وصف سفير لبنان في الكويت الدكتور خضر حلوي اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري بأنه «استهداف للمنهج وليس للرجل»، لافتا إلى أنه «اغتيل لرؤيته وليس لشخصه، وما حدث شيء مفصلي في تاريخنا بل في تاريخ الامة العربية».وقال حلوي، خلال حفل تأبين أقيم مساء اول من امس في مقر السفارة اللبنانية تحت شعار «رفيق الحريري رجل الحوار والمقاومة والإنماء» بمناسبة مرور 11 سنة على استشهاده: «ان الشهيد الحريري هو لبناني بامتياز، عربي الانتماء تقدمي الرؤية، استطاع في حياته ان يدخل قلوب اللبنانيين من أقصى شمال الوطن حتى جنوبه ومن شرقه الى غربه، وذلك لانهم رأوا فيه نموذجا جديدا لرجل آت من خارج النادي السياسي التقليدي حاملا هموم الوطن وشغفا بلبنان الذي عانى حروبا وفتنا كادت تهدد كيانه».واشار الى ان «الذكرى الـ 11 تمر وما زال الألم في قلوب الناس، فلقد كان مجمعا في السياسة وليس مقسما وكان موحدا للقلوب وليس مفرقا وكان مدركا للعقول وليس هازئا بها ومن هنا كانت اهميته ودوره الذي لعبه في بلده لبنان الذي احبه حتى الموت، ولهذا كان 14 فبراير 2005 بمثابة زلزال ما زالت تداعياته مستمرة».وذكر حلوي أن «رفيق الحريري نجح في حياته كما في مماته في ان يجمع الجميع لتتوحد الرؤية حول الوطن وسيادته لكن أيادي الشر التي اغتالته، استشعرت أهمية هذه الوحدة بين اللبنانيين ولذلك أدخلت البلد في الصراعات السياسية والانقسامات التي اتخذت البعد الطائفي والمذهبي».ولفت إلى أن «رفيق الحريري كان يمثل الاعتدال والانفتاح ولن يموت ابدا في وجدان البشر بل سيكون حاضرا دائما من خلال الرؤية التي تسلم رايتها ابنه الرئيس سعد الحريري الذي يبذل جهودا من خلال التواصل والحوار والتسامح والتي ستؤدي الى نتيجة حتمية في اختيار رئيس للجمهورية».بدوره، قال رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر إنه كان رئيس تحرير جريدة القبس لمدة 17 عاما وكان أول صحافي يلتقي الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بداية توليه المسؤولية في مطلع التسعينات، مشيرا إلى «المكانة المميزة التي كان يحظى بها الحريري عربيا حيث لم يكن رئيس وزراء لبنان فحسب ولكن كان في فترة من الفترات وزير خارجية العالم العربي وخاصة سورية».ولفت الصقر إلى أن «الحريري دفع ثمن مواقفه الثابتة والتاريخية في مساندة الديموقراطية»، موضحا أن «الرئيس الشهيد كان رجل تنمية من الطراز الأول».واستذكر مآثره حيث ربطته به علاقات شخصية «خصوصا عندما رشح نفسه لرئاسة البرلمان العربي في عام 2004، حيث كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري الوحيد الذي وقف معه من خارج منطقة الخليج، وفاز بالمنصب بالتزكية بفضل دعمه». من جهته، قال رئيس مجلس الرعية المارونية في الكويت جوزيف اسطفان «رغم مرور 11 سنة على اغتيال الرئيس الحريري ما زلنا نعيش في دوامة اللااستقرار نبحث تائهين في خضم هذا الصراع العنيف الذي يلف المنطقة عن مخرج لتحييد لبنان».وأضاف «ان لدى الشعب اللبناني من المناعة ما يكفي للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضده رغم الاختلافات السياسية والعقائدية بين احزابه»، لافتا إلى ان «لبنان لن ينزلق الى أي مستنقع امني او اقتصادي لان الغرق في اي منهما يعني السقوط المدوي في الهاوية».وأضاف: «ليس سرا ان اغتيال الرئيس الحريري اطلق شرارة الاستقلال الثاني بجلاء القوات السورية عن لبنان، ولكن للاسف ممارسة السياسيين حطمت أحلام الشعب الذي توحد من اجل رفع الوصاية وبناء لبنان السيد الحر المستقل».بدوره، قال المنسق العام لتيار المستقبل مازن طبارة «ان الشهيد رفيق الحريري كان رجل الظروف الاستثنائية الذي ساهم في وقف حروب، وشارك بوضع اتفاقيات وتشريعات ودساتير، صاغ المبادرات وابتكر الحلول، قرب بين الشعوب والأوطان، فكان الأقرب إليهم، صنع أيام سلام ومجد واستقرار وازدهار، وسيبقى التاريخ شاهدا على إنجازاته الإنسانية والوطنية المشرقة».ومضى قائلا: «لقد ايقن الحريري باكراً ان التغيير الحقيقي نحو الأفضل في المجتمع لا يتحقق الا من خلال النمو فكان التعليم صلب اهتمامه لانه ادرك باكراً ان لبنان بحاجة الى طاقات شابة مبدعة على مستوى عال في العلم والمعرفة، فكان الإنسان هو ثروة لبنان الأساسية».وأكد أن «الشهيد الحريري نجح في تحويل اقتصاد مدمر، فاقد لمعنوياته، متقلص، يجتاحه التضخم الى اقتصاد مستقر ونام، وبالرغم من كل شيء أنجز اعادة الاعمار، وأعاد ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي بالاقتصاد اللبناني».من جانبه، رأى رجل الأعمال اللبناني علي الفرحان أن «لبنان اليوم بحاجة الى قيادات شجاعة وجريئة لانتشاله من حالة الركود والشغور والتردي، وعلى اللبنانيين ان يعتمدوا على انفسهم للخروج من الحفرة التي وضعوا انفسهم فيها إلى رحاب التلاقي على حلول جامعة اكثر مما تفرق».