شدد رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم على أهمية العمل العربي المشترك بصفته هدفا استراتيجيا وكيانا بنيويا شديد الأهمية. جاء ذلك في كلمة للغانم بافتتاح (المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية) الذي ينعقد برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تحت شعار (رؤية برلمانية لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية). وأعرب الغانم عن «القناعة الراسخة» في أن العمل العربي المشترك «يظل هدفا وقضية مركزية» برغم تبدل الظروف والنكسات وحالات النكوص العربية وبرغم تبدل خارطة القوى العالمية وغياب الخطاب العربي الذي «احتضن هذا الحلم» وتبدله بالخطاب الانهزامي تحت شعارات الواقعية والعملية ومراجعة الذات وترتيب الأولويات. وقال أن هناك العديد من الملفات التي «تهمنا كعرب وما أملكه من وقت لهذه الكلمة لا يسعني للتعبير عن ما أريده» حول تلك الملفات. وأضاف «إن تحدثت عن آخر الشجون والهموم في شأن فضيتنا المركزية وهي القضية الفلسطينية أكون قد أغفلت عن قضية أخرى تضرب بآثارها الكارثية صروحنا ألا وهي الإرهاب». وتابع «وإن تحدثت عن هاتين القضيتين فقط أكون قد أغفلت أيضا معاناة الشعوب في سورية والعراق واليمن وليبيا». وأردف «ولأني أريد أن اغتنم هذا المحفل الكريم في قول ما أعتقده جديرا ومهما بالانتباه فسأختار قضية العمل العربي المشترك وإن كانت تبدو للبعض مستهلكة وعنوانا فضفاضا وملفا اكل عليه الدهر وشرب». وقال «نعي تماما» ما حدث من تغير وتبدل في الشخصية العربية خلال الـ 60 عاما الماضية، وماطرأ من تشوه وتشظ على المستوى السيكولوجي والوجداني العربي. وأوضح أنه «برغم كل ذلك وبرغم إننا نعيش أسوا أيامنا سياسيا واقتصاديا وثقافيا ووجدانيا إلا أن تجربتي في رئاسة الاتحاد وفي مناسبات عدة أثبتت وبشكل راسخ كم أن قليلا من التنسيق والتعاون كانا كفيلين بتحقيق نجاحات صغيرة هنا وهناك». وأوضح «كان لتنسيق عابر هنا وتضحية وإيثار قليلين هناك وترفع وتسام خلال موقف وتنازل كريم خلال موقف آخر أثرا عظيما خاصة عندما أكون في مواجهة ممثلي التجمعات الجيوسياسية الأخرى في العالم». وأضاف «حدث ذلك عندما كنا نتفق على مرشح ما لدعمه في إحدى المناصب القيادية في الاتحاد البرلماني الدولي وكذلك عندما نسقنا بيننا لتبني ملف أو موضوع يطرح للنقاش أمام أي محفل قاري أو دولي». وذكر أن ذلك ما حدث أيضا «عندما كنت أقوم بالاعتراض على جملة هنا وهناك في بيان أو خطاب او ورقة عمل مستقويا بدعم أكثر من 20 بلدا عربيا». وقال إن «ما نراه من الحد الأدنى من التعاون وإن كان لا يمثل طموح أي مواطن عربي أمر يجب أن نتمسك به وننطلق منه لا أن ندخل في حالة من اليأس والقنوط السياسي والإمعان في جلد الذات». وأكد الغانم في كلمته إن هناك خيطا رفيعا بين فتح باب النقد الذاتي وإجراء مراجعات مستمرة حول «وضعنا الراهن وبين دخولنا» في حالة جلد ذات مزمنة تكون بوابة للتقاعس بحجة ألا فائدة من العمل العربي المشترك. وشدد على أن كل بادرة تعاون وكل لفتة إيثار وكل تسام عن المصلحة الضيقة حتى في الأمور التي قد تبدو غير مهمة هي لبنة مفيدة تترك اثرها الصغير «فينا». وقال الغانم «أنا لا أدعو إلى خلق إجماع عربي مزيف ينتهي بخلاف ما نتفق عليه بل أدعو إلى التمسك دائما بما هو مشترك ومحل توافق والانطلاق منه للبناء عليه». وشدد على أن هذا «الحد الأدنى من التنسيق ولا أقول التعاون هو بوابتنا لخلق موقف يحمل شيئا من التأثير تجاه قضايانا الكبرى». وأشار في هذا الصدد إلى قضية فلسطين وقضايا التنازع العربي وقضايا الإرهاب والتنمية والتعليم وقضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد. وأعرب عن تمنياته في أن يسهم المؤتمر في فتح باب نقاش جدي وشفاف حول أبرز التحديات التي «تواجهنا كعرب» في عالم متغير ومتسارع ومتحول. كما أعرب الغانم باسمه كرئيس للاتحاد البرلماني العربي وباسم كافة البرلمانات العربية عن عميق السرور لعودة ممثلي البرلمان المصري الى مواقعهم الطبيعية ومشاركتهم اخوانهم البرلمانيين العرب مسيرة العمل البرلماني المثمر والبناء في المحافل العربية والقارية والدولية كافة. وقال إن هذه العودة بعد الغياب الطارئ «لهي دفعة جديدة وطاقة مطلوبة للعمل البرلماني العربي الذي لا يمكن تصور اكتماله ومصر غائبة».
محليات
أشار إلى أن عودة البرلمان المصري دفعة جديدة للعمل البرلماني العربي الذي لا يمكن تصور اكتماله ومصر غائبة
رئيس الاتحاد البرلماني العربي: العمل العربي المشترك يظل هدفا وقضية مركزية برغم تبدل الظروف والنكسات
08:10 ص