«فالنتاين بلا قُبلات»... غير مقبول!هكذا وفي ساعات قليلة صارت القُبلة او «البوْسة» (بالعامية) قُبلة الأنظار والتعليقات وشاغلة الناس في لبنان بعدما صنّفها وزير الصحة وائل ابو فاعور على أنها «غير مطابقة للمواصفات» في هذه الفترة في ظل انتشار «أنفلونزا الخنازير» (SWINE FLU H1N1) التي أدت حتى الساعة الى مقتل أربعة أشخاص في «بلاد الأرز».ورغم أن دعوة ابو فاعور الى تفادي تبادُل القبل «إلا في حالات الضرورة القصوى» جاءت من باب المزاح في معرض عرْضه كيفية انتقال «انفلونزا الخنازير»، فإن لبنان «الافتراضي» أطلق ما يشبه «الانتفاضة» على المواقع ولا سيما «تويتر» الذي اجتاحه هاشتاق #خففوا_تبويس و#KISSFORFAOUR (قبلة لفاعور) اللذين اختصر عبرهما اللبنانيون وعلى طريقة «الكوميديا السوداء» كل واقعهم المُرّ، فتداخلت «البوْسة الممنوعة» مع العناوين السياسية والمالية والاجتماعية والبيئية «الساخنة».وحملت تعليقات اللبنانيين على «مزحة» ابو فاعور، التي استكملها امس في مجلس الوزراء بتوجيه نصيحة الى وزيريْ المال والتربية بعدم تبادُل القبل بعد تجاوُزهما خلافهما حول احد الملفات، مظاهر «مبكية مضحكة» عكست حال اليأس الذي «قبض» عليهم في ظل استفحال ظواهر التفكك السياسي الذي يعبّر عنه الفراغ المتمادي في رئاسة الجمهورية والمخاوف من التصدعات المالية ومن سلّة ضرائب جديدة تلوح في الأفق... والأدهى الكارثة البيئية - الصحية التي تعبّر عنها جبال النفايات التي تغزو العديد من شوارع بيروت وجبل لبنان منذ يوليو الماضي والتي تنتظر المباشرة بترحيلها عبر البحر الى... روسيا.ولم يتوانَ ناشطون على مواقع الإعلام عن ربْط «كارثية» نصيحة ابو فاعور بعيد العشاق اذ سأل أحدهم «حبكت معكم في فالنتاين؟»، ليرفع آخرون شعار «الحب في زمن انفلونزا الخنازير»، سائلين: «في شباب إلها عم تخطّط شهر كيف بدا تبوس الأحد (14 فبراير)، شو عم تحكي معاليك؟»، قبل ان يغرّد قسم ثالث «عوض تجفيف منابع الفساد يريدون تجفيف منابع الحب؟».واستحضر معلّقون واقع «كهربا ما في وسكتنا... ميّ ما في و سكتنا.. شغل ما في و سكتنا.. بس بوْس ما في... اي الله ما بيرضى»، ليقترح البعض إسقاط ابو فاعور على قاعدة «إلا التبويس معاليك» فـ «حتى البوسة بدكن تحرمونا منا بهالبلد؟»، وصولاً الى اتهام احدى المغرّدات وزير الصحة برفع مستوى الطلاق نتيجة نصيحته التي يفترض انها كانت «السبب في انقراض الديناصورات».وفيما أسقط البعض طلب تخفيف القبلات على حملة وزارة الصحة المستمرة لضمان سلامة الغذاء كاتبين «على مَن يرغب بالتبويس أن يقدم ملفه لوزارة الصحة تحت مسؤولية ختم بالشمع الأحمر»، دخل مغرّدون من دول عربية على خط «العاصفة الالكترونية» فكتب أحدهم من مصر «خففوا تبويس، ليه ياعم انت كده هتضيع مكانة لبنان بقلوبنا»، ليغرّد آخر: «إيه ده انتوا عندكم تبويس، بسم الله ما شاء الله احنا ما عندناش خالص».واذا كان «إعصار القبلات» في المجتمع الافتراضي تَرافق مع نشر صورة لوزير الصحة في زيّ شرطي آداب ضبط شخصين داخل سيارة يقبلان بعضهما البعض ومع التداول برسوم كاريكاتورية هازئة من «وحي المناسبة» وبصور لمغرّدين يوجّهون «قبلات طائرة» الى ابو فاعور وأخرى لأشخاص يتبادلون «البَوْسات»، فإن الأبرز تمثل في استحضار اللبنانيين اغنيات تتلاءم مع الموضوع - الحدَث او تسخر منه، اذ كتب أحدهم «نجوى كرم للوزير ابو فاعور: اعطيني بوسة قبل النـوم»، ليكون الاعلامي يزبك وهبي الأكثر تعبيراً عن واقع الحال اذ غرّد: «على هامش كلام الوزير ابو فاعور عن تخفيف التبويس نهديه أغنية الراحلة صباح:«بوْسة ما بِسنا عقلن طار، كيف لو بِسنا شو كان صار».
أخيرة
عاصفة إلكترونية حوّلت وزير الصحة اللبناني... شرطي آداب
«فالنتاين في زمن أنفلونزا الخنازير»... قبلاتٌ ممنوعة
05:39 ص