دعا رئيس مجلس الأمناء في جامعة الشرق الاوسط الأميركية الدكتور فهد العثمان خريجي الجامعة إلى «عدم القبول بوظائف من دون عمل ومن دون مسؤولية حقيقية، لأن هذا النوع من الوظائف تدمير للذات، وسرطان ينخر الفرد والمجتمع، ويعوّد الإنسان على عادات وطبائع وسلوكيات سيئة».وخاطب العثمان الخريجين في كلمة له خلال حفل تخرج دفعة عام 2015 في الجامعة مساء أول من أمس والذي أقيم برعاية وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى، بالقول «عندي أمل، وعندي طلب منكم أبنائي وبناتي الخريجين، وهو ألا تقبلوا بوظائف من دون عمل حقيقي، فلقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ليعمل، ولينتج. فالإنسان الذي لا يعمل وليس لديه مسؤولية حقيقية يتابعها، يضطرب نفسياً. وتضطرب روحه، وبالتالي يعتلّ جسده. هذه الوظائف هي مغامرة في المجهول. كلنا يدرك ويعرف الأوضاع الاقتصادية، وربما نحن نشهد هذه الأيام بداية نهاية العصر الذهبي للنفط. فإذا لم ينتظم الإنسان في عمل حقيقي، فما هو السبيل لتطوير المهارات والقدرات؟ وما هو السبيل لمواجهة الحياة والمستقبل عندما تزداد الالتزامات؟ وقد يكون حتى كسب الرزق في الأيام المقبلة صعب التحقيق».وأضاف انه «خلال السنوات السابقة، وضع معظم شباب الكويت في وظائف غير حقيقية، وهذا شوه التراكم المعرفي للمجتمع، وهذا ما يفسر اليوم هذه الردة العقلانية وتدني الحكمة في المجتمع، وتدني الكفاءة والأداء في مختلف النواحي. والتدني في قدرة المجتمع على التحدي واتخاذ القرارات الصعبة في مختلف الميادين. إن الموضوع عميق، والموضوع هو أمن الفرد والأمن الاقتصادي والنفسي، وهو أمن المجتمع، ومستقبله كله».واستطرد العثمان بالقول «إن اليوم هو يوم الاحتفال بتخريج أبنائنا وبناتنا، وهي ليلة استحقاق لطلبتنا لإنهاء مرحلة من حياتهم والانتقال لمرحلة أخرى. وهي أيضا ليلة استحقاق لجامعة الشرق الأوسط الأميركية AUM، لتخريج الدفعة الخامسة من طلبتها، وهي ليلة استحقاق لمسيرة بدأت قبل 9 سنوات عند استقبال أول دفعة من الطلبة في العام 2008. أو بالأحرى لمسيرة بدأت قبل 25 سنة». ونوه ببداية AUM والظروف التي بلورت فكرتها، مبينا أنه أثناء تواجده في لندن إبان الغزو العراقي، وخلال التحاقه في بعض دورات الكمبيوتر، استحوذ على تفكيره موضوع صناعة الكمبيوتر وسوق الكمبيوتر وشركات الكمبيوتر، وتقنية المعلومات بشكل عام. الأمر الذي دفعه لتأسيس شركة لخدمات الكمبيوتر مباشرة بعد التحرير، وتم من خلالها التعاقد مع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، لتوريد أحدث أجهزة الكمبيوتر وملحقاتها بالإضافة إلى البرمجيات، ولقد تبين في ما بعد أن الأجهزة والبرمجيات التي تم توريدها لم تكن تستخدم بنسبة 80 في المئة، وإن نسبة الاستخدام والاستغلال لم تتجاوز الـ20 في المئة فقط، وذلك يعود لندرة الأشخاص القادرين على تشغيل هذه الأجهزة وهذه البرمجيات والاستفادة منها. «وهذه كانت النقطة الفاصلة للبدء بالتفكير بالعنصر البشري وبالتنمية البشرية، وبدور التدريب والتعليم في قطاع تقنية المعلومات. ولقد تم بالفعل الاتفاق مع شركة نيوهورايزن العالمية، والتي كانت من أكبر الشركات في قطاع الكمبيوتر وتقنية المعلومات في ذلك الوقت، وتم الاتفاق معهم لتمثيلهم في الكويت وفي عدد آخر من دول المنطقة».وأشار رئيس مجلس الأمناء إلى أنهم قاموا «بإعداد برنامج دبلوم التدريب الذي يحاكي الشريحة الموجودة في السوق والتي تحتاج لهذا النوع من التدريب والتعليم. وقد حقق هذا الدبلوم نجاحا كبيرا من الناحية المادية ونواحٍ كثيرة أخرى تمثلت في الانخراط في شراكات دولية استراتيجية مثل أوراكل، مايكروسوفت، نوفل، وغيرها الكثير، ولقد مدّنا ذلك بالكثير من الخبرة والتراكم المعرفي للعمل في هذا القطاع بمستوى احترافي عال. كما أهلنا آلاف الشباب للانخراط في سوق العمل، أو تحسين عملهم الحالي، وساعدنا الكثير من المؤسسات لتنفيذ مشاريعها وخططها، وذلك بتوفير عناصر بشرية مؤهلة. وفي هذه الظروف، تبلور جنين AUM، وبرزت صفاته الوراثية. حيث ترسّخ وتولّد لدينا أنه وفي خضم هذه الظروف، يجب أن نأخذ هذه التجربة إلى بعد أعمق، إلى بعد مؤسسي أكبر. ولقد شاءت الظروف أنه وفي نفس الوقت صدر قانون الجامعات الخاصة، فكان القرار الحتمي بتأسيس AUM. ولقد بدأ الإعداد للمشروع، واستغرق الأمر أكثر من سبع سنوات، وكانت البداية في العام 2008».وأضاف «ان العام 2008، هو العام الذي حدثت فيه الأزمة المالية، وتوقفت البنوك عن تقديم أي تسهيلات مالية، الأمر الذي وضعنا أمام خيارين، إما العمل من خلال مبنى مستأجر أقل في التكلفة وبمخاطر مالية أقل، واما المضي قدما في بناء الحرم الجامعي. ولقد قررنا المضي في بناء الحرم الجامعي حسب خطتنا، وذلك رغم المخاطر والظروف الاقتصادية والمالية الصعبة، وذلك لسبب أساسي ومهم، فلقد رأينا أننا لن نتمكن من تحقيق فلسفة AUM التعليمية إلا من خلال الحرم الجامعي بما يوفره من بيئة تعليمية مناسبة».وحول فلسفة AUM التعليمية ذكر العثمان أنها «ترتكز على محورين أساسيين، التحصيل العلمي المعرفي والأكاديمي الرصين للتخصصات المختلفة من جهة، وتنمية وبناء الشخصية القيادية العقلانية الإيجابية، التي تفكر بالإنجاز، وتؤمن بالنتيجة. الشخصية المتسامحة المليئة بالحب، والتي تؤمن بقيمة العمل، وهي سمات مهمة لا تقل أهمية عن التحصيل العلمي المعرفي. ولقد وضعنا لأنفسنا نقطة قياس (Bench Mark) لتقييم نجاح طلبتنا بعد التخرج، وقياس مدى نجاحهم في حياتهم المهنية والعملية، ويتحقق ذلك بمتابعة الخريجين بعد التخرج من خلال مركز توطين للتأهيل الوظيفي والذي أنشأته جامعة الشرق الأوسط الأميركية للقيام بالإرشاد الوظيفي للطلبة، ولقد قمنا هذا العام بمضاعفة ميزانيته لثلاثة أضعاف». ووجّه حديثه للطلبة الخريجين قائلا «إن علاقة الجامعة معكم لن تنتهي بعد الحصول على الشهادة، ولكنها ستنتقل إلى مرحلة أخرى، حيث سيلعب مركز توطين دور المستشار المهني لكم، آملين أن تستفيدوا منه في حياتكم المهنية».وتابع العثمان «أبنائي وبناتي الخريجين والخريجات، عندي كلمة أخيرة أود أن أقولها لكم ولكل أهل الكويت. إن التعليم والتنمية أشياء مهمة جدا، ولكن من دون الأمن لا توجد تنمية ولا تعليم، ولا يبقى شيء. إن أمن البلد، وأمن الوطن، هو أهم شيء، ومن دونه سنخسر كل شيء. إذا أردنا أن نحافظ على حاضرنا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا، يجب أن نحافظ على أمن البلد. وللحفاظ على أمن البلد، يجب أن نكون على قلب واحد، يجب أن نكون يدا واحدة. يجب أن نبدي كلمة الخير، يجب أن نشجع من يقول الكلمة التي تجمعنا، وأن نقف وراء من ينادون بالوحدة. هذا ليس كلاما فقط نقوله في المناسبات الرسمية، بل يجب أن نحرص على كل كلمة نقولها في بيوتنا وفي الدواوين وفي التويتر وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي» مبينا أن «الموضوع لم يعد رفاهية، فالموضوع موضوع أمن قومي، هو موضوع حاضرنا ومستقبلنا كلنا بلا استثناء. إن الحرائق من حولنا كثيرة وفي كل مكان، والمقبل هو طوفان وممكن يغرق الكل. والفتنة قد أشعلوها في كل الدول، والجماعات الخارجية تريد مصلحتها، ومن حقنا نحن أن نبحث عن مصلحتنا، ومصلحتنا أن نكون يدا واحدة. مصلحتنا أن نتسامى فوق الجراح، ولا نسمح لتصرف القلة المسيئة أن تقود حركة الكل. فما يجمعنا وما بيننا أكثر بكثير مما يفرقنا. ولنقف في وجه الطوفان، والذي هو أبشع من الغزو اللي حصل، يجب أن نجعل الكويت هي الوسيلة وهي الغاية، يجب أن نجعل الكويت فوق كل شيء، فوق الطائفة وفوق القبيلة، وإلا سوف نكون جميعنا خاسرين».كويت واحدة... بو ناصر أبو الجميعوأضاف قائلا: «هي كويت واحدة ماعندنا غيرها، وهي ديرة واحدة مالنا غيرها، هي كويت واحدة وبس، وأمير واحد وبس، هو أبونا وتاج راسنا، هو بوناصر – عسى الله يحفظه ويعطيه الصحة وطولة العمر. هو نظام سياسي واحد بقيادة أسرة الصباح الكريمة اللي تجمعنا كلنا تحت جناحها، هو دستور واحد دستور الكويت اللي هو الملاذ لنا. وغير هذا الكلام مالازم يكون له مكان عندنا، عشان نعدي هذا الطوفان. الموضوع اليوم يإيدنا، لازم نكون على مستوى الأحداث، كما كنا دائما، قبل لايفوت الأوان. عسى الله يحمي الكويت... وأهلها... وعسى يغمر قلوب الكويتيين بالحب والأمل... عسى الله يغمر قلوبنا بالحب والأمل».
متفرقات - مناسبات
جامعة الشرق الأوسط الأميركية احتفت بخريجي الدفعة الخامسة من طلبتها
فهد العثمان لخريجي «AUM»: وظائف من دون عمل حقيقي سرطان يدمّر الفرد والمجتمع
02:35 ص