يبدو أن العلاقة ما بين المدرب التونسي ومنتخب الكويت لكرة القدم قد بلغ خط النهاية، وهو ما أكده لـ «الراي» أمس عندما قال: «لن أجدد عقدي مع الاتحاد لمواصلة العمل مع الازرق»، مرجعاً الاسباب في ذلك الى الاجواء غير الصحية التي شعر فيها خلال توليه المهمة، والصراعات العديدة بين عدد من الاطراف، والتي أثرت بشكل كبير على أداء عمله.وشدد معلول على أنه قبل التحدي لتدريب «الأزرق» على الرغم من انتكاسته الكبيرة في «خليجي 22» في الرياض، خصوصاً بعد خسارته امام نظيره العماني بخماسية نظيفة، وأضاف:«تدريب منتخب الكويت يشكل إضافة لكل مدرب من خلال التاريخ العريق الذى يحمله الأزرق، الى جانب الشعبية الجارفة التي يحظى بها في القارة الآسيوية. لكن ما شهدته وتلمسته من خلال عملي أن هناك صراعا قوىا بين الاتحاد واطراف خارجية، وانه من الصعب على أى مدرب أن يقوم بعمله بالشكل المناسب وسط هذا الخلاف القوي».وتأسف معلول على حال «الازرق» من هذه الصراعات «التي عصفت به في الفترة التي تشرّفت فيها بالعمل معه»، وأضاف: «لديكم جيل رائع من اللاعبين كانوا يستحقون أجواء رياضية مناسبة للابداع والتألق فى ميادين البطولات، لكن من سوء حظهم أنهم وقعوا بين المطرقة والسندان، وضاعت طموحاتهم وتبخرت أحلامهم في التأهل الى مونديال 2018 في روسيا».فسخ العقدوكشف معلول:«قدمت إلى الكويت في يناير الماضي بنية فسخ عقدي لكني تقبلت وجهة نظر الشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الذي قال لي بأنه من الممكن أن يتم رفع الإيقاف. ولهذا السبب لم أفسخ عقدي وقتها. وبكل صراحة لم أجد أي تقصير من الشيخ طلال على الرغم من المشاكل التي تعاني منها الرياضة. وتقديرا لوجهة نظره، وتقديرا وحبا لجماهير الأزرق التي تربطني معها كل مودة، وافقت على الاستمرار».واستطرد: «أكن التقدير ذاته للهيئة العامة للرياضة متمثلة بمديرها العام الشيخ أحمد المنصور. وعلى الرغم من إيقاف راتبي فإنني لا أنوي رفع قضية لدى الفيفا بسبب عدم رغبتي في رفع قضية على دولة الكويت. فالجميع يعلم أنني صرّحت سابقاً بأنني احترم قرار الهيئة وأنني على استعداد لتدريب الأزرق رغم إيقاف الراتب لكن المؤسف هو التعامل الشخصاني الذي يمارسه مسؤول في الهيئة معي. أنا أفصل بين الهيئة ككيان حكومي أكن له كل الاحترام وبين تعامل بعض المسؤولين في الهيئة»، وتابع: «لم يكن الرابط بيني وبين منتخب الكويت العامل المادي حتى أرفع قضية بسبب إيقاف راتبي، ولو كنت أفكر في الأمور المادية كأولوية لما تنازلت عن قيمة 30 في المئة من قيمة راتبي السابق مع نادي الجيش القطري وهو ما يعدل 500 الف يورو. المهم عندي هو ارتباطي مع الأزرق وليس الأمور المالية».إفشاء أسراروتأسّف معلول بشدة من الأسلوب الذي اتبعه «المسؤول» في التعامل معه بطريقة غير لائقة، حين قام متعمداً بإفشاء أسرار متعلقة بعقدي عبر موقعه الشخصي في «تويتر»، وقال: «نشر راتبي للعلن وهو أمر غير مقبول في عالم الرياضة. لو كان الإعلان عن راتبي في حساب يخص الهيئة العامة للرياضة فعلى عيني وراسي، لكن المشكلة أن هذا المسؤول كتب ذلك في حسابه الشخصي وهذا هو الأمر الغريب والمريب، حتى أنه أراد الدخول في أمور أخرى وصلت الى حد الشخصانية».وكشف أنه كان يملك الحق القانوني فى الرد عليه عبر المحاكم الكويتية، «وتلقيت بالفعل اتصالا من محام مشهور في الكويت لرفع قضايا على هذا المسؤول وكنت على يقين كامل في كسب تلك القضايا بسهولة، لكني رفضت ذلك من أجل سمعة الكويت التي أعتبرها جزءا مني، ولا يمكن أن ألحق بها أي ضرر وبأي حال من الاحوال».وأشار الى أن «المسؤول في الهيئة تجاوز كل الحدود والاعراف وأساء بشدة للمؤسسة الحكومية المحترمة التي تربطني مع قياداتها مثل الشيخ سلمان الحمود والشيخ أحمد المنصور ود. حمود فليطح كل الاحترام والتقدير، حيث أوجد نوعا من الفجور في خصومة لا علاقة لها بالعمل، وخرج بتصريحات مسيئة عبر وسائل الاعلام من قبيل أنه سيرفع عددا من القضايا ضدي، الا انه تناسى بأنه أوقف راتبي عن غير وجه حق، ودلس الشارع الرياضي بتصريحات غير صحيحة حين ذكر أن راتبي متوقف لانني لم أستوفِ عددا من الكتب المطلوبة، وتناسى أن العاملين معي في الجهاز الفني تسلموا رواتبهم عن تلك العقود نفسها».الارتقاء بالعملوطالب معلول من القيادي في «الهيئة» أن يتوقف ويرتقي بعمله بشكل مناسب ويكون واجهة جيدة لوطنه في كيفية التعامل مع ضيوف بلده، ولا يسيء أكثر من ذلك للمؤسسة الحكومية، ويتحلّى بالذوق وحسن التعامل مثل الشيخ سلمان الحمود والشيخ أحمد المنصور ود. حمود فليطح.وأكد أنه لا يشعر بالضيق والالم من قيام هذا المسؤول بعرقلة موضوع راتبه «لانني ارتبطت بالفعل مع الكويت بعلاقة وصلت الى حد الانتماء الى هذه الارض الطيبة التي شعرت فيها بالحب والتقدير والاحترام من خلال علاقاتي الاخوية سواء مع العاملين في الاتحاد أو «الهيئة» أو اللاعبين أو الجماهير التي وقفت الى جانبي في الظروف كافة لكن ما يحزّ في نفسي أن يقوم أشخاص لا يملكون روح القيادة الادارية بتشويه سمعة وطنهم بأفعال سيئة وغير مسؤولة.التشكيلة الأخيرةعلى صعيد آخر، قال معلول: «اختياري للتشكيلة الأخيرة للمنتخب هدفه الجانب المعنوى خصوصاً أن الأزرق حالياً ليست لديه ارتباطات حقيقية بعد إيقافه من قبل الاتحاد الدولي، وسنقيم معسكرا تدريبيا الاثنين المقبل لمدة أسبوع، سيكون الاخير بالنسبة لي مع الفريق».وكشف أن اختياره للاعبين جاء عن قناعة واستحقاق وخصوصاً العناصر الجديدة مثل محمد الفهد وطلال جازع ويعقوب الخبيزي، حيث تألقوا بشكل واضح فى الاونة الاخيرة، وأن مكانهم مع «الازرق» أصبح مستحقا.وأشاد بالوقت نفسه بلاعب القادسية أحمد الظفيري وما قدمه في الفترة الاخيرة وقال: «ينتظره مستقبل جيد في السنوات المقبلة. وعدم اختياره لا يقلل من قيمته الفنية، خصوصا أنني أملك عددا كبيرا من العناصر في مركزه. أثق كثيراً في قدراتهم وأدائهم، وفضلت بقاءهم مع المنتخب فى الفترة المقبلة. اما عدم استدعاء الحارس نواف الخالدي فيعود الى عودة الحارس حميد القلاف الى مستواه الطبيعي، الى جانب زملائه سليمان عبدالغفور وأحمد الفضلي ومصعب الكندري، والفرصة سانحة أمامهم للتألق مع المنتخب. ويبقى الخالدي حارسا كبيرا قدم الكثير للمنتخب».وكشف عن طريقة تعامله مع اللاعبين قائلاً: «اخترت علي مقصيد لاعب العربي وأنا اعلم أنه مصاب لكني أردته ان يكون متواجداً من باب رفع معنوياته لأنه يعاني من مشاكل مع ناديه، وهذا هو ديدني في التعامل مع اللاعبين. سبق لي ان تعاملت مع سيف الحشان بالطريقة نفسها عندما كانت لديه مشكلة مع القادسية. فالمسطرة عندي واحدة في التعامل وليس لاسم النادي اي تأثير. وقفت مع فهد العنزي لاعب الكويت حينما كان يعاني من بعض الأمور النفسية وهذا دوري، وهؤلاء اللاعبون هم بمثابة أبنائي. وأتمنى من كل قلبي أن يجد هذا الجيل كل الدعم وأن تعود الأمجاد الى الكرة الكويتية، فنبيل معلول ذاهب وغيره ذاهب وسيظل الأزرق وستبقى أمجاده».
رياضة - رياضة محلية
عبّر عن شكره للحمود والمنصور وفليطح... وانتقد تعاطي أحد مسؤولي «الهيئة» معه
معلول لـ «الراي»: أنا راحل
معلول... في المفترق الأخير (تصوير طارق عزالدين)
09:29 ص