عن أشكال السحر الأخرى.
تكرار الكلمات نوع من دعك «خلط بقوة» التعويذة في المادة التي تعالج، بعد أن ينهي الساحر النباتي تعويذته، يجمع الأوراق في الحصيرة ويضعها جانبا لتكون جاهزة للاستخدام في الحقل، في الصباح التالي عادة جميع الشعائر الفعلية للسحر النباتي تحدث في الحقل،
وهناك الكثير من التعاويذ تتلى في الحديقة، هناك نظام كامل من سحر الحديقة يتكون من سلسلة من الطقوس المعقدة المحكمة، كل منها تصحبه تعويذة، كل نشاط للبستنة يجب أن يسبقه الطقس المناسب، هناك هكذا طقس عام للحرث يسبق أي عمل في الحدائق أيا كان، وهذا الطقس يمارس في كل قطعة بستنة على انفراد.
حرق الصنوبر
حرق أشجار الصنوبر طقس سحري غاية في الأهمية في معظم قبائل المكسيك، كثير من الأميركان يرى للآن أن حرائق الغابات سببها تلوين بقايا القبائل الهندية القديمة وطقوس حرق الأشجار رتعاويذ حرق الأشجار، وسحر الحقل عند القبائل الهندية محرمة على النساء أو النبات وكل من تعرف، منهن شيئا عنها تقتل، لذلك هن لا يسعين لا للمعرفة ولا حتى لمشاهدة الساحر وهو يهم بالحرق.
بينما تجرى بعض الشعائر على يد الساحر بمفرده، يساعده أناس كثيرون في شعائر أخرى، فضلا عن أنه توجد هناك شعائر أخرى يشارك فيها مجتمع القرية بأكمله، مثل هذا الطقس سيوصف بالتفصيل فيما بعد... حيث إنه يحمل خصوصية أكبر فيما يتعلق بمسألة اشتراك الأرواح في السحر.
التعويذة... والقوة السحرية
والعمود الفقري للسحر الهندي الأحمر يتكون من تعويذاته... في التعويذة تكمن القوة الرئيسية لكل السحر، الطقس هناك هو فقط لتلاوة التعويذة... هذه هي وجهة النظر العامة لقبائل المكسيك حتى الآن، وفي كلمات التمائم والتعاويذ نجد الإشارة المتكررة لأسماء الأسلاف، تبدأ صيغ عديدة بقوائم طويلة لمثل هذه الأسماء... تستخدم، بمعنى «ما»، كتوسل، السؤال عما إذا كانت هذه القوائم صلوات حقيقية، يتم من خلالها تقديم تضرع فعلي إلى أرواح الأجداد... التي يفترض أنها تأتي لتشترك في السحر.
وتنتقل الصيغ السحرية من جيل إلى جيل، متوارثة من الأب إلى الابن، أو من «الخال» إلى ابن الأخت، هناك صنف من السحر يمكن تسميته بالمحلي لأنه مرتبط بمنطقة معينة، تنتمي إلى هذا الصنف كل أنظمة سحق الحقل.
صنوف السحر
وصنوف السحر الذي لا يرتبط بمنطقة، لدى الهنود الحمر، والذي يمكن نقله بسهولة من الأب إلى الابن، أو حتى من غريب إلى غريب... مقابل ثمن معقول بكثير من بينها السحر الذي يؤهل الرجل لمهنة نحت الزوارق، سحر «توكابتام» ينتمي إلى هذا الصنف، وأيضا تعاويذ صنع القوارب النهرية وسلسلة من الصيغ ذات أهمية صغرى، أو على الأقل ذات طبيعة أقل إثارة مثل سحر الحب، السحر ضد لدغات الحشرات.
على كل الأحوال يجب أن نعرف أن أسماء الأسلاف... تلعب دورا عظيما في السحر.
في نظام «بوركيا» لسحر الحديقة هناك «10» تعويذات سحرية، كل منها مرتبط بفعل خاص: إحداها تقال عند عزق الأرض التي ستقام عليها حديقة جديدة، أخرى في الاحتفال الطقسي لبدء قطع أشجار الصنوبر، أخرى أثناء الحرق الطقسي للأشجار الواطئة المقطوعة الجافة، وهكذا، ومن بين هذه التعويذات العشر هناك «3» يشار فيها إلى أرواح الأسلاف، إحدى الثلاث هي أهمها على الإطلاق، وتقال عند تأدية عديد من الشعائر، في طقس القلع، في طقس الزرع، وهذه هي المقدمة:
«فاتوفي، فاتوفي، «تكرر عدة مرات».
فيتوماجا، إيماجا.
فاتوفي، فاتوفي، «عدة مرات».
فيتولولا، إيلولا.
توبوجو بولو، توبوجو كوليكو، توبوجو تاكيكيلا،
توبوجو مولابوتا، توبوجو كوايوديلا
توبوجو كاتوبوالا، توبوجو بوجوابواجا، توبوجو توماكالا.
بيلو ماتا، وبيلومام.
تابوجو واكينوا، تاماجو إيواتا.
بعد هذا تأتي بقية الصيغة، وهي طويلة جدا، كما أنها في الأساس تصف حالة الأشياء التي تقصد الصيغة إنتاجها، بمعنى، أنها تصف ازدهار الحديقة، تخليص النباتات من كل النوازل والكوارث، الترجمة الصحيحة لمثل تلك الصيغ السحرية تمثل صعوبات معينة فيها... توجد تعبيرات قديمة لا يستطيع المكسيكيون الآن فهمها إلا جزئيا، وحتى حينئذ من الصعوبة بمكان جعلهم يترجمون المعنى ترجمة صحيحة إلى اللغات الوطنية الحديثة وتتكون الصورة النموذجية للتعويذة من «3» أجزاء.
صلب التعويذة
وعادة يكون صلب التعويذة أكثر سهولة في الفهم والترجمة من الأجزاء الأخرى مناداة الأسلاف أو ربما الأكثر صحة قائمة أسمائهم، توجد دائما في مقدمة التعويذة.
والكلمات: «فيتوماجا إيماجا، تتركب من البوادئ: فيتو «يسبب»، «ضمير الغائب، مفرد، لأزمة صوتية»، ومن الجذر «ماجا» الذي يتركب بدوره من «ما»، جذر يأتي و«جا» تستخدم لمجرد إعطاء التأكيد، الكلمات فيتولولا إيلود مناظرة تماما مع الأولى، فقط جذر «لا» «يذهب» «مزدوج في لولا»، يأتي بدلا من «ما» «يذهب»... في قائمة الأسلاف.
يجب ملاحظة نقطتين: الأسماء الأولى متصلة بالكلمة «توبوجو»، في حين أن الأخير فقط متصل بو «تابوجو» و«توبوجو» جمع ويعني: أجدادي «جو» لاحقة تفيد ضمير الشخص المتكلم... «تابوجو» تعني «جدي مفرد»، استعمال الجمع في المجموعة الأولى مرتبط بحقيقة أنه في كل عشيرة توجد هناك أسماء معينة خاصة بهذه العشيرة.
وكل عضو في هذه العشيرة يجب أن يكون له أحد أسماء الأسلاف تلك، بالرغم من أنه يمكن أن يدعى باسم آخر غير وراثي، يصير مشهورا به على العموم، هكذا، في الجزء الأول من التعويذة، لا يخاطب سلف واحد اسمه «بولو»، لكن الساحر يناشد «كل أسلاف باسم بولو»، «كل أسلاف باسم كوليكو».
تتقدم الحياة... وتتبدل الوسائل، وتحل أدوات تكنولوجية... أكثر سرعة في الأداء والنتائج، وتتحول أحلام كثيرة إلى واقع، تقود الدنيا إلى آفاق أرحب من المعرفة والثقافات والعلوم، ولكن!
ولكن... تبقى الخرافة والأساطير... السحر والتعاويذ، الاستنساخ الروحي واستدعاء الروح، أشياء تحكم عقول الناس في جميع القارات، وتحت كل الظروف، وفي كافة المستويات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والدنيوية.
نجلس إلى الكمبيوتر والشات والنت، ونتواصل عبر اتصالات لاسلكية وفضائية، وكثيرا ما ننظر إلى الخرافة، على أنها «المنقذ».
نركب الطائرات، وتجوب سفن الفضاء السماء، ونبقى في انتظار أن نذهب إلى ساحر، أو إلى قبيلة بدائية لحل «لغز»...
كل هذا يحدث في مجتمعاتنا العربية... وأيضا الغربية، تحدث في مجتمعات متقدمة اقتصاديا وتكنولوجيا وثقافيا، وبالمثل في مجتمعات قبلية مغلقة لم تقترب مما يحدث في الدنيا بعد.
وليس غريبا... أن تجد طقوسا للسحر الأسود في الصين أو منغوليا أو المغرب، وأن تجدها في ولاية أميركية أو حي فرنسي... وأن تجد جلسات لـ «عودة الروح» في ألمانيا... وأن تجدها في قبيلة في «غينيا الاستوائية».
وهناك حكايات طرد الأرواح الشريرة عند الهنود الحمر، وأيضا السحر موجود عند الأستراليين في قبائل البوشمن، كما هو موجود في الهند، وحتى في الثقافة اليونانية، وغيرها من الثقافات الأخرى.
قصص وحكايات كثيرة، في أساطير حيرت العالم... وسيطرت على البشرية، ما بين الحياة والموت وتناسخ الأرواح والحياة الأبدية والتعاويذ ونبوءات السحر... «الراي»... اقتربت من أشهرها في الحلقات التالية.
يبدو أن السحر... والأساطير... وحكايات استنساخ الأرواح... لعبت أدوارا مهمة في حياة الشعوب... وخاصة القبائل القديمة... وإن لم يسلم من هذا... أبناء وقبائل وشعوب ذلك العصر... والخرافة موجودة في كل وقت وفي أي مكان.
وفي هذا الاتجاه... يلعب السحر دورا هائلا في الحياة القبلية لقبائل الهاذودرا المكسيكية القديمة كما يلعبه بلاشك مع غالبية البدائيين... لجميع النشاطات الاقتصادية المهمة يتغلغل فيها السحر... خاصة تلك التي تتضمن عناصر واضحة للحظ، والمغامرة، أو الخطر، والبستنة «زراعة الحدائق» محاطة تماما بالسحر والصيد القليل الذي تتم له عدته من التعاويذ... صيد السمك... خاصة عندما يكون مرتبطا بالمخاطرة، وعندما تعتمد نتيجته على الحظ وليس مضمونا ضمانا كافيا، جُهز بأنظمة سحرية متطورة حتى بناء الزوارق له قائمة طويلة من التعاويذ، يجب تلاوتها عند مراحل العمل المختلفة، عند إسقاط الشجرة، عند تجهيز الهيكل، وفي ختام العمل، عند الطلاء، تثبيت الصواري، والإقلاع، لكن هذا السحر يستخدم فقط في حالة الزوارق الكبيرة المخصصة للبحر.
معظم هذه الأسحار ممتدة من حضارة ألانكا القديمة... ويقولون إن تعاويذها وصلتهم تماما، كما كانت تقال من قبل آلاف السنين.
الزوارق الصغيرة
أما الزوارق الصغيرة المستخدمة في البحيرات الهادئة أو بجانب الشاطئ حيث لا يوجد هناك خطر، ساحر «الهاذودرا» تماما - فيما يعتقد الأهالي أن الطقس والمطر والشمس، والرياح تطيع عددا كبيرا من التعاويذ، وهي على وجه الخصوص تستجيب لنداء بعض الخبراء البارزين، أو بالأحرى عائلات السحرة الذين يمارسون هذا الفن في تعاقب وراثي، في أزمنة الحرب، عندما كان القتال مازال موجودا قبل حكم الرجل الأبيض أسلموا أنفسهم لفن عائلات معينة من المحترفين، الذين ورثوا سحر الحروب من أسلافهم، وبالطبع، سلامة الجسم - والصحة يمكن تدميرها أو استعادتها بالحرفة السحرية للسحرة، الذين هم دائما مطيبون في نفس الوقت، إذا تعرضت حياة إنسان للخطر.
سحر النبات
سحر «النبات» لدى المكسيكيين يقوم به ساحر واحد للقبيلة وهو الذي يحضر الأعشاب اللازمة للتعويذ بمفرده دون أن يساعده أحد، ويجب على الساحر أن ينطلق قبل انبلاج النهار ويحصل على كل المواد قبل شروق الشمس، وتظل الأعشاب في البيت.
وحوالى الظهر يبدأ في التعزيم عليها، تنشر حصيرة على قوائم السرير وتوضع عليها حصيرة أخرى، توضع الأعشاب على نصف الحصيرة الثانية ويطوى عليها النصف الثاني، يتلو الساحر تعويذته في هذه الفتحة... فمه قريب تماما من حواف الحصيرة حتى لا يشرد شيء من صوته، كله يدخل إلى الحصيرة المطوية، حيث الأعشاب موضوعة، تنتظر أن تتشرب بالتعويذة، وتجميع الصوت هذا، الذي يحمل التعويذة، يتم في كل التلاوات السحرية.
عندما يكون هناك شيء صغير... ينبغي التعزيم عليه، تطوى ورقة على شكل أنبوب ويوضع هذا الشيء في نهايتها الضيقة، بينما يتلو الساحر في نهايتها العريضة في السحر «النباتي» قد يتلو الساحر تعويذته حوالي نصف الساعة، وحتى أكثر، مكررا التعويذة المرة تلو الأخرى، مكررا العبارات المختلفة فيها ومختلف الكلمات المهمة في العبارة، تنشد التعويذة بصوت خفيض، هناك تلاوة من طراز نصف نغمي، تختلف قليلا عن أشكال السحر الأخرى.
تكرار الكلمات نوع من دعك «خلط بقوة» التعويذة في المادة التي تعالج، بعد أن ينهي الساحر النباتي تعويذته، يجمع الأوراق في الحصيرة ويضعها جانبا لتكون جاهزة للاستخدام في الحقل، في الصباح التالي عادة جميع الشعائر الفعلية للسحر النباتي تحدث في الحقل،
وهناك الكثير من التعاويذ تتلى في الحديقة، هناك نظام كامل من سحر الحديقة يتكون من سلسلة من الطقوس المعقدة المحكمة، كل منها تصحبه تعويذة، كل نشاط للبستنة يجب أن يسبقه الطقس المناسب، هناك هكذا طقس عام للحرث يسبق أي عمل في الحدائق أيا كان، وهذا الطقس يمارس في كل قطعة بستنة على انفراد.
حرق الصنوبر
حرق أشجار الصنوبر طقس سحري غاية في الأهمية في معظم قبائل المكسيك، كثير من الأميركان يرى للآن أن حرائق الغابات سببها تلوين بقايا القبائل الهندية القديمة وطقوس حرق الأشجار رتعاويذ حرق الأشجار، وسحر الحقل عند القبائل الهندية محرمة على النساء أو النبات وكل من تعرف، منهن شيئا عنها تقتل، لذلك هن لا يسعين لا للمعرفة ولا حتى لمشاهدة الساحر وهو يهم بالحرق.
بينما تجرى بعض الشعائر على يد الساحر بمفرده، يساعده أناس كثيرون في شعائر أخرى، فضلا عن أنه توجد هناك شعائر أخرى يشارك فيها مجتمع القرية بأكمله، مثل هذا الطقس سيوصف بالتفصيل فيما بعد... حيث إنه يحمل خصوصية أكبر فيما يتعلق بمسألة اشتراك الأرواح في السحر.
التعويذة... والقوة السحرية
والعمود الفقري للسحر الهندي الأحمر يتكون من تعويذاته... في التعويذة تكمن القوة الرئيسية لكل السحر، الطقس هناك هو فقط لتلاوة التعويذة... هذه هي وجهة النظر العامة لقبائل المكسيك حتى الآن، وفي كلمات التمائم والتعاويذ نجد الإشارة المتكررة لأسماء الأسلاف، تبدأ صيغ عديدة بقوائم طويلة لمثل هذه الأسماء... تستخدم، بمعنى «ما»، كتوسل، السؤال عما إذا كانت هذه القوائم صلوات حقيقية، يتم من خلالها تقديم تضرع فعلي إلى أرواح الأجداد... التي يفترض أنها تأتي لتشترك في السحر.
وتنتقل الصيغ السحرية من جيل إلى جيل، متوارثة من الأب إلى الابن، أو من «الخال» إلى ابن الأخت، هناك صنف من السحر يمكن تسميته بالمحلي لأنه مرتبط بمنطقة معينة، تنتمي إلى هذا الصنف كل أنظمة سحق الحقل.
صنوف السحر
وصنوف السحر الذي لا يرتبط بمنطقة، لدى الهنود الحمر، والذي يمكن نقله بسهولة من الأب إلى الابن، أو حتى من غريب إلى غريب... مقابل ثمن معقول بكثير من بينها السحر الذي يؤهل الرجل لمهنة نحت الزوارق، سحر «توكابتام» ينتمي إلى هذا الصنف، وأيضا تعاويذ صنع القوارب النهرية وسلسلة من الصيغ ذات أهمية صغرى، أو على الأقل ذات طبيعة أقل إثارة مثل سحر الحب، السحر ضد لدغات الحشرات.
على كل الأحوال يجب أن نعرف أن أسماء الأسلاف... تلعب دورا عظيما في السحر.
في نظام «بوركيا» لسحر الحديقة هناك «10» تعويذات سحرية، كل منها مرتبط بفعل خاص: إحداها تقال عند عزق الأرض التي ستقام عليها حديقة جديدة، أخرى في الاحتفال الطقسي لبدء قطع أشجار الصنوبر، أخرى أثناء الحرق الطقسي للأشجار الواطئة المقطوعة الجافة، وهكذا، ومن بين هذه التعويذات العشر هناك «3» يشار فيها إلى أرواح الأسلاف، إحدى الثلاث هي أهمها على الإطلاق، وتقال عند تأدية عديد من الشعائر، في طقس القلع، في طقس الزرع، وهذه هي المقدمة:
«فاتوفي، فاتوفي، «تكرر عدة مرات».
فيتوماجا، إيماجا.
فاتوفي، فاتوفي، «عدة مرات».
فيتولولا، إيلولا.
توبوجو بولو، توبوجو كوليكو، توبوجو تاكيكيلا،
توبوجو مولابوتا، توبوجو كوايوديلا
توبوجو كاتوبوالا، توبوجو بوجوابواجا، توبوجو توماكالا.
بيلو ماتا، وبيلومام.
تابوجو واكينوا، تاماجو إيواتا.
بعد هذا تأتي بقية الصيغة، وهي طويلة جدا، كما أنها في الأساس تصف حالة الأشياء التي تقصد الصيغة إنتاجها، بمعنى، أنها تصف ازدهار الحديقة، تخليص النباتات من كل النوازل والكوارث، الترجمة الصحيحة لمثل تلك الصيغ السحرية تمثل صعوبات معينة فيها... توجد تعبيرات قديمة لا يستطيع المكسيكيون الآن فهمها إلا جزئيا، وحتى حينئذ من الصعوبة بمكان جعلهم يترجمون المعنى ترجمة صحيحة إلى اللغات الوطنية الحديثة وتتكون الصورة النموذجية للتعويذة من «3» أجزاء.
صلب التعويذة
وعادة يكون صلب التعويذة أكثر سهولة في الفهم والترجمة من الأجزاء الأخرى مناداة الأسلاف أو ربما الأكثر صحة قائمة أسمائهم، توجد دائما في مقدمة التعويذة.
والكلمات: «فيتوماجا إيماجا، تتركب من البوادئ: فيتو «يسبب»، «ضمير الغائب، مفرد، لأزمة صوتية»، ومن الجذر «ماجا» الذي يتركب بدوره من «ما»، جذر يأتي و«جا» تستخدم لمجرد إعطاء التأكيد، الكلمات فيتولولا إيلود مناظرة تماما مع الأولى، فقط جذر «لا» «يذهب» «مزدوج في لولا»، يأتي بدلا من «ما» «يذهب»... في قائمة الأسلاف.
يجب ملاحظة نقطتين: الأسماء الأولى متصلة بالكلمة «توبوجو»، في حين أن الأخير فقط متصل بو «تابوجو» و«توبوجو» جمع ويعني: أجدادي «جو» لاحقة تفيد ضمير الشخص المتكلم... «تابوجو» تعني «جدي مفرد»، استعمال الجمع في المجموعة الأولى مرتبط بحقيقة أنه في كل عشيرة توجد هناك أسماء معينة خاصة بهذه العشيرة.
وكل عضو في هذه العشيرة يجب أن يكون له أحد أسماء الأسلاف تلك، بالرغم من أنه يمكن أن يدعى باسم آخر غير وراثي، يصير مشهورا به على العموم، هكذا، في الجزء الأول من التعويذة، لا يخاطب سلف واحد اسمه «بولو»، لكن الساحر يناشد «كل أسلاف باسم بولو»، «كل أسلاف باسم كوليكو».