المواهب الكويتية تترجم أفكارها وتقول كلمتها... فعلاً.حيث اجتمعت باقة كبيرة من المواهب الكويتية الشابة، أول من أمس في ساحة مجمع التلال بمنطقة الشويخ خلال حفل الافتتاح لمعرض «ذا قروب» لأصحاب المشاريع الصغيرة. تلك المواهب التي نضجت أفكارها ونجحت في التسويق لمنتجاتها الوطنية ولأعمالها الحرفية واليدوية والتعليمية وغيرها، والتي يذهب ريع البعض منها إلى الأعمال الإنسانية والجمعيات الخيريةشهد المعرض، الذي من المقرر أن تختتم فعالياته مساء اليوم، حضور حشد غفير من الزوار، إلى جانب عدد من الفنانين والمشاهير في عالم الموضة والأناقة. وشمل العديد من المعروضات، على غرار الكتب التربوية التي تهدف إلى غرس القيم والمفاهيم الإسلامية في نفوس الأطفال والنشء، إضافة إلى المأكولات الكويتية التي يتم إعدادها في المنزل بأيادٍ كويتية، فضلاً عن فن إعداد المشروبات الساخنة كالقهوة العربية التي تعد رمزاً للضيافة والكرم، عطفاً على تركيب العطورات العربية والفرنسية، وتصميم الأزياء والاكسسوارات، وغيرها من الكماليات في عالم الجمال و الموضة.مؤسسة معرض «ذا قروب» أسماء الفيلكاوي، عبّرت لـ«الراي» عن فرحتها العارمة بافتتاح المعرض، مؤكدة أنها لا تتوانى عن دعم أصحاب المشاريع الصغيرة، حيث دأبت منذ العام 2011 على تشجيع الشباب من الذكور والإناث على العمل الحر، من خلال إقامة المعارض التي تمهد الأرض الخصبة لكل حالم وطموح في الدخول إلى عالم «البيزنس».ولفتت الفيلكاوي إلى أن التحضيرات لمعرض «ذا قروب» استغرقت قرابة الـ 4 أشهر من العمل الدؤوب، لكي يكون غزيراً بالمعروضات المفيدة، والمنتجات المتميزة التي نجحت المواهب الكويتية في إعدادها والتسويق لها من خلال هذا المعرض، مؤكدة أن معرض «ذا قروب» كان ناضجاً منذ ولادته، بأفكار متقدة وغير تقليدية ابتكرها شباب وشابات كويتيون، لكي يثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك بأن الجيل الحالي قادر على رسم ملامح المستقبل المشرق، متسلحاً بالعقل النيّر وبالجهود الذاتية الحثيثة.وقالت: «يشهد المعرض حالياً تنافساً شديداً بين أصحاب المشاريع الصغيرة، ولكنها منافسة شريفة الهدف منها تحدي الذات على تقديم الأفضل، كما أن الإقبال الكبير من جانب الزوار كان له بالغ الأثر في نجاح المعرض»، مبينة أن للمعرض مميزات عديدة ابتداء من «البوث» أي الكشك الذي يغاير السائد في المعارض الأخرى، حيث يأتي على شكل «عربة خشبية» أنيقة توضع فيها المنتجات والبضائع.من جهته، كشف الشاب أحمد هادي عن فكرته في ابتكار أول مشروع للنظارات الشمسية الكويتية، والتي تحمل اسم «كوت»، والاسم مأخوذ عن اسم دولة الكويت قديماً، مؤكداً أنه وضع اللبنة الأولى للمشروع في العام 2011 حيث كان يعمل وقتذاك كموزع للعديد من الماركات العالمية في البلاد، ولا سيما شركات النظارات الشمسية.وقال: «بعدما اكتسبت الخبرة الكافية في هذا المجال، حاولت أن أضع بصمتي الخاصة في ابتكار نظارات شمسية كويتية بمواصفات عالمية»، مشيراً إلى أن هذه النظارات يتم تصنيعها في الصين، ولكن تحت إشراف كويتي مئة في المئة، «فنحن من يختار الديزاين والألوان إضافة إلى اختيار أفضل أنواع المواد التي تستخدم في صناعة النظارات الحديثة لضمان الجودة»، منوهاً إلى أن مشروعه يلقى تفاعلاً كبيراً، من جانب الزوار وعشاق الموضة.من جانبها، أماطت عروب المطوع اللثام عن مشروعها المناهض للسمنة المفرطة، كاشفة عن أن فكرتها مستوحاة من معاناتها في السابق مع البدانة، لذا فإنها قررت مساعدة الناس للاستفادة من تجربتها في الحصول على قوام رشيق وجسم رياضي وسليم، بتكلفة مادية بسيطة وبجهد بدني قليل، وذلك عبر تأليف الكتب، التي استعانت من خلالها بدكتور التغذية عبدالله المطوع، والذي يقدم بدوره نصائح عديدة لمن يعانون من السمنة بتناول نوعية بعينها من الأطعمة الصحية، فيما يحذر من تناول الوجبات المشبعة بالدهون والسكريات، إضافة إلى الكثير من النصائح الأخرى، التي يقدمها المطوع في كتب الصحة والرشاقة، كممارسة «اليوغا» والألعاب الرياضية التي تعتمد على تمارين الاسترخاء والجري والمعدة وغيرها، مبينة في ختام حديثها أن الهدف من المشروع إنساني بالدرجة الأولى، ثم يأتي الجانب التجاري في المقام الثاني.وبدوره أكد خالد الفيلكاوي، وهو صاحب فكرة مشروع الآيس كريم الياباني، «أنه مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، لا بد من تناول المثلجات الحليبية التي تمنحنا شعوراً رائعاً، فضلاً عن مذاقها اللذيذ وفوائدها العديدة في الحفاظ على توازن حرارة الجسم».وقال: «بدأت فكرة المشروع بعد زياراتي المتكررة إلى بلدان آسيوية، حيث يتهافت الناس هناك إلى شراء الآيس كريم، كوجبة يومية خفيفة لا يمكن الاستغناء عنها»، مردفا: «لكنني أضفت إلى الآيس كريم الياباني نكهات كويتية طبيعية وخالية من الجلاتين والمواد الحافظة، يحبذها الناس هنا كنكهة الشاي الأخضر والشاي بالحليب ونكهات الفواكة المختلفة».كذلك يقوم الشاب جمال السعد، بمعية أسرته بإعداد الآيس كريم الآسيوي، لكن مع إضافات جديدة بطعم «الرهش»، وبأشكال مختلفة كآيس كريم على شكل «الرول»وعلى جهة أخرى، قالت سوسن الدوسري: «أنا هنا لتقديم (ميني دونات) بكل النكهات، سواء بنكهة الدارسين أو الكاكاو بجميع أنواعه أو الفراولة والفول السوداني وغيرها، حيث أقوم بطهيها في الفرن، بدلاً من وضعها في المقلاة، والفرق يكمن بنسبة السعرات الحرارية، التي تنخفض إلى حد ما في الفرن، وذلك لكي يستمتع بمذاقها الجميع من دون استثناء، ولا سيما ممن يتبعون الحمية الغذائية»، مشيرة إلى مشاركتها في العديد من المعارض، التي ذهب ريعها إلى مرضى التوحد.فيما أكد الشاب أنور الدهيش، أن جميع ما لديه من منتجات كالشاي والقهوة والأعشاب، خالية من الكافيين بنسبة مئة في المئة، حيث تتم زراعتها في جنوب أفريقيا وبريطانيا بالتربة الطبيعية والخالية من المواد الكيماوية، بل ومن دون استخدام المبيدات الحشرية أيضاً.وقال: «منذ 8 سنوات وأنا أعمل في هذا المشروع، الذي بات يتوسع ويتطور شيئاً فشيئاً، والحمد لله فإنني ألقى دعماً وتشجيعاً كبيرين من جانب الزوار».أما لطيفة مندني، فهي ربة منزل، تهوى طهي «المجابيس» بكل أنواعها، ولقد دأبت في السابق على إعداد الأكلات الكويتية في المنزل وتوصيلها إلى الزبائن، لكنها ككل سيدة طموحة، ترى أن المشاركة في مثل هذا المعرض، يعد فرصة ذهبية للترويج عن منتجاتها، إضافة إلى أنه من أهم عوامل النجاح والتوسع في مشروعها الصغير.وقالت: «إن للطبخ المنزلي نكهة لا تضاهى، لا سيما أن المطاعم والمطابخ لا تجيد طهي المأكولات الكويتية، كما نجيدها نحن الكويتيون». في حين قالت سارة السريع صاحبة مشروع «لغة الضاد»: «نقدم مطبوعات هادفة، لغرس مفاهيم ديننا الإسلامي الحنيف في نفوس الأطفال والنشء. كما يهدف المشروع إلى تعزيز اللغة العربية لدى الجميع، كونها لغة القرآن الكريم، إضافة إلى توجيه الفتاة نحو واجباتها المنزلية، وغير ذلك الكثير من القيم والمفاهيم الأصيلة».وعلى صعيد منفصل، أفصح أبو مشعل الفضلي عن تربيته لعدد من الطيور النادرة والحيوانات الأليفة، مؤكداً أن الغاية من المشروع لا يعتبر تجارياً بقدر ما هي هواية محببة.وقال: «أحرص على رعاية هذه النوعية من الطيور والحيوانات في (الياخور) كونها مهددة بالإنقراض، ولا يوجد منها الكثير في الكويت».وبدورها قالت مريم المرشاد صاحبة مشروع مطعم «Picinc»: «نحرص على تقديم أشهى المأكولات الأميركية والإيطالية التي تتميّز بالنكهة الكويتية اللذيذة، كوجبة (معبوج البرغر)»، مردفة: «لعل ما يميزنا عن غيرنا من المطاعم هو أن جميع أنواع اللحوم لدينا طازجة ويتم تحضيرها هنا في الكويت، ولا تأتي إلينا مثلجة من خارج البلاد، وذلك لضمان جودتها وللتأكد من أنها مذبوحة على الطريقة الإسلامية».أما هدى العوضي، فأكدت أنها بدأت مشروعها في تصميم «البشوت» النسائية والعباءة الملونة منذ 3 سنوات، وحظي مشروعها بنجاح كبير، فقررت المشاركة في هذا المعرض لخوض غمار المنافسة من جديد عبر تقديم المزيد من التصاميم الجديدة.بينما تقوم نوف العبدالله بتركيب العطورات العربية والفرنسية بنفسها، وقالت: «تختلف ذائقة الناس من شخص إلى آخر، فمنهم من يحبذ العطر الفرنسي، وآخرون يفضلون العطورات العربية»، مردفة: «وأنا أحاول جاهدة من خلال هذا المشروع أن أقدم ما يلامس كل الأذواق بعمل خلطات سرية غير مألوفة في السوق الكويتية».أما خليفة الجناعي، فيتميز بتقديمه لعدد من اللوحات الأثرية للعديد من الفنانين والمشاهير في العالم، التي يقوم بصناعتها على الخشب مع إضافة بعض المواد اللاصقة، مؤكداً أن معروضاته تلقى إعجاباً شديداً من قبل زوار المعرض.