النائب المخضرم صالح عاشور ذو خبرة طويلة في الأعمال البرلمانية؛ إذ شغل الكرسي الأخضر دورات عديدة، ولا بد أن تكون لديه خبرة في الدستور الكويتي، خصوصاً تلك المادة التي تنص على أن «جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، وأن النائب يمثل الشعب الكويتي كاملاً لا دائرته الانتخابية». أما المطالب الفئوية فهي نوع مرفوض جملة وتفصيلاً، ودعوته إليها دعوة خطرة للتكسب السياسي، تمزق جدار الوحدة الوطنية، وأبو مهدي عضو عن الدائرة الانتخابية الأولى التي فيها من دون مبالغة جميع أطياف المجتمع الكويتي العِرقية، والدينية، والمذهبية، من مختلف المرجعيات والمشايخ والقبائل العربية والعائلات الكبيرة غير العربية، فكيف سيحقق النائب عاشور رغبة هذا الخليط الكبير المُركب من الأطياف البشرية دون أن يقع في تضارب المصالح، وتناقض الطلبات؟!والدعوة لحصول كل هذه الفئات على مناصب أو خدمات حكومية خاصة بها أمر لم نسمع به في العالم إلا في لبنان، ونحن نعلم الآن ما الذي يجري في لبنان من شلل سياسي، وسيطرة حزب مسلح على مقاليد الدولة بالقوة.إن التهديد باستقالة جماعية أو مقاطعة جلسات مجلس الأمة، والدعوة للتصعيد غير المبرر مع الحكومة لتحقيق مطالب فئوية لكل مكوِّن من مكونات المجتمع الكويتي أمر مستحيل، وتفرُّد فئة من فئات المجتمع بمطالب عن غيرها أمر مستحيل أيضاً، فكلنا كويتيون ولنا حقوق وعلينا واجبات، كما للفئة التي يحاول النائب صالح عاشور احتكار تمثيلها، ما يجعلنا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتوقف أبو مهدي عن هذه الأمور، فنحن في غنى عنها، يحكمنا الدستور وتجاربنا البرلمانية المستمرة منذ أكثر من نصف قرن.
مقالات
ولي رأي
ما القواعد الانتخابية؟
11:18 ص