شكّلت المواقف التي أطلقها الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله (اول من امس) في ذكرى «الشهداء القادة» عنصر استقطاب داخلي رغم عدم تطرقّها الى الشأن اللبناني وملفاته الساخنة إلا من زاوية الخطر الاسرائيلي.واذا كان قفْز نصر الله فوق الملف الرئاسي اعتُبر عاملاً سلبياً، فإن الأبرز في إطلالته كان الشقّ الاقليمي الذي اختصرته 3 نقاط رئيسية: الأولى التهديد الضمني للسعودية وتركيا من مغبة القيام بأي تدخل بري في سورية قائلاً «إذا لم تدخل أنقرة والرياض إلى سورية فستنتهي أزمة سورية، ولكنها تحتاج الى وقت، أما إذا أتوا فستنتهي أزمة المنطقة كلها»، والثانية برسْم اسرائيل باعلانه ان «لبنان اليوم يملك قنبلة نووية» اذ ان اي استهداف لـ «حزب الله» بالصواريخ لحاويات غاز الأمونيا في حيفا قد يؤدي الى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين «ويحدث ضرراً يعادل ما تحدثه قنبلة نووية»، اما النقطة الثالثة، فتمثّلت في كلامه عن «تطابق بين الادبيات الاسرائيلية وبعض الاعلام العربي، وخصوصاً السعودي والخليجي» حيال الأزمة السورية وأن «الاسرائيلي يعتبر تطورات المنطقة فرصة ذهبية ليقدم نفسه صديقاً لأهل السنّة في العالم العربي والاسلامي».وتعليقاً على مواقف نصر الله، قال وزير العدل اللواء اشرف ريفي عبر «تويتر»: «الجندي لدى فقيه (إيران غيت)، ومَن تساعده إسرائيل ليقاتل (حركة أمل) في إقليم التفاح، ويقاتل في سورية بظل تفاهم روسي - إسرائيلي، عليه ان يصمت ويخجل»، مضيفاً: «مَن دفع الدماء في مواجهة اسرائيل منذ العام 1948 هو صاحب القضية ولا يحتاج لشهادة من أبناء التفاهم الإيراني - الإسرائيلي الذي دمّر المنطقة».واعتبر الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث إذاعي أن نصرالله «تعمّد في خطابه أن يُظهِر نفسه لاعباً إقليمياً، لكنه في الواقع يربح معركة حلب بالطيران الروسي والمدفعية الروسية»، مستغرباً تهديد نصر الله لأنظمة دول الخليج. وأكد «أنهم يخافون التدخل البري السعودي - التركي لأنهم يخشون وجود دور عربي في سورية».وحذّر من أنّ «التهديد بتغيير أنظمة الخليج يؤذي لبنان كثيراً»، واصفاً خطاب نصر الله بأن «فيه الكثير من الغلواء باعتماده على الطيران الروسي، وتضمنّ غلاً كبيراً على العرب وإنبطاحاً امام إيران».وأكد عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش في حديث لـ «الراي» أن «اللقاءات والدينامية الجديدة في الملف الرئاسي اللبناني وما عداها لا تغيّر في الأمر شيئاً، فالسيد حسن نصرالله يعمل بأجندة مختلفة عن الأجندة اللبنانية، ولا يزال العنوان الوحيد لتصرفاته هو التعطيل بانتظار نهاية الوضع أو على الأقل بروز نهاية الوضع في سورية».وقال: «من الواضح أن نصرالله يعتبر المملكة العربية السعودية عدوّه الأساسي والوحيد، أما تزيين الخطاب بالحديث عن إسرائيل فأصبح عملة لا يمكن صرْفها، اذ عملياً مَن يريد تهديد إسرائيل»فليتفضّل ويقربّ عليها.وتعليقاً على ما وصفه نصرالله بالقنبلة النووية التي تؤدي إلى قتل الآلاف في حال إطلاق أي صاروخ باتجاه حاويات مادة الأمونيا في حيفا، قال علوش: «لا أعتقد أن إسرائيل غير واعية لهذا الحديث»، معتبراً أن «أي شخص يدّعي أنه يريد تحرير فلسطين ولديه القدرة على تدمير دولة إسرائيل ولا يقوم بذلك يكون في الأساس خائناً، لذا فإن حديث التهديد لا ينفع وعلى مَن يملك القدرة أن يتفضّل، وإذا كان نصرالله يملك القدرة لتدمير إسرائيل لماذا لا يباشر؟».
خارجيات
ريفي: ليصمت ويخجل الجندي لدى فقيه «إيران غيت»
خصوم «حزب الله» يهاجمون اندفاعته في وجه العرب
07:18 ص