في الذكرى السابعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر يبدو بأن العالم قد نضج بما فيه الكفاية ليدرك أبعاداً وآفاقاً أكبر بكثير مما أرادوا له أن يعيش بين جدرانه من تصورات محدودة تصور الأمور بأنها حرب بين الخير والشر أو بين المسلمين والغرب أو بين الشرق والغرب، وقد تكشفت لنا عشرات الحقائق التي أرغمتنا على التفكير بطريقة متوازنة بعيدة عن الانفعال وردات الفعل دون أن يتصادم ذلك بالمسلمات الأساسية التي نعتز بالإيمان بها وتصديقها، ومنها: أولاً: أفلام وكتب وتقارير كثيرة من أبناء المعسكر الغربي الذين لا دخل لهم بالدفاع عن المسلمين ولا بإخضاع الحقائق الى العاطفة كتبوا ونشروا بالأدلة عن أن ما جرى في 11/9 من أحداث في واشنطن ونيويورك لا يمكن أن يكون من فعل عدد من الطيارين الهواة الذين نفذوا ذلك العمل الرهيب بدقة واتقان لا يمكن ان يصل اليه حتى أفضل المخططين، فبرجا التجارة العالمية كما كشفت الأفلام لا يمكن أن يسقطا بالطريقة التي سقطا بها من فعل الطيارتين وإنما حدثت انفجارات تصل إلى مئة انفجار داخل المبنيين، كما أثبت الخبراء - بحسب ما بثته قناة الجزيرة قبل أيام - بأن المعادن التي وجدوها مع غبار المبنيين المنهارين كانت من مادة شديدة الانفجار تم زرعها في أعمدة المبنيين أدت إلى انصهار الحديد تحت درجة أعلى من 1600 درجة مئوية وهو ما لم يحدث بفعل انفجار الطائرتين كذلك فإن صور الدمار في مبنى البنتاغون والثغرة التي أحدثها في المبنى (5 أمتار مربعة) لا يمكن أن تكون بفعل طائرة كبيرة بحجم الطائرة البوينغ التي ادّعوا ضربها للمبنى، كما لم يعثر على أي بقايا للطائرة في موقع الحادث وهو أمر مستحيل عقلاً. أما الطائرة الرابعة التي ادّعوا بأن الركاب قد أسقطوها فقد سكت الجميع عن الحديث عنها أو تحديد موقع سقوطها أو الصندوق الأسود. ألا تدل تلك الأدلة القاطعة على أن هنالك ما هو أكبر بكثير من القصة المروية عن أحداث سبتمبر، لكن كل ذلك يطرح أسئلة أكثر مما يجيب عنها، فمن الذي دبر تلك الهجمات ومن المستفيد من ورائها، ولماذا يتشدق ابن لادن وجماعته بأنهم كانوا المنفذين لها؟! ثانياً: حتى لو سلمنا بأن الأمر ليس وراءه مؤامرة خفية فهل ما فعلته إدارة بوش بعدها - تحت مسمى محاربة الإرهاب - يبرر الرد على هدم مبنى وقتل مَنْ فيه؟! فقد غزوا أفغانستان ذلك البلد الفقير المعدم ودمروه على رؤوس أهله (وقتلوا أكثر من عشرين ألف مدني) وأسقطوا نظام الطالبان الذي ساهموا في إيصاله إلى الحكم والدفاع عنه، ثم انتقلوا إلى العراق ثم الصومال وغيرها، بينما قيادات القاعدة الذين يبحثون عنهم مازالوا متوارين عن الأنظار، فمثلهم كمثل الذي هدم بناية بحثاً عن إبرة ثم لم يجدها! ألا يجعلنا ذلك نتساءل إن كان ذلك القصف الكبير قد أعد لذلك العصفور الصغير أم هنالك ما هو أكبر منه؟! وهل كانت العملية برمتها تتعلق بالسيطرة على منابع النفط في بحر قزوين والعراق وغيرها؟! وأن النفط هو عنوان الصراع العالمي القادم كما ذكر (دانيال يرجن) في كتابه المتميز (الجائزة)؟! وإن كانت الخطط قد أعدت منذ سنوات طويلة وكانوا ينتظرون الشرارة للانطلاق نحو تنفيذها؟! ثالثاً: وماذا عن تصريحات الرئيس الأميركي الأسبق نيكسون وقائد قوات حلف شمال الأطلسي ورئيس الوزراء الايطالي وغيرهم الكثير بأن محور الشر الجديد هو الاسلام، وأن الغرب يجب أن يعقد حلفاً لمواجهة ذلك المحور، وماذا عن خطط كثيرة ودراسات، لمراكز القرار الأميركية (Think Tank) تقسّم فيه منطقة الشرق الأوسط وتعيد ترتيبها؟! وماذا عن تقرير (راند الاستراتيجي) الذي يدعو لإنشاء إسلام معتدل يمكن الاعتماد عليه مقابل حرب الإرهاب؟! وماذا عن كتب انتشرت في الغرب منذ سنوات تدعو إلى الصدام بين الغرب والإسلام مثل (صدام الحضارات) لهاننجتون و(نهاية التاريخ) لفوكو ياما؟! هل يمكن أن تكون تلك الدراسات والخطوات وما تبعها من حرب شرسة على جميع المستويات ضد دول وشعوب مسلمة بسبب تفجيرات نيويورك؟! وللحديث بقية بإذن الله. د. وائل الحساوي wael_al_hasawi@hotmail.com
/>
/>