ذكرت في مقال سابق بأني لا أشك في إخلاص الأخ الفاضل أحمد المليفي وحرصه الكبير على المال العام وسيادة القانون، لكنني انتقدت دعوته الى حل مجلس الأمة واعادة الانتخابات، وها نحن قد شاهدنا بأن الأمور لم تتحسن كثيراً مع قدوم مجلس جديد وحكومة جديدة، فالمشكلة تكمن في قلة الوعي لدى الناخبين وكذلك في منهجية تشكيل الحكومة وادارتها، وقد يكون التأني في الدعوة الى التغيير والمتابعة المستمرة والحزم في تطبيق القوانين أفضل من الانقلاب الدستوري الذي قد يضر أكثر مما ينفع.
/>أما دعوة الأخ أبي أنس لرئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بعدم جدوى سفره الى الولايات المتحدة الأميركية وضرورة بقائه فقد تبين حجم الاستياء الشعبي والحكومي من ذلك التصريح لأسباب كثيرة أهمها:
/>أولاً: أنه تدخل في شؤون السلطة التنفيذية وتحديد أجندتها مما لا يسمح به القانون للسلطة التشريعية.
/>ثانياً: ان النقاط التي اعتبرها المليفي لا تستحق زيارة الشيخ ناصر هي من صميم عمل الحكومة ورئيسها وليست من القضايا التي يستطيع غيرها القيام به بديلاً عنها.
/>ثالثاً: ان الدفاع عن الكويتيين المحتجزين ظلماً وعدواناً في معتقل غوانتانامو والدفاع عن الجمعيات الخيرية الكويتية ضد الحملة الظالمة التي يشنها عليهم أطراف في الادارة الأميركية هو مطلب شعبي يتعلق بكرامة أهل البلد وسمعتهم في العالم، ويعطي للبلد هيبة أمام العالم كله عندما يعلم القاصي والداني بأن الكويت لا تتخلى عن أبنائها أو جمعياتها، كما أنه يشكل ثقلاً كبيراً في مطالباتنا، وقد قضى أمير البلاد ساعتين في مناقشة الرئيس بوش حول هذا الموضوع وقد شاهدنا كيف سافرت السيدة الأولى في فرنسا الى ليبيا من أجل اطلاق سراح بعض الممرضات البلغاريات اللاتي أجرمن في حق اطفال ليبيا وسافر رؤساء دول الى دول أخرى من أجل التوسط لافراد من بلدانهم.
/>رابعاً: كذلك فإن الشيخ ناصر سيقوم بإلقاء كلمة الكويت في الأمم المتحدة في سبتمبر وهي مفخرة للكويت أن يمثلها رئيس وزرائها في أكبر محفل دولي.
/>خامساً: من قال بأن الأصل في رئيس الدولة أو رئيس الوزراء أن يجلس في بلاده لحل المشاكل الداخلية فقط؟! فهذا هو غوردن براون يجوب الأرض كلها من أجل تعزيز الروابط السياسية مع بريطانيا، حتى زيارة الشيخ ناصر لدول جنوب شرق آسيا التي تهكم عليها البعض قد حاول من خلالها تعزيز الروابط بسبع دول مهمة وتحقيق الأمن الغذائي من خلال عقد معاهدات زراعية معها، وكانت رحلات مكوكية متعبة، ولا يعني ذلك أن نرضى بزيارات المسؤولين دون سبب أو من أجل الترفيه المتكرر.
/>سادساً: لماذا لم يوجه المليفي السؤال الى خمسين نائباً يجولون الأرض في هذه الأيام دون هدف ويأخذون من أموال الحكومة بدلاً من التفرغ لأعمال لجان المجلس التي هي المطبخ الحقيقي للمجلس؟!
/>سابعاً: حتى لو افترضنا بأن الأخ أبا أنس كان ناصحاً فلماذا لم يقابل الشيخ ناصر ويقول له هذا الكلام بدلاً من التوجه الى وسائل الاعلام واستخدام الاثارة في مخاطبة رئيس الوزراء؟!
/>د. وائل الحساوي
/>wael_al_hasawi@hotmail.com
/>