* شهدت سوق الانتقالات الشتوية في الكويت حركة مُعتَبرة بيد أنها لا تقارن بأي شكل من الأشكال مع تلك الحركة التي شهدها مثلاً الدوري الانكليزي الممتاز.لن نقوم بمقارنة بين المسابقتين لأننا سنظلم بالتأكيد الدوري المحلي، لكن عندما ندرك بأن الانتقالات الصيفية والشتوية الأخيرة في الـ«برميير ليغ» تجاوزت حاجز المليار جنيه استرليني، ندرك مدى تخلّفنا عن ركب «كرة القدم الحقيقية» والتي يجمع القيمون على اللعبة، ليس فقط في الكويت بل في مجمل الدول العربية، على اعتبارها صناعة، بيد انهم لم «يصنعوا» شيئاً لمواكبتها، واكتفوا بضرب كف بكف إعجاباً ... وربما أسفاً.اللافت ان عائدات النقل التلفزيوني المقررة في الموسم المقبل في الدوري الممتاز والتي ستوزع على الاندية هي ما ساهم في هذه الطفرة والهجوم على سوق الانتقالات وتجاوز المليار جنيه استرليني.حتى الاندية المتواضعة في انكلترا أفرغت خزينتها لضم نجم من هنا ونجم من هناك، ليس طمعاً في انتزاع لقب، بل أملاً في البقاء بين أندية النخبة وضمان عدم الهبوط، وسعياً بالتالي الى تناول قطعة من كيكة تلك العائدات «الفلكية بقيمتها» في الموسم المقبل.لا تكترث الاندية الاوروبية بمعظمها بالجائزة المادية التي يحصل عليها بطل هذه المسابقة المحلية أو تلك، بل ان الأنظار تبقى شاخصة نحو منابع أخرى من شأنها أن تدر ذهباً عليها، وهذا ما يمثل قوة تلك البطولات.في أوروبا، ثمة وضوح في الرؤية وخارطة طريق لبلوغ الأهداف «الثابتة» ... غير المتحركة.يدرك القيمون على الاندية بأن إصابة النجاح الاقتصادي يستلزم تحقيق شروط معينة، ومن هنا توضع الخطط الاستراتيجية قريبة وبعيدة المدى، ولا شك في ان قاعدة اللعب النظيف التي فرضها الاتحاد الاوروبي للعبة والتي تجبر الاندية على فرض «التعادل» ما بين النفقات والمداخيل لعبت دور قائد الاوركسترا الذي أجبر الجميع على احترام إيقاع «الإنصاف» وعدم الاسترسال بـ«النشاز» من خلال الاستدانة غير المدروسة وتحقيق الالقاب بقوة المال وليس بقوة التخطيط وحسن الدراسة.من أسوأ أوجه الدوري الكويتي «بدعة الدمج» التي قتلت روح المنافسة ووضعت الفرق في موقف من اللا مبالاة، اذ لا خوف من هبوط، ولا حاجة لتفاديه. «الدمج»، ومهما تعددت أسبابه يبقى «سقطة» في مسيرة كرة القدم المحلية.في انكلترا يلعبون لتحاشي الهبوط و(وأكرر و) بالتالي كسب الملايين، أما هنا فهم لا يلعبون لتحاشي الهبوط وليس ثمة اموال للحصول عليها في أي حال من الأحوال.باب الانتقالات في الكويت أيضاً لا يسمح بفرض صراع جدي بين الاندية وذلك بسبب الاحتراف الغائب عن ملاعبنا والمعتمد في الدول المجاورة كافة.هذه ليست كرة قدم إذا ما قارنّاها بأوروبا ولن نفعل، أو بالدول المجاورة ... وسنخجل.* يعيش العربي منذ انطلاق الموسم حالاً من «الاستلحاق».رحل المدرب الصربي بوريس بونياك، فجرى التعاقد مع البرتغالي لويس فيليبي.بعد سلسلة من النتائج السيئة، «طار» فيليبي، فتسلم أحمد عسكر الدفة لمباراة واحدة ثم جاؤوا ببونياك بعد ان رفضوه قبل فترة بسبب مطالبه المادية.الفريق بدأ الموسم بأربعة محترفين لم يتبقَ منهم مع انتصاف الدوري سوى واحد هو السوري فراس الخطيب، قبل ان يجري التعاقد مع السلوفيني غوارن جيانوفيتش والغامبي ابريما سونا وأخيراً الكونغولي دوريس سالامو.هل هذا فريق يسعى بجدية الى اعادة الوصل مع لقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ العام 2002؟أين الاستقرار؟ أين التخطيط؟ ومن يملك القرار في هذا الصرح الرياضي العملاق؟* بات الأمر محسوماً: الاسباني جوسيب غوارديولا سيدرب مانشستر سيتي الانكليزي في الموسم المقبل لمدة ثلاثة مواسم مقابل 22 مليون يورو عن كل موسم.جرى تداول أخبار قبل اشهر حول ان «بيب» سيشترط على ادارة «السماوي» في حال الموافقة على قيادة الـ«سيتيزنس» ضم الارجنتيني ليونيل ميسي والاوروغوياني لويس سواريز من برشلونة الاسباني والفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس الايطالي.وفي حال تحقق ذلك ونجح «بيب» في وضع «سيتي» لاحقاً على قمة «القارة العجوز»، فإن كثيرين سيعيدون الفضل في ذلك الى الاموال، وليس الى عبقرية المدرب.ولكن بعيداً عن النتائج، اثبت غوارديولا إيمانه بالمدرسة التي فرض حضورها منذ توليه دفة قيادة برشلونة والمتمثلة في الاستحواذ على الكرة.لقد نجح في نقلها الى بايرن ميونيخ الالماني عندما كان كثيرون يشككون في إمكان تحقق ذلك بسبب الاختلاف الجذري بين نوعية اللاعبين الكاتالونيين ونوعية لاعبي البايرن، سواء الالمان منهم أو الأجانب.قدرة «بيب» على نسخ مدرسته في البايرن تؤكد أنه مدرب استثنائي بيد ان مروره بالفريق البافاري والذي سيصل الى خواتيمه بنهاية الموسم بعد ان امتد ثلاث سنوات، لن يكون ناجحاً على مستوى النتائج الا في حال احراز لقب دوري ابطال اوروبا، وهو الهدف الذي من اجله جاء الاسباني في الاساس الى بافاريا، علما ان الخصم المقبل الذي سيلتقيه في المسابقة القارية الأم هو يوفنتوس القوي.تكتيكياً نجح «بيب» في فرض الـ«تيكي تاكا» في المانيا، وستكون امامه ابتداءً من الموسم المقبل مهمة جديدة ومماثلة في انكلترا.لن نسأل إن كان سينجح أم لا خصوصا ان اللاعبين الانكليز الذين يعتمدون أساساً على اللياقة البدنية لا يشكلون الا نسبة ضئيلة قيل قبل سنوات انها لا تتعدى الـ17 في المئة من مجمل لاعبي الدوري الممتاز، وبالتالي سيكون مانشستر سيتي انكليزياً بالاسم فقط في وقت سيكون لاعبوه او معظمهم من الاجانب الذين سيختارهم غوارديولا بعناية لفرض مدرسته في الدوري الممتاز.sousports@