فقدت الكويت والأسرة الرياضية أحد أبنائها البررة برحيل الرياضي الخلوق عيسى راشد الجساس بعد صراع مع المرض حيث وافته المنية في الولايات المتحدة الاميركية حيث كان يتلقى العلاج.ومن المقرر وصول جثمان الفقيد الى الكويت اليوم او غدا حيث لمواراته ثرى الكويت.يحمل الفقيد سجلاً رياضياً حافلاً لا يوازيه سوى ما كان يحظى به من حب واحترام بين جميع الرياضيين الذين زاملوه او تعاملوا معه.انسانياً، تميز الفقيد بدماثة الخلق والعلاقة الطيبة والاحترام مع الجميع ولم يكن يوماً يسعى ليكون محسوباً على توجه معين أو تيار في الوسط الرياضي، كان دائماً ما يضع الكويت نصب عينه... الكويت فقط.وفي الجانب الرياضي، سطر «أبو راشد» مسيرة حافلة بالنجاحات في ثلاثة مجالات مختلفة وهي حالة نادرة قلما تتكرر في عالم الرياضة وكرة القدم تحديداً.بدأ الجساس مشواره الرياضي لاعباً لكرة القدم في نادي الكويت وتدرج حتى مثل الفريق الأول في سن مبكرة وحقق معه لقب الدوري العام في العام 1968.اختير للمنتخب الوطني حيث حقق معه لقبي كأس الخليج الثانية والثالثة وفي الأخيرة لعب دوراً مؤثراً في المباراة النهائية أمام المنتخب السعودي والتي انهاها «الازرق» لمصلحته برباعية نظيفة من خلال مراقبته لنجم هجوم «الأخضر» سعيد الغراب.واصل الجساس مسيرته مع «العميد» وكان أحد عناصر العصر الذهبي للنادي في سبعينات القرن الماضي حيث توج معه بلقب الدوري 4 مرات وكأس الأمير 3 مرات.انتقل الفقيد إلى حقل التحكيم، فلم يكن بحاجة للكثير من الوقت ليثبت قدراته، فتميز بالنزاهة والثقة وقوة الشخصية وكان الخيار الأول لإدارة مباريات «الدربي» بين العربي والقادسية في الثمانينات ومطلع التسعينات.نال الشارة الدولية وقام بإدارة العديد من المباريات في بطولات خارجية كان أبرزها نهائيات كأس العالم للناشئين في العام 1985 كأول حكم كويتي ينال هذا الشرف، وبطولة كأس الخليج العاشرة في العام 1990.لم يكتف الجساس بالتألق على أرض الملعب لاعباً وحكماً، وتجاوز ذلك إلى العمل الإداري، فكان من ضمن الجهاز الإداري للمنتخب الوطني في بطولتين لكأس الخليج في البحرين 1986 عندما حقق «الأزرق» اللقب، وفي الكويت 2004.عمل مقيماً للحكام في اتحاد كرة القدم، وعينته إدارة نادي الكويت مديراً لاستاد الكويت تقديراً لجهوده والخدمات التي قدمها للنادي والرياضة الكويتية.تعرض الى وعكة صحية سافر على أثرها الى المانيا للعلاج ثم الى اميركا التي وافته المينة فيها الاول من أمس.رحل الجساس الرياضي المتكامل و«النادر»... من دون عداوة او خصومة مع احد.رحم الله بوراشد وتغمده بواسع رحمته وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان...إنا لله وإنا اليه راجعون.