في الاول من ابريل المقبل تحتجب صحيفة «السفير» اللبنانية، الورَقية والالكترونية، عن الصدور.الأمر لا علاقة له بـ «عيد الكذب» بل بقرارِ ناشر «السفير» ورئيس تحريرها طلال سلمان بوقف إصدار مطبوعته مع إطفاء شمعتها الـ42، تحت وطأة الأزمة المالية التي تعانيها الصحافة اللبنانية منذ أعوام.ومع أفول «نجم» هذه الصحيفة اللبنانية التي وُلدت في العام 1974، اي عشية الحرب الاهلية، المستمرّة بأشكال «مقنّعة»، من غير المستبعد ان تكرّ سبحة احتجاب أخريات من الصحف التي تصارع منذ أمد للبقاء على قيد الحياة، وسط مصاعب ذاتية ومهنية ومالية في بلاد مصابة باليأس.وتحدّثت المعلومات عن ان اجتماعاً للجمعية العمومية في «السفير» يعقد اليوم لمناقشة الاجراءات القانونية والمالية المتصلة بقفل الجريدة وموقعها الالكتروني، الذي ربما يعود الى الضوء في غضون ستة اشهر، ما اوحى ان قرار الادارة القاضي باحتجاب الصحيفة في الأول من الشهر المقبل، قرار حاسم وفق ما تبلّغه رؤساء الاقسام في «السفير» امس.ومع شيوع خبر احتجاب «السفير» بدت بيروت وكأنها في حفلة «رثاء» للصحيفة التي اختارت يوم صدورها شعار «صوت الذين لا صوت لهم»، وشكلت على مدى أربعة عقود ونيف علامة فارقة في المهنة والسياسة وصراع الخيارات الفكرية، واستمرّت كذلك وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.قبل ايام كتب طلال سلمان في مستهلّ افتتاحيته: «... وكان لا بدّ أن تخرج إلى العلن الأزمة الخانقة التي تعيشها الصحافة في لبنان، على اختلاف توجهاتها السياسية وانتماءات أصحابها (...) فتصيب الجميع بالوجوم، ولادة الحزن، وهم ينتبهون إلى خطورة الزلزال الذي يتهدد وطن الأرز في بعض أعزّ ما يتباهى به من مزايا تزكي نظامه الفريد، برغم كل ما فيه من عيوب، وتعزز الادعاء بأنه موطن الحرية».اضاف سلمان: «بل إن الوجوم الذي سيستدعي الحزن الجماعي لن يقتصر على اللبنانيين وحدهم، فالعرب في مشارق أرضهم الواسعة وفي مغاربها قد سارعوا إلى التعبير عن صدمتهم بما تتعرض له الصحافة في لبنان من مخاطر قد تودي بها».واذا كانت «السفير» ستطفئ أنوارها مع التسليم والتسلم بين مارس الجاري وابريل المقبل، فان الأنظار تتجه الى ما سيكون عليه مصير زميلاتها كـ «النهار» التي تعاني صعوبات مالية و«اللواء» التي كانت أقرّت بأزمتها وفتحت أبواب الاستقالة امام موظفيها.وكان لافتاً ما اورده موقع «ليبانون فايلز» من أن رئيس تحرير «السفير» طلال سلمان التقى قبل أيام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للتداول في قضية إقفال الصحيفة وتحوُّلها إلى موقع الكتروني «وعُلم ان اللقاء لم يكن جيداً ولم تنتج عنه أي نتائج ملموسة لبقاء واستمرار الصحيفة العريقة».