ماضي الكويت وحاضرها كانا «حاضرين» على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية، بقدر ما كانا حاضرين في أرجاء الديرة بأسرها!ففيما كانت المسيرات الاحتفالية تجوب شوارع الكويت مساء أول من أمس، ضمن قافلة الأفراح التي تعم الديرة، كان الجمهور يحتفل مع أوبريت «ماضي وحاضر الكويت» الذي نظمه، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ليضيف رافداً إضافياً إلى نهر الفرحة العارم الذي أبهج البلاد والعباد على مدى الأيام الماضية!تتبع الأوبريت مسيرة الكويت، مجسداً أمجادها وكفاح شعبها وقادتها في مواجهة التحديات، ورصد التقدم الذي ظل يتسارع صانعاً من الكويت درةً للخليج، كما نقش الأوبريت - بخطوط من الضوء - مراحل حكامنا وإنجازاتهم، على مدى التاريخ، وصولاً إلى أن قائد المسيرة وأمير الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.شارك في تجسيد الأوبريت حسب الظهور مشاعل العسعوسي وفهد السالم ومشاري العوضي ورائدة وخالد المسعود، وكتب كلماته أحمد الشرقاوي، ولحنه سعود المسعود، وقاد العزف الموسيقي المايسترو أيوب خضر، وأخرجه عبدالعزيز المسعود، وقدمته سودابة علي، واشتمل العرض على خمس لوحات فنية.البداية كانت مع مشاعل العسعوسي التي غنت «الكويت بلادي»، ليقابلها الجمهور ملوحاً بأعلام الكويت القديمة الحمراء والحالية بألوانه الأربعة. وبعد العسعوسي أطل المغني فهد السالم، وعلى لحن بحري قدم وصلته «مع ذاك الزمن امنا».وجاء دور المطربة العائدة من الغياب «رائدة» التي قدمت «النفط»، تلاها المطرب والملحن مشاري العوضي ليتغنى بـ «قائد الإنسانية أميرنا»، لتتحول قاعة المتفرجين إلى عرس وطني، ثم كان الختام مع المطرب خالد المسعود مردداً: «هويتي كويتي»، ليعود العوضي من جديد، كي يقدم «لنا الفخر»، فيما تلوِّح أيادي الجمهور بالإعلام، وتتنافس الأكف في التصفيق.«الراي» التقت بعض المشاركين في الأوبريت، حيث أعرب مدير الموسيقى والتراث الشعبي في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سعود المسعود عن فرحته الغامرة بالنجاح الذي تحقق في الحفل من كل النواحي والأهداف المرسومة، مبيناً «أنها إحدى المشاركات المستمرة التي يقيمها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، بهدف المشاركة في أفراح الناس بالأعياد الوطنية».من ناحيته، قال مايسترو الحفل أيوب خضر إن كلمات الأوبريت غُني للمرة الأولى، مشيراً إلى «أن الفرقة تضم نخبة من العازفين»، وعبر عن اعتزازه بأن «كلمات الأوبريت تحض على الوحدة الوطنية والتماسك والحب والولاء للديرة».بدوره، أوضح المطرب والملحن الشاب مشاري العوضي لـ «الراي» أنه سعيد بوجوده اليوم في هذا الحفل، لافتاً إلى أن هذه هي مشاركته الأولى ضمن فعاليات المجلس الوطني، ومردفاً: «من واجبي الإنساني مشاركة الناس أفراحهم، ومهما قدمنا للكويت فلن نوفيها حقها»، ومكملاً: «وجودي مهم كي أترجم ما يحمله قلبي من مشاعر الحب لوطننا الكويت».ومن منظورها أكدت المغنية الغائبة رائدة لـ «الراي» أن هذا أول ظهور إعلامي لها بعد غيابها سنواتٍ طوال، بسبب ظروف عائلية وشخصية، متابعةً: «أعتبر أنني عدتُ إلى الفن من خلال هذا الأوبريت، وأستطيع القول: هذا اليوم هو عودة رائدة لمواجهة الجمهور من جديد».
فنون
الأوبريت عُرِض مساء 25 فبراير في سياق الأعياد الوطنية
«ماضي وحاضر الكويت» جسّد الولاء وحب الديرة
08:20 ص