قال الباحث الروائي الدكتور عمار علي حسن، إن العودة للماضي ليست هروبا من الحاضر، بل على العكس، فلكي نفهم الحاضر علينا قراءة التاريخ جيدا.وأضاف خلال الندوة، التي أقيمت ضمن النشاط الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لمناقشة روايته «جبل الطير»: الرواية تنتقل بين حقب زمنية مختلفة من العصر الفرعوني للعصر المسيحي ثم للعصر الإسلامي وحرصت على تقديم قراءة مغايرة للتغاير بعيدا عن التاريخ الذي تكتبه السلطة المنتصرة حيث يسافر بطل الرواية عبر الأزمنة والأمكنة.وتابع: «الرواية جعلتني أبحر في التاريخ، وكتبتها على عدة مراحل، ففي البداية نضجت الفكرة ثم أخذت فترة طويلة في بناء هيكلها، وبعد ذلك اشتغلت فترة طويلة أيضا على بناء تفاصيلها الدقيقة واستكمال شكلها، موضحا أن أساليب مشروع الكتابة يتخذ عدة أشكال فمنها ما تظل منشغلا بها فترة من الزمن حتى تكتمل في رأسك، وهناك رواية يتم التخطيط لها ويعد بطاقات لشخصيات الرواية وهناك رواية تخضع لقانون امتداد المعاني».وعن رؤيته للواقع المعاش والوضع الاجتماعي في مصر قال: «الدولة المصرية تواجه أعتى موجات التطرف والذي يجب أن يعالج من جذوره، وألا تتعامل مع العرض ولا تعالج المرض، مؤكدا ضرورة دعم الدولة للبديل المدني سواء كان حزبا أو مؤسسة مدنية، لأن غياب هذا البديل يمهد الطريق للتيار المتطرف والذي لديه الركائز الاقتصادية والمنابر».وقال أستاذ علم اجتماع الأدب في جامعة عين شمس الدكتور فتحي أبوالعينين: «الرواية ما هي إلا تجسيد حقيقي وتأكيد للعلاقة ما بين العمل الأدبي والفكري والسياسي، وذلك لأنها امتازت بأسلوب جديد في الحكي والسرد يرتبط فيها الساحر بالواقع، وإن كان يتجاوز الواقع وتجعل من قارئها واقعا في إشكالية صعوبة الفصل بين الواقع والخيال، كما تميزت بالنهل المكثف من التراث واستخدام التراث وعناصر فنية أخرى ذات مدلولية».وأشار إلى التنوع التقني المضموني الذي خلق لدى المتلقي حالة من الدهشة والمتعة، حيث استطاع المؤلف أن يجمع بين الموروث الروحي الساكن في منطقتي الوعي واللاوعي لدى الشخصية المصرية.وأكد، أن المؤلف استخدم بعض التقنيات الكتابية مثل التوهمات والخيالات وتعدد الأزمنة والأمكنة، كما زخرت الرواية بتعدد الشخصيات والأمكنة وهذا يعكس مدى وعي المؤلف باستخدام تقنيات في الكتابة مع الواقع الحلم والمعاش وفقا لمواقف بطل الرواية الذي خاض الأمكنة الجغرافية واضطر للتعامل مع جفاوة الحياة وقسوتها.