على بساط الحنجرة والوتر، حلّق الثنائي المنشد أحمد حويلا والعوّاد الملحن زياد سحاب بجمهور مسرح المدينة في بيروت في أمسية رائعة. وفي متابعة للعام الثاني من تجربتهما المشتركة مع الغناء الصوفي، وصل حويلا وسحاب من القاهرة مباشرة إلى مسرح المدينة للقاء جمهور ما التأم على هذه الوتيرة الكثيفة إلا لفنان نجم. وحضر الاثنان فقط من دون فرقة موسيقية كبيرة أو تخت شرقي.ليلة جميلة، أضيفت إليها لمسات إخراج من خلال زرع مقدمة الخشبة التي أخذت من درب الفسحة بين المسرح والجمهور، وغطّتها بمساحة رحبة تمت زيادتها على مساحة المسرح مع تثبيت سهل من الشموع الملونة، أضفت على المشهد العام ذي الإضاءة الرومانسية نوعاً من الخشوع الذي يلازم المناخات الصوفية الآسرة التي نسجها الثنائي أحمد وزياد. عبر عشر محطات بينها اثنتان أضافهما الجمهور الذي أعادهما إلى الخشبة في الختام ليسمع أكثر وأكثر، مما سمعاه من أشعار ابن الفارض (قلبي يحدثني، شربنا على ذكر الحبيب)، مهدي منصور (رسل البيادر)، جبران (سكوتي إنشاد)، محمد طالب (عجيب كيف تهجرني)، ابن سينا (النفس)، رابعة (الزميلة رابعة الزيات) و(يا سروري) والمتنبي (لا كأس ولا سكن).كل ما في الحفلة أنيس. حتى تنوع الحضور يعني أن تقديم فن مختلف هو مطلب النخبة الذواقة كما الجمهور العادي، وهذا ما ثبت ميدانياً مع هذه الأمسية الصوفية الدافئة المشاعر إلى حد التأمل والسفر على بساط الحنجرة والوتر.