شاركتُ في اللقاء الذي أجراه الزميل أحمد المطيري مع لاعب فريق القادسية لكرة القدم فهد الأنصاري في مكاتب «الراي» ونُشر في 24 يناير الماضي.كان أشبه بـ«حوار» بين أشخاص يعشقون كرة القدم، كلٌ من موقعه.في الأساس، لم أكن أود البقاء طويلاً، إلا أن الأسئلة «المحرجة» التي فرضها أحمد على الضيف، وتألق الضيف في الإجابة عنها، جعلني رهين الكرسي، حتى أنني شاركت في جزء من الحوار، مذكّراً فهد بالكثير من الذكريات التي عاشها وسُعِدَ بأننا حفظناها له عن ظهر قلب.لم يكن وضع القادسية في تلك الفترة يُسعد أيّاً ممن له ارتباط بـ «البيت الملكي». غياب السيولة، عصيان محترفين، تراجع في الأداء، بيد ان الأنصاري فاجأ أحمد رداً على سؤاله عن هوية الفريق الذي يرشحه لانتزاع لقب «دوري فيفا»، إذ أجاب بثقة: «القادسية، القادسية سيتوج».حاولت النظر الى أحمد كي أمرر رسالة مفادها أن اللاعب لا يمكن أن يجيب بغير ذلك، إلا ان الزميل العزيز فهمني «على الطاير»، وهو ما أفصح لي به في اليوم التالي.منذ إجراء اللقاء وحتى ما قبل الجولة 20 من الدوري، كنت أردد على مسمع أحمد ما قاله الأنصاري، وكان الزميل يجيبني دائماً: «والله مادري».انتهت الجولة 20 والقادسية يتصدر الترتيب برصيد 50 نقطة من 19 مباراة أمام «الكويت» (45 من 18) والسالمية (45 من 19).دخل عليّ أحمد في الأمس، نظرت في عينيه، وقلت: «كان معاه حق فهد»، فأجاب: «إيه والله، بس توّ الناس».المهم أن الأنصاري أثبت بما لا يدع أيّ مجال للشك بأن ما قاله لم يكن من باب الحماسة الزائدة بل بناءً على رغبة جامحة وحب حقيقي للقادسية. وخلال متابعتي للمباريات عبر التلفزيون، كنت أشعر بمدى إصرار هذا اللاعب على تحقيق الفوز.ففي كل مرة يسجل أحد زملائه هدفاً، كان يحرص على تهنئته.شخصياً كنت أعتبر كل ما يقوم به هو ردٌّ على شكوكي في ما قاله خلال «حوار يناير».يعتز الأنصاري بلقب «سقراط» الذي اطلقه عليه الزميل أحمد بالذات، خصوصا أن اللاعب من عشاق كرة القدم البرازيلية.ربما لم أقتنع في البداية بوصف أحمد لفهد بـ«سقراط»، لكن بعد الحوار معه والاصرار الذي بدا عليه وسلوكه المثالي في الملعب وابتعاد القادسية في الترتيب، وجدت بأن زميلي كان على حق.ليس أحمد فقط من كان على حق، بل الأنصاري أيضاً... لأن القادسية يتصدر ويتجه بثبات نحو فض الشراكة مع العربي لجهة الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب (16 لقباً لكل منهما) على الرغم من ان الطريق ما زال طويلاً.عذراً لفهد على شكوكي. لقد أثبتَّ صوابية كلامك... في الملعب، وهذا من شيم «رجال كرة القدم».sousports@