ما قاله شاعر جاهلي عندما لجأ إلى «عمرو» ليفرج عنه كربته فكان «كالمستجير من الرمضاء بالنار» ينطبق على المرضى الذين يلجأون إلى مستشفى العدان ليخلصهم من آلامهم ومعاناتهم، فيدخلون في دوامة جديدة خوفا من انتقال عدوى مرض آخر إليهم، في ظل افتقاد المستشفى إلى مقومات السلامة مع انتشار مظاهر غير صحية في أروقته، فضلاً عن الحال التي يرثى لها في ما خص محيط المستشفى ايضاً.فالجانب الوقائي يشكل العامل الأهم في التصدي لانتقال الأمراض والأوبئة والحفاظ على الوضع الصحي السليم، الأمر الذي يطرح التساؤل حول خدمات النظافة في مستشفى العدان الذي يعاني وفق ما رصدته عدسة «الراي» سوءا في خدمات النظافة، وفي الغرف، والممرات الداخلية، وحتى دورات المياه، أو حتى في ما يخص معايير الأمن والسلامة.ففي الوقت الذي تسند فيه النظافة الى شركة متخصصة للتخلص الآمن والسليم من قاذورات ونفايات الرعاية الصحية، وضمان عدم انتقال الأمراض وسلامة صحة المرضى، يلاحظ ان الاهمال يضرب أطنابه في مختلف أركان المستشفى، وسط انعدام الرقابة من المنطقة الصحية أو ادارة المستشفى، «وكأن الامر لا يعنيهم في شيء» على حد تأكيد عدد من مراجعي المستشفى الذين أبدوا استياءهم لـ«الراي» من تدني مستوى النظافة، وانتشار للنفايات خارج صناديقها، معتبرين ان الامر من الخطورة بمكان، «في ظل بيئة مهيأة بشكل كبير لنقل الامراض في المستشفى» على حد قولهم.المراجعون الذين فاض بهم الكيل طالبوا بضرورة «تشديد الرقابة وتحمل المنطقة الصحية وادارة المستشفى لمسؤولياتهما على الوجه المطلوب، فليس مطلوبا من الوزير ان يقف فوق رأس كل مسؤول ليراقبه».واضافوا «ان كانت الوزارة توفر كل الامكانات من أجهزة وأطباء ومستلزمات وشركة نظافة، فإن ما نطالب به ضرورة محاسبة المقصرين. فما يحدث من إهمال قد يعرض المراجعين بكل فئاتهم لخطر انتقال العدوى في ظل انتشار الامراض الوبائية، سواء انفلونزا الخنازير أو كورونا، وهي امراض تستلزم اتباع اعلى معايير النظافة التي يفتقدها مستشفى العدان».ولأن الصورة أبلغ من ألف كلمة، فقد وثقت عدسة «الراي» الأمر بصورة تتحدث عن نفسها في المستشفى، غرف تحولت لمطعم وديوانية، ونفايات في الطرقات والممرات، وخارج الصناديق المخصصة، ودورات مياه يعتري أحواضها الصدأ، واسلاك مكشوفة، والصور تضعها «الراي» بين يدي ادارة منطقة الاحمدي الصحية وادارة مستشفى العدان، لاتخاذ الإجراءات التي تمنع مثل هذه المظاهر، وتحافظ على بيئة صحية توفر العلاج للمريض، لا الهواجس من انتقال مرض آخر إليه.