لم يكن السويسري جاني إنفانتينو في وارد التفكير برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل أشهر قليلة.أين كان موقعه مقارنةً بمواطنه رئيس «الفيفا» السابق السويسري جوزيف بلاتر؟أين كان موقعه مقارنةً برئيس الاتحاد الاوروبي الموقوف الفرنسي ميشال بلاتيني الذي اعتُبر لفترة طويلة المرشح الأول والأخير لتولي رئاسة المنظمة الكروية الأولى؟في بداية مشواره، سيجتهد هذا السويسري الأصلع في تلميع صورته وإزالة بعض الشكوك التي رسمت حوله، فهو قادم من صلب «منظومة بلاتيني» الموقوف من قبل لجنة الاخلاق في «الفيفا» عن أي عمل له صلة بكرة القدم لمدة ست سنوات (بعد ان كانت 8 سنوات) نتيجة دفعة «مشبوهة» تلقاها من بلاتر في العام 2011 عن عمل استشاري قام به لمصلحة الاتحاد الدولي بين 1999 و2002 بعقد شفهي.كما أن جنسيته التي لطالما اعتبرت عنواناً لنظافة الكفّ لم تعد كذلك لأن مواطنه بلاتر موقوف أيضا لمدة ست سنوات بموجب تهمة بلاتيني نفسها.تسربت أخبار بُعيد الانتخابات عن أن إنفانتينو، الامين العام السابق للاتحاد الأوروبي (يويفا)، التقى بلاتر على العشاء خلال عطلة أعياد آخر السنة حيث قدم الثاني للأول بعض النصائح عن كيفية ادارة «الفيفا»، حتى أن البعض ذهب الى القول بأن جاني قد يسمّي بلاتر نفسه يوماً ما «رئيساً فخرياً للاتحاد الدولي».كما سرّب البعض تصريحاً لبلاتر عقب انتخاب انفانتينو قال فيه: «لديه كل الصفات كي يكمل مهمتي».يرى البعض بأن بلاتيني سيبقى «الرجل الاول في الحكم» ولكن من خلف الكواليس، فيما ذهب البعض الآخر الى أبعد من ذلك إذ رأوا بأن إنفانتينو سيحافظ على كرسي الرئاسة بانتظار إلغاء عقوبة بلاتيني او تقليصها ليخوض الأخير بالتالي انتخابات «الفيفا» المقبلة المقررة في العام 2019.إنفانتينو لم ينسَ «استاذه بلاتيني» رغم كل شيء إذ قال انه «يفكر بعمق» فيه، وتابع: «لم اذكر اسمه (في اول رد فعل بعد الانتخابات) لاني لم اذكر شخصا معينا، لكني اشكره على كل ما منحني وعلمني اياه. اني افكر فيه بقوة، ويمكنكم ان تثقوا بي».وبعيداً عن بلاتيني، لن يرمي الرئيس التاسع لـ«الفيفا» الى الأبد «كتاب بلاتر» بل سيعود اليه.وبواقعية وتجرّد، لا بد من التسليم بأن بلاتر خدم الاتحاد الدولي في الفترة التي تولى فيها رئاسته (1998-2015)، وخير دليل على ذلك ما تشير اليه ميزانية المنظمة، بيد ان مشكلته تمثلت في كونه تغاضى عن مخالفات مالية بعلمٍ من المخالفين والمستفيدين الذين كان يجدر بهم في المقابل تقديم الطاعة له من خلال اعادة التصويت له في انتخابات الرئاسة.دروس الماضي ومعرفة إنفانتينو بأن العيون ستبقى مسمّرة على «الفيفا» بعد موجة الفساد التي دهمتها في الفترة الأخيرة ستقوده بالتأكيد الى العمل بشفافية.sousports@
رياضة - رياضة محلية
Offside
دروس بلاتر ... وفضل بلاتيني
سهيل الحويك
05:24 م