احتفاءً بأعياد الكويت الوطنية، وفي سياق الأنشطة المصاحبة لاحتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية، أقامت مكتبة الكويت الوطنية بالتعاون مع رابطة الأدباء الكويتيين أمسية شعرية وطنية- فصحى وشعبية- شارك فيها الشعراء عبد الله العنزي ووضحة الحساوي ومحمد الفارسي وعبد الله الجريان... والأمسية أدارها الشاعر سالم الرميضي، في حضور المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية الدكتور كامل العبد الجليل.وأنشد الشعراء قصائدهم التي تنوعت فيها الرؤى في سياق جمالي متنوع، ومن ثم جاءت معظم القصائد وطنية تشدو بأعذب الكلمات التي تشير إلى الوطن حبا وانتماء.وأنشد الشاعر عبد الله العنزي قصائده التي عبرت عن موهبة شعرية متقنة واختيار موفق للمفردات التي تبدو في مجملها ذات إيقاعات موسيقية هادئة ليقول في قصيدته الوطنية، والتي يناجي فيها الكويت:هذي الكويت فهل رأيت مثلهابلد العلا... تحلو الحياة حيالهادار تهيم بها القلوب محبةوكأنها تسقي القلوب خيالهاهي عشقنا الأبدي نبض قلوبنانقش لآيات الجمال جمالهافيما قرأ الشاعر قصيدة يتحدث فيها عن أمور تتعلق بالعشق، وذلك وفق منظومة شعرية منتقاة وذات طابع جمالي يتحرك في أكثر من اتجاه ليقول:من أين أبتدئ الحديث وكلماأخمدت فيه النار جئت بنارهل أكتفي بالصمت يوم وداعناأم سوف تكفي دمعة التذكار؟وفي قصيدة «هذا الخريف» عبر الشاعر عن رؤى فلسفية تتعلق بالحياة، وذلك وفق تداعيات حسية مفعمة بالحيوية ليقول:أنا الخريف القديم... خطيئتيأني وجدت النور في كلماتيفي أمة خلقتلتشغل بعضهاوتخط تاريخامن العتماتوفي قصيدة «بحر الشتات»... استطاع الشاعر أن يشير إلى الكثير من الرؤى التي تتعلق بمشاعر إنسان يبحث عن الاستقرار والأمان في حياة تتأصل فيها زوابع القلق والحيرة ليقول:قلبي الحزين هو القصيدة كلهاويصير ان تبقى ويفنى الشاعرأنا ذلك الرحال أغرف من دميثمنا لكل خطيئة... وأغادرلا وجه يشبهني... وكل مدينةمنفى إليّ... وكل وجه عابروألقى الشاعر محمد الفارسي قصائده الشعبية التي تغنى فيها بالكويت ووصفها في صور خيالية اتسمت بالجمال والبساطة، وفي الوقت نفسه بالعمق الشعري ليقول:بسم الله الرحمن ابدأ بالأبياتأبيات حب وصغتها من فؤاديحب الوطن ينقش على روحي اثباتيروح دمي في سعادة بلاديوبدت قصائد الشاعر عبد الله الجريان الشعبية متواصلة مع الشأن الوطني في سياق شعري متناغم مع مفردات شعرية سهلة وبسيطة، رغم عمقها الدلالي ليقول:دارنا لا احتزمنا كل سيف صقيلوانتخت كل عذرا في ذرا إخوانهاعيطموس القصايد ما كتبها الدخيلحبرها دمنا والسوق ميادينهاحادي الغيم لا شلت المطر لا تسيلعلها لين تخضر صفر قيعانهاثم تواصلت الشاعرة وضحة الحساوي مع لغة شعرية منحازة للجمال كي تعبر بكثير من الصدق عن حزمة من المشاعر الوطنية والإنسانية والاجتماعية لتقول في قصيدة «الكويت»:لا تريقي الدمع فيما ذهبوانثري الأشعار ماسا وذهبفي الهوى أرض حكت معنى الهوىواستقرت بين رمش وهدبرب مكروه سوى البعد لنامسحب حبذا ما بعد ربكل حرف لا يناغي حبهاهو ضرب من غلاء أو كذبوفي قصيدتها»كمال»استطاعت الشاعر أن تعبر عن رؤاها الإنسانية في ما يتعلق بالكمال بمفردات تتحرك في أكثر من اتجاه لتقول:ليد الزمان على القلوب زلازلوسوى جبال هواك منها زائلبربي الكويت ربيت أغذى عشقها«لك يا منازل في القلوب منازل»بينما أنشدت الشاعرة قصيدة»إلهام»تلك التي تبوح فيها بالكثير من المشاعر التي تتلاقى مع الإنسان في طرقات كثيرة كي تقول:جعل الشعر للهوى فكانالشعر يدري بكم سأغنيإن صوت يحيل كلي لأذنهو قرط يليق حتما بأذنيواتسمت قصيدة»علا» بتداعيات حسية متواصلة مع مفردات شعرية جذابة وذات ألق نفسي يسير في اتجاهات عدة لتقول:حامل الفضل حامل الإيذاءلن تنال العلا ابتلاءالمعالي مهورهن عوالوالمخازي مهورا من هواءهكذا عبر الشعراء المشاركون في الأمسية عن مشاعرهم تجاه الوطن والجمال والعاطفة والإنسان، بصور وأخيلة عدة، اتسمت بالتنوع والحضور الشعري المتفاعل في الأساس مع روح الحياة.