«يا تعتيري ويا دللي... راحو المصاري، وين عقلاتك يا فافا».وعلى هذا «الموّال» اللبناني، انطلق لسان مقيمة لبنانية في منطقة الجابرية، معنّفة شريك حياتها لفقدانه «الظرف الأبيض»!... فما هي حكاية «الظرف الأبيض» هذا؟«فافا» أبو العيال، قصد مصرفاً وسحب من حسابه 3 آلاف دينار، ومن ثم توجّه الى سوق الصرّافين في المباركية لتحويلها دولارات، لزوم السفر الى بيروت.وكان له ما كان، حيث حصل على 10 آلاف دولار وضعها له الصرّاف في «ظرف أبيض»، وشكره على اختياره من ضمن الصرّافين.«فافا» دسّ «الظرف الأبيض» في حقيبته اليدوية، وعاد أدراجه إلى منزله قرابة الرابعة من بعد الظهر.وبعد أن ردّ على سؤال من «وزارة داخليته» ان قام بالحصول على الدولارات، سرعان ما غابت ابتسامته، عندما طلبت اليه تسليمها اياها، ليكتشف ان الحقيبة «تصفر فيها الريح»... لا «ظرف أبيض» ولا... يحزنون.الذهول الذي خيّم على «فافا»، دفعه الى دسّ يده في الحقيبة عشرات المرات، لتعود اليه فارغة، ولسان حاله يردّد: «يا عمّي... يه يه... وين راحو المصاري؟».وعلى الجانب الآخر، كان يسمع من «الداخلية»... طبعاً (!)، «وين راحو؟؟؟؟ يا تعتيري ويا دللي... راحو المصاري... راحت السفرا ع بيروت، وين عقلاتك يا فافا». وحتى يبرئ ساحته «الذكورية»، وجد بتوجيه الاتهام الى عاملة المنزل لديه، أسرع وسيلة مما وجد نفسه فيه، وانقاذاً أيضاً من لسان زوجته. وعلى وقع الاتهام، دارت حوارات باللبنانية الدارجة وبلهجة العاملة... «بابا نو... ماما نو.... نوت مي... نوت مي».حار ودار «فافا» ولم يجد جواباً، حتى استفاقت شريكة حياته على واقعة سابقة، عندما تعرّضت سيارته المركونة في سرداب العمارة الى كسر نافذتها والاستيلاء على أغراض غالية الثمن، وطلبت اليه النزول للتأكد ان كان ترك «الظرف الأبيض» فيها.الاستنتاج هذا، أتى بعد مضي نحو 5 ساعات من البحث في الحقيبة اليدوية واتهام عاملة المنزل، حتى حلّت البشارة ونزل «فافا» الى السيارة، ليجد «الظرف الأبيض» مرمياً على الأرض تحت بابها (!). وقبل أن يقدم على تناوله، ارتفعت نبضات قلبه مخافة أن يكون فارغاً، لكن الحظ حالفه ووجده بدسامة دولاراته، ليعود الى منزله منشرح الصدر.وحتى تكتمل مع «فافا» في الربوع اللبنانية، وبعد تناوله الغداء في منطقة عشقوت (شمال شرقي بيروت) وعودته الى المدينة، اكتشف انه نسي الحقيبة ذاتها التي لا تحوي الدولارات وحسب، بل أيضاً جوازات السفر وكل الأوراق الثبوتية من بطاقات مدنية ورخص قيادة في الكويت، ليعود في المساء الى المطعم، علّه يجد ضالته فيه (حقيبة الضياع اياها)، ليرحّب به صاحب المطعم قائلاً: «ولو خيي شو باك؟ حدا بيعمل عملتك وبينسى مصرياتو وباسبوراتو وبيمشي؟ منطمنك، الدنيا بعد فيها أمان وخليك عنا اليوم، العشا عحسابنا، وفلوسك حلال يا فافا».وردّ عليه «فافا»: «يا عمّي، بشكرك، وخلّيني ارجع اتعشى عند مرتي (زوجتي) التي أقسمت عليّ بالطلاق ان لم أجد الحقيبة الملعونة وأيضاً بسبب التوهان والنسيان».... فحذار النسيان مخافة من عقوبات النسوان!
أخيرة
ظرف الدولارات «طار» من الحقيبة في الكويت... وبقي مع الجوازات منسيّاً على كرسي مطعم في عشقوت
... فلوسك حلال يا «فافا»!
09:10 ص