افتتح وزير الإعلام وزيرالدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة في قاعة«أحمد العدواني»في ضاحية عبد الله السالم، معرض«المقتنيات الإسلامية» للباحث وضاح خالد سعود الزيد، والذي تضمن الكثير من المخطوطات والمطبوعات والكتب القديمة والنادرة.والمحتويات التي تجتمع تحت سقف المعرض تعد من المقتنيات المهمة تلك التي تؤرخ لحقب زمنية موغلة في القدم، والتي يساهم بها صاحبها الباحث وضاح خالد سعود الزيد من أجل إثراء الساحة الثقافية بالمزيد من المخطوطات والكتب والرسائل، المتناغمة مع التراث في أجمل صوره.وتزامن مع المعرض كتاب مصور أعده الدكتور عباس الحداد ونسقته وراجعته نوال الفيلكاوي وصوره عادل القطان... وهو الكتاب الذي يشير بعناية ودقة إلى ما يحتويه المعرض بشروح مختصرة ووافية.ويقول صاحب المعرض الباحث وضاح خالد سعود الزيد في مقدمة الكتاب: «يأتي هذا المعرض ضمن اختيار الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية للعام الحالي، وهو يحوي مقتنيات تقع ضمن الحقبة الإسلامية للمنطقة، يضم بين جنباته مخطوطات عربية إسلامية وغير عربية، ومطبوعات عربية نادرة تعود لنهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، في مختلف الموضوعات، قرآنية وفقهية وأدبية ونحوية ولغوية وتاريخية واجتماعية، كما يضم مجموعة من كتب الرحالة باللغة الإنكليزية، الذين مروا على منطقة الخليج والجزيرة العربية وسجلوا مشاهداتهم ومظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية والحالة الدينية، تصويرا لا يخلو من رسومات توضيحية تسبق ظهور العدسات اللاصقة وعالم التصوير الضوئي، هذا إلى جانب لوحات فنية تجسد صورة الحياة الاجتماعية في العصر العثماني، وأخرى تصور رسما ما كانت عليه المراكز الدينية الثلاثة (مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف)،من وضع معماري ومظهر ديني».وأضاف الزيد: «يضم المعرض نسختين خطيتين من المصحف الشريف، وتفسيرا لسورة (النبأ)، فضلا عن مخطوطات أخرى فقهية وأدبية وتاريخية، ومجموعة من المخطوطات المهمة تاريخيا لدولة الكويت، إذ ان هذه المخطوطات خطت بخط يد أبناء هذا البلد، الأمر الذي يشير إلى وجود الكويت فكريا وثقافيا وليس وجودا جغرافيا فقط، مثل مخطوطة مختصر العلامة خليل التي خطها سعيد بن مساعد بن عبد الله بن سالم سنة 1094 هجرية 1682 ميلادية، وكذلك جملة مختصرة من واجب أمور الديانات على مذهب الإمام مالك صنفه وخطه عبد الله بن علي بن سعيد بن بحر سنة 1138 هجرية 1725 ميلادية، إضافة إلى مخطوطات خطها أحمد ومحمد الفارسي لرسائل فقهية وبلاغية ورسالة في القراءات القرآنية تم خطها في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري».واستطرد قائلا: «إن هذا المعرض بمحتوياته يجسد مظاهر الثقافة الدينية والأدبية والفكرية، التي كانت في الكويت منذ نشأتها، فضلا عن ثقافة أهل الكويت في مطلع القرن العشرين، إذ ان معظم المطبوعات التي في المعرض كانت تعود ملكيتها إلى جدي سعود المحمد الزيد (توفي عام 1965)، فضلا عن بعض المخطوطات، فقد كان يهتم بالكتب الدينية، وصاحب خط حسن وجميل».ومن ثم تم تقسيم المعرض إلى ثلاثة أقسام الأول تضمن المخطوطات والتي تخص المصحف الشريف، والمخطوطات الكويتية، والمخطوطات العامة، والقسم الثاني يضم المطبوعات القديمة النادرة، وكتبا باللغة الإنكليزية.وعلى هذا الأساس فإن المعرض فرصة لكل باحث ودارس في التراث الإسلامي، للاطلاع على هذه المقتنيات النادرة، والتي قلما تتوافر في أماكن أخرى، إلا أن المعرض احتواها، كما أنها فرصة للجمهور للاطلاع على تراثه الإسلامي القديم بكل جمالياته التي تتحدى الزمن بتميزها، وتوهجها، وحضورها الذي لا يمكن إغفاله، ومن الجدير بالذكر أن صاحب المعرض الباحث ضاحي خالد سعود الزيد، قد تحمل عناء المحافظة على هذه المقتنيات منذ سنوات طويلة مضت من أجل أن تكون دليلا ومرشدا لنا للاستدلال على تاريخنا وتراثنا الإسلامي العريق.