بقي لبنان امس «في مرمى» عاصفة الاحتجاجات التي أطلقها مناصرو «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى رداً على تقليد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في مشهد ساخر عبر برنامج «واي فاي» الذي يُعرض على قناة «أم بي سي».وفيما تعاطى مناصرو «حزب الله» مع ما بثّته «ام بي سي» على انه جولة جديدة من التصعيد السعودي ضد الحزب و«الحرب عليه»، عكست الهتافات التي أُطلقوها خلال التحركات الاحتجاجية ضدّ المملكة خصوصاً كما ضدّ «تيار المستقبل» ورموزه ومعها «الهاشتاغات» التي اشتعلت بها مواقع التواصل الاجتماعي، مناخ الاحتقان غير المسبوق الذي يعيشه لبنان منذ انفجار الأزمة مع الرياض.واذ تجدّد قطع الطرق امس من مناصري «حزب الله» وتحديداً طريق تعلبايا- شتورا (البقاع) وطريق الشويفات - كفرشيما، شخصت الأنظار الى طرابلس حيث كانت وُجّهت دعوات لاعتصامات قبل الظهر للردّ على الهتافات التي أُطلقت من مؤيدي الحزب، على وقع تَوجُّه مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال الى الرئيس سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق ومفتي الجمهورية عبد اللطيف فايز دريان وسائر زعامات السنة بالقول:«إذا صحّ التعبير، ما حصل في بيروت أمس (السبت) أخطر بكثير من 7 أيار (مايو 2008)... لمَن تأمّل».وشهد امس اتصالات في طرابلس لتدارُك اي انزلاق للوضع في عاصمة الشمال او مناطق أخرى الى توتّرات قد تخرج عن السيطرة و«تصبّ الزيت على نار» الواقع المأزوم في لبنان الذي «اهتزّ» نتيجة فيديو تناهز مدّته دقيقتان ونصف الدقيقة، وأراد معدّوه تظهير علاقة «حزب الله» بإيران والأدوار التي يضطلع بها في سورية واليمن.وكان ليل السبت شهد مسيرات دراجات نارية نظمها مناصرو «حزب الله» في المشرفية في ضاحية بيروت الجنوبية، قبل ان تتسع رقعة الاحتجاجات لتشمل إطلاق الرصاص في الهواء وقطع عدد من الطرق في الضاحية وطريق المطار والشويفات (جنوب بيروت) وسبيرز (بيروت)، كما قطعت طرق في البقاع (بعلبك وبريتال ودورس)، وصولاً الى قطع طريق الصالومي - سن الفيل (شرق بيروت) من قبل عدد كبير من الشبان الذين قدموا من منطقة النبعة وغادروا فوراً.وفيما سارعت القوى الامنية اللبنانية الى اتخاذ تدابير أمنية مشددة أمام استوديوات القناة في كسروان تخوفاً من اقتحامها، صدر عن الجيش اللبناني بيان جاء فيه انه «مساء السبت، وعلى أثر تجمع عدد من المواطنين في بعض مناطق بيروت احتجاجاً على ما بثته إحدى وسائل الإعلام المرئية العربية تجاه أحد المرجعيات السياسية، انتشرت وحدات الجيش في المناطق المذكورة، واتخذت الاجراءات الأمنية المناسبة للحفاظ على سلامة المواطنين ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة. وأعيد الوضع إلى طبيعته من دون تسجيل أي حادث يذكر».
خارجيات
لبنان «اهتزّ» مع الفيديو الساخر من نصر الله على «ام بي سي»
05:53 ص