«هل استمتعتم بوجبتكم أيها السادة؟»... سؤال احتلّ عنوان مسرحية، نطق بها الجسد في قاعة الزوار في «حديقة الشهيد»، وقدمتها فرقة «لابا» للفنون الأدائية التابعة لمؤسسة «لوياك» ضمن أنشطتها المسرحية التي تقام على مدار العام.العرض المسرحي، مونودرامي كوميدي، أحضرته «لوياك» من سلوفاكيا، وكتبه وأخرجه وجسّد بطولته الفنان بافول سيريس، وحضرته نخبة من متذوقي هذا الفن المسرحي.«هل استمتعتم بوجبتكم أيها السادة؟» عرض مسرحي كوميدي حركي اعتمد على الممثل الواحد، وتناول في طرحه ذلك العالم الغريب للمطاعم والعاملين فيه من خلال قصة حبكت بصورة جميلة مترابطة مفادها أن رئيس إحدى الدول مع زوجته قررا زيارة أحد المطاعم الذي يعمل فيه عشرون نادلاً، وعندما يعلم رئيس المطعم بالأمر ينادي جميع النادلين ويطلب منهم خدمة الرئيس بالشكل المطلوب، وهنا تبدأ المفارقات عندما تتنوع هوية هؤلاء الأشخاص، فهناك الأبله والعصبي والأحمق وما إلى ذلك من صفات قد تمرّ على البشر، فأدّى فيها سيريس وحده عشرين شخصية مختلفة مستعيناً بأقل عدد من أدوات المسرح، ومعتمداً في الوقت ذاته على مخيّلة الجمهور، فتضمّنت المسرحية مزيجاً من الأداء المسرحي والإيمائي والتهريجي والعبثي والرقص.سيريس في أدائه التمثيلي أظهر مرونته وقدرته على تقمّص الشخصيات العشرين طوال خمسين دقيقة من الوقت (مدّة عرض المسرحية)، مظهراً هوية العمل المونودرامي الذي قد يخفق البعض في انتهاجه، وربما ساعده في ذلك أنه في الأساس فنان سلوفاكي تخرّج من أكاديمية «ياناتشيك» للموسيقى والفنون الأدائية في جمهورية التشيك، كما درس فنون المسرح الحركي وما زال يكمل دراسته كطالب للدكتوراه.بالعودة إلى العرض المسرحي، اعتمد سيريس على أبسط أدوات الديكور، فلم يحتج أكثر من طاولة صغيرة وكرسيّين فقط. أما الإضاءة، فكانت بيضاء مكشوفة طوال الوقت، واعتماده الأساسي كان فقط على مرونة جسده والإيماءات التي من خلالها دلّ على كلّ شخصية، بالإضافة إلى الحوارات التي كانت باللغة الإنكليزية، ومن خلالها أيضاً كان ينتقل من شخصية إلى أخرى، حتى أن الأزياء لم يكن لها ذلك الدور الكبير، إذ إنه ظهر طوال مدة المسرحية بزيّ واحد فقط أشار من خلاله على أنه نادل في مطعم، ويقدّم خدمة لزبائنه.